وسط الأزمة الإيرانية وسيطرت الحوثيين على اليمن، لم يكن لأي دولة من الدول العربية نية في التحرك العسكري لإنقاذ اليمن، حيث أن الأمر يتطلب توحيد جيش عربي موحد، ولكن بعد هوج الحوثيين وهدفهم في السيطرة على باب المندب قامت المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا والمغرب والأردن والسودان وباكستان والجزائر، باستهداف معاقل الحوثييين في اليمن تحت عملية "عاصفة الحزم". ولم يكن ذلك التدخل الأول لمصر في الشئون الإيرانية، ولكن مرت العلاقات المصرية الإيرانية بالكثير من المراحل، فقد قام الراحل جمال عبد الناصر بالمشاركة في حرب اليمن التي مر عليها 53 عاماً والتي كانت حرب استنزاف مستمرة، وتسبب الحرب لجر مصر للكثير من الخسائر. وبعد كثير من التوترات بدأت كل دولة منهما تعتبر الأخرى دولة جوار استراتيجي، واتسمت العلاقة بينهما طوال العقود التي خلت بالمراوحة، كما ظل منحنى العلاقة ما بين الصعود تارة والهبوط تارة أخرى، وتشكلت مع الوقت معادلة معقدة ترتكز على حالة من "اللاتعاون واللاصراع"، حددتها طبيعة التفاعلات الإقليمية لكلا الدولتين. وفي نظرة سريعة للتاريخ المصري اليمني لمعرفة الفرق بين حرب اليمن في عهد الراحل جمال عبد الناصر، وحرب اليمن الآن ...
. عبد الناصر ومشاركة مصر فى حرب اليمن 1962
جاءت مشاركة الجيش المصري في اليمن نتيجة السياسة المصرية التي إنتهجها الرئيس جمال عبد الناصر وقتها والتي تقضي بمحاربة الأنظمة الملكية والتي كان يطلق عليها النظام الناصري وقتها "بالأنظمة الرجعية"، وآخذت مصر على عاتقها في ذلك الوقت بالقضاء علي هذه الأنظمة بكل الوسائل حتى إذا تطلب الأمر المساعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية لها.. ونشر المد الثوري في أرجاء الوطن العربي بل ومد ذلك إلي أفريقيا في بعض الحالات. وفي 26 سبتمبر سنة 1962 قامت الثورة في اليمن وطلب مجلس قيادة الثورة اليمنية مساعدات عسكرية من مصر حيث بدأت الأخيرة في الاستجابة لهذه الطلبات، وفي 30 سبتمبر سنة 1962أرسل المشير عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة المصرية، ومعه بعض ضباط الصاعقة والمظلات وغيرهم إلي اليمن لمقابلة أعضاء مجلس قيادة الثورة اليمنية ومعرفة طلباتهم. وتوالت البعثات من الوحدات الفرعية من الصاعقة والمظلات للمعاونة في حماية الثورة.. ثم تطور الأمر سريعاً حيث ذهب المشير عامر ومعه الفريق أنور القاضي رئيس هيئة العمليات المصرية إلي اليمن وكلفوا بمساعدة الثورة اليمنية بلا حدود، وبذلك تطورت الأمور إلي حد بعيد حيث تدفقت القوات المصرية يومياً من القاهرة إلي صنعاء.. وبدأت مصر في إنشاء جسر جوي وبحري ضخم عبر آلاف الكيلو مترات لنقل الرجال والعتاد والأسلحة والمهمات والتعينيات بل والذهب إلي أرض اليمن. وفي نهاية عام 1963، بلغ عدد القوات 36,000 جندي وفي نهاية عام 1964، وصل إلى 50,000 جندي مصري في البلاد، وبلغ العدد ذروتة في نهاية عام 1965 ليبلغ عدد القوات المرابطة هناك 55.000 جندي مصري، تم تقسيمهم إلى 13 لواء مشاة ملحقين بفرقة مدفعية، فرقة دبابات والعديد من قوات الصاعقة وألوية المظلات. وكان قد أرسل السفير أحمد أبو زيد - الذي كان سفير مصر إلى المملكة اليمنية من سنة 1957 إلى سنة 1961 - العديد من التقارير الهامة عن اليمن التي لم تصل إلى وزارة الدفاع المصرية ويبدو إنها ظلت مدفونة في أدراج وزارة الخارجية. فقد حذر السفير المسؤولين في مصر - بمن فيهم المشير عبد الحكيم عامر - أن القبائل اليمنية صعبة المراس ولا تملك أي إحساس بالولاء أوالانتماء للوطن. وعارض السفير إرسال القوات المصرية واقترح دعم الضباط الأحرار اليمنيين بالمال والسلاح وحذرهم بأن السعوديين سيغرقون اليمن بالمال لتأليب القبائل ضد الثورة.
وفي المقابل قامت السعودية ومعها بريطانيا وبعض الدول الأخرى بمساندة قوات الإمام المناهضة لثورة اليمن والتي تصدت للقوات المصرية بشراسة ، حيث نشرت الوثائق البريطانية التي صدرت منذ عدة سنوات عن المساعدات التي قدمتها بريطانيا للقوات اليمنية المناهضة للثورة والقوات المصرية وذلك بالأموال والأسلحة والتدريب والعتاد حتى لا تتحول اليمن إلي موطأ قدم للأنظمة الثورية التابعة لعبد الناصر والتي كانت تهدد النفوذ الأوربي والأمريكي في منطقة الخليج. واستمرت المواجهات المسلحة بين الفريقين دون غالب ولا مغلوب وبذلك تحولت حرب اليمن إلي حرب استنزاف مفتوحة وقاسية ليس فقط للاقتصاديات المصرية ولكن أيضاً لقواتها المسلحة، وكانت حرب اليمن هي أحد أسباب نكسة 67، بسبب فقدان العديد من جيش مصر خارج حدود البلاد. . السيسي والعودة المشروطة جاءت رؤيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، للعلاقة مع إيران مشروطة بتحسن علاقة الأخيرة مع الدول العربية المجاورة لها، وعلى رأسها السعودية، وقد حضر حسين أمير عبد اللهيان- مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشئون العربية والأفريقية- حفل تنصيب المشير عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، كما حضررياض ياسين وزير خارجية اليمن التحضيرات قبيل مؤتمر القمة العربية الذي سينعقد خلال اليومين المقبلين. وبعد أن دشن الطيران الحربي السعودي في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس غارات جوية على مواقع عسكرية تابعة لجماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، وفي محافظة لحج، جنوبي اليمن، حسبما أعلنه السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير في عملية عسكرية أطلق عليها "عاصفة الحزم". وقامت البحرية المصرية بالاشتباك مع الأسطول الإيراني، وأجبرته على الانسحاب من مضيق باب المندب، في إطار مشاركتها بعملية "عاصفة الحزم". كما وجه مساعد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الشكر لدول الخليج ومصر على تعاونهم للقضاء على الحوثيين.