عقد مركز بحوث الشرق الأوسط ندوة بعنوان «مصر واليمن والأمن القومى المصرى بين عبد الناصر والسيسى» تناول خلالها المختصون تاريخ اليمن وثورتها منذ 1962 والثورة على على عبد الله صالح والحوثيين ومدى تأثيرهم على مجريات الأحداث فى اليمن وفق أجندات خارجية وعلاقة اليمن بمصر ومساندة مصر للثورة اليمنية وتأثير ذلك على الأمن القومى المصرى من خلال الأحداث التاريخية السابقة والراهنة. د. عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ جامعة حلوان قال إن الثورة اليمنية عام 1962 لم تكن الأولى فى تاريخ اليمن حيث قامت ثورة فى 1948 إلا أنها فشلت بسبب التدخل السعودى آنذاك. وأضاف أنه عقب ثورة 1952 انفجرت الثورة اليمنية عام 1962 وتمكن أحرار اليمن من الاستيلاء على السلطة وما لبثت مصر أن اعترفت بها وهو الموقف المغاير لموقف السعودية التى أرادت الحفاظ على الملكية باليمن والحقيقة أن عبد الناصر تعرض للظلم من قبل أعدائه، حيث اتهم بأنه تدخل فى اليمن لكى يعوض الزعامة التى فقدها فى سوريا والتى انفصلت عن الوحدة العربية 1961. وأضاف أن الأوضاع فى اليمن مكنت الولاياتالمتحدة وانجلترا من التدخل فى اليمن بشكل غير مباشر حيث استفادت من التدخل السعودى فى اليمن ووردت إلى السعودية واليمن الأسلحة لكى تساعد فى القضاء على النفوذ المصرى ولتكبيد مصر خسائر فادحة ومن هنا طرح الدسوقى سؤالا وجهه إلى أعداء عبد الناصر وهو لماذا لم ينتقد خصوم عبد الناصر السياسة الامريكية تجاه اليمن ومصر وعبد الناصر؟ أما العميد خالد عكاشة مدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية فقال إنه من الواضح تدهور الوضع السياسى فى اليمن منذ عام 2004 وهو الأمر الذى سمح للحوثيين وهى فرقة شيعية بالظهور على الساحة السياسيه ومثلوا تهديدا للحكومة المركزية باليمن من خلال التعاون مع القوى الإقليمية طمعا فى بسط نفوذها على الإقليم وهذا التعاون مع القوى الخارجية هو الذى سمح لهم بتطوير قدراتهم العسكرية لتنظيم التمرد ضد الحكومة الشرعية. وأشار إلى أن عبد ربه منصور هادى بعد توليه مقاليد السلطة فى اليمن بعد الثورة لم يتمكن من تحقيق الاستقرار فى البلاد وتوحيد اليمنيين مما أدى الى استيلاء الحوثيين على جميع مفاصل الدولة وفى ضوء هذه التطورات بدأت إيران فى شحن معدات عسكرية إلى الحوثيين لتقوية قبضتهم على السلطة ومن ثم كانت الحاجة ملحة لتدخل دول الخليج والتى اتخذت من طلب هادى سلاحا شرعيا لها للتدخل فى اليمن وحماية مصالحها المهددة، بالإضافة إلى تضرر مصر والسودان من التواجد الإيرانى فى اليمن. ويقول اللواء طلعت موسى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا إن طبيعة اليمن الجبلية جعلتها منطقة مناسبة لارتكاز تنظيم القاعدة وكذلك ظهور الحوثيين وهى فى الحقيقة حركة تمرد شيعية للزيدية تأسست سنة 2004 نشأت المشكلة السياسية عندما أعلن حسين بدر الحوثى الخروج عن النظام الجمهورى ونشأت بينه وبين الحكومة حرب فى مدينة صعداء عام 2004 وعدد طلعت أسباب قوة الحوثيين والتى جاء على رأسها الدعم الإيرانى المستمر بالأسلحة والذخائر علاوة على التعاطف الجماهيرى من أهالى صعدة، بالإضافة الى الوضع القبلى والطبيعة الجبلية. ويعد استيلاء الحوثيين على صنعاء فى ديسمبر 2014 ووصول المفاوضات الى باب مسدود هو ما دعا دول الخليج بزعامة السعودية بالاشتراك مع مصر لتنفيذ عملية عاصفة الحزم فى مارس 2015، وذلك لإيقاف التدخل الإيرانى واجبار الحوثيين للعودة إلى مائدة المفاوضات. وأضاف موسى أن أسباب اشتراك مصر فى عاصفة الحزم هو حماية الأمن القومى المصرى من خلال السيطرة على باب المندب وتأمين قناة السويس وحماية السعودية من التهديد الحوثى فى الجنوب. وأشار إلى أن هناك العديد من الأسباب التى تمنع الدول من التدخل البرى على الأرض ومنها عدم وجود حليف على الأرض يصلح كنقطة ارتكاز يصلح لانطلاق العمليات البرية والاحتياج إلى بلورة قيادة عسكرية موحودة تضم عددا من القبائل اليمنية والأحزاب. ومن جهة أخرى فقد عدد اتجاهات إيران للتعامل مع المنطقة العربية وهى الاستعلاء والاستكبار ونشر وتصدير المذهب الشيعى بين دول المنطقة واعتبار أن أمن دول الخليج ضمن الأمن القومى الفارسى.