بعد 4 سنوات من قيام الثورة فى 25 يناير 2011، تبدو الدورة السادسة والأربعون (46) من معرض القاهرة الدولى للكتاب لهذا العام (28 يناير - 12 فبراير 2015)، أكبر المعارض وأوسعها انتشارا وشهرة وفعالية في العالم العربى، دورة «غير عادية» بكل المقاييس، سواء بحجم ونوع فعالياتها وأنشطتها الثقافية والفنية والأدبية المختلفة، أو من حيث مشاركة دور النشر المصرية والعربية والعالمية التى تعد الأكبر فى تاريخ المعرض منذ تأسيسه، أو بالأسماء اللامعة من الكتاب والمفكرين والمثقفين الذين سيحلون ضيوفا على المعرض لأول مرة هذا العام. «معرض القاهرة الدولى للكتاب» ال 46، الذى سيفتتح الأربعاء 28 يناير الجارى ويستمر حتى 12 فبراير القادم، أحد الأعراس المصرية والعربية التى ينتظرها الجمهور المصرى والعربى على السواء من العام إلى العام، باعتباره أكبر وأهم معرض عربى للكتاب، وثالث أكبر معارض العالم المصنفة دوليا، لكن الأهم فى هذه الدورة هو هذا الحشد من الفعاليات والأسماء المشاركة من مصر والعالم العربى فى أكبر تظاهرة ثقافية من نوعها فى مصر بعد 30 يونيو. تفاصيل الدورة الجديدة كشف عنها رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، ورئيس المعرض، الدكتور أحمد مجاهد فى مؤتمر صحفى عقد ظهيرة يوم الثلاثاء الماضى، بمقر الهيئة بكورنيش النيل، بحضور عادل المصرى نائب رئيس اتحاد الناشرين المصريين، والناشر شريف بكر، عضو اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وممدوح بدوى مدير عام المعارض، وسعيد عبده ممثل مؤسسة أخبار اليوم. مجاهد قال إن العنوان الرئيسى للمعرض هذا العام "الثقافة والتجديد"، مضيفا أنه لا يمكن أن يكون هناك تجديد بدون وعى ولا وعى بدون ثقافة، مشيرا إلى أن تحت هذا العنوان تمت المناقشات واللقاءات التحضيرية للمعرض بهدف وضع خريطة النشاط الثقافى لفعالياته وندواته المختلفة، وتابع مجاهد أنه لذلك تم اختيار الإمام المجدد محمد عبده "شخصية المعرض"، وهو من كبار التنويريين والمجددين فى العصر الحديث. رئيس هيئة الكتاب أكد أن العالم كله يهتم بمعرض الكتاب هذا العام، مستدلا على ذلك بزيادة عدد الدول المشاركة والناشرين مقارنة بالعام الماضى، مشيرا إلى أنه فى عام 2014 بلغ عدد الدول المشاركة 14 وعدد الأجنحة 36، أما فى هذا العام (2015) فبلغ عدد الدول المشاركة 26 دولة، وعدد الأجنحة 48، منها 19 دولة عربية وأفريقية و7 دول أجنبية، فيما وصلت مشاركة دور النشر إلى 850 ناشرا منهم 50 ناشرا أجنبيا، و250 ناشرا عربيا، و550 ناشرا مصريا. ولأول مرة، بحسب مجاهد، سيشارك 14 ناشرا من الهند، بجانب مشاركة إثيوبيا وشمال السودان وعدد من الدول الأفريقية، ومن الدول الأوروبية ألمانيا وفرنسا وجمهورية التشيك، فيما نفى مجاهد استبعاد أى دولة من المشاركة فى المعرض لهذا العام، قائلا "لا توجد أى دولة مستبعدة من المعرض، وأن الدول غير المشاركة لم تتقدم بطلب اشتراك بمحض اختيارها". رئيس هيئة الكتاب أوضح أن الظروف التى مرت بها البلاد فى السنوات الأخيرة لم تكن تسمح بدعوة الكتاب والمثقفين العرب، إلا أن هذا العام تمت دعوة عدد كبير من الكتاب والمفكرين والمبدعين العرب البارزين، من أهمهم الشاعر السورى الكبير أدونيس، والمفكر التونسى المعروف عبد المجيد الشرفي، والفقيه القانونى والمفكر الكبير عبد الجواد ياسين، والروائى الكويتى الشاب سعود السنعوسى الحائز على الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر 2013)، والروائى العراقى الشاب أحمد سعداوى الحائز على الجائزة ذاتها (بوكر 2014). وعن جديد أنشطة المعرض لهذا العام، أعلن مجاهد أن معرض الكتاب سيشهد إطلاق حملة «الكتاب هديتك» لتغيير ثقافة الشعب المصري، لإهداء الكتب فى المناسبات، بدلا من الهدايا الأخرى، وأيضا تدشين حملة أخرى بالاشتراك مع أخبار اليوم بعنوان «كتاب دليفرى»، بحيث يصل الكتاب إلى الجمهور فى كل المحافظات، لتوسيع دائرة القراءة. ولأول مرة هذا العام أيضا، سيتم تدشين "تطبيق إلكتروني" بعنوان "عم أمين" على أجهزة الحاسب الآلى والهواتف الذكية "الأندرويد"، ويقدم من خلاله 3 خدمات متنوعة لرواد المعرض وزواره، وهى: خريطة تفصيلية لأجنحة دور النشر المشاركة وسرايات العرض والبيع بالمعرض، وقاعدة بيانات شاملة بأسماء المؤلفين والكتب والأنشطة الثقافية وتحديثها، مع توفير 15 نقطة فى المعرض مع متطوعين للجمهور لاستخدام التطبيق، وسيكون هناك خريطة توضيحية كبرى توضيحية معلقة فى مداخل المعرض المختلفة. كما أعلن رئيس هيئة الكتاب أنه لأول مرة هذا العام أيضا، سيتم تنفيذ الفكرة التى اقترحها وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور ببناء مخيم ضخم لبيع كتب وإصدارات الوزارة تحت عنوان «سور الأزبكية لوزارة الثقافة»، وبتخفيضات تتجاوز ال50% وقد تصل إلى 75% على إصدارات المؤسسات والجهات التابعة للوزارة، مستهدفة من ذلك أن يصل كل المخزون الراكد لديها من الكتب والإصدارات إلى القارئ العادى بأسعار زهيدة. مجاهد قال إن وزارة التخطيط دعمت المعرض بمليونى جنيه، فيما قدمت وزارتا السياحة والتربية والتعليم معا دعما قدره 10 ملايين، مضيفا أن المعرض سيشهد يوميا 36 حدثا فنيا وثقافيا وفكريا متنوعا، يتصدرها محور المعرض الرئيسى «تجديد الخطاب الديني»، وشخصيته المحورية أيضا «الإمام محمد عبده»، الذى ستخصص له مجموعة كبيرة من اللقاءات والندوات لعرض الأوجه المختلفة لمشروعه التنويرى التجديدي، لعل أهمها ندوة «تجديد الفكر الدينى عند الإمام محمد عبده» ويشارك فيها كل من الدكتور عبد الفضيل القوصي، والدكتورة زينب عفيفي، والدكتورة زينب الخضيرى، والدكتورة رجاء أحمد علي. وكذلك ندوة «مدرسة الإمام محمد عبده فى مصر والعالم الإسلامى» وسيشارك فيها الدكتور محمد صابر عرب، والدكتور أحمد زكريا الشلق، والدكتور عبد الواحد النبوي، وندوة «منهج الإمام محمد عبده فى تفسير القرآن الكريم» ويشترك فيها الدكتور مصطفى لبيب، والدكتور عبد الحميد مدكور. من جانبه، كشف الناشر شريف بكر، مدير دار العربى للنشر والتوزيع، وعضو اللجنة العليا للمعرض هذا العام، أنه من المقرر أن يصاحب معرض القاهرة الدولى للكتاب فىدورته الجديدة برنامج مهنى للنشر، على غرار تلك التى تعقد فى المعارض الدولية الكبرى للكتاب، مثل معرض فرانكفورت الدولي، ومعرض أبوظبى الدولى للكتاب. بينما قال عادل المصرى، نائب رئيس اتحاد الناشرين، إن معرض القاهرة الدولى هو الأكبر والأضخم بين جميع المعارض العربية، ولكن تواجه القارئ مشكلة البحث عن كتب معينة، لذلك قرر الاتحاد توفير قاعدة بيانات ضخمة لكل الإصدارات. أما ممدوح بدوى مدير المعارض، فقال إن المساحة الكلية التى سيقام عليها المعرض لهذا العام تبلغ 80 ألف متر، المستغل منها 50 ألف متر، معلنا أن مواعيد المعرض يوميا ستكون من العاشرة صباحا وحتى السابعة مساء، ويستمر النشاط الفنى والثقافى حتى التاسعة من مساء أيام المعرض.