تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف يمكن الاستفادة منها بعد مبادرة الرئيس السيسى 30 ألف رسالة دكتوراه وماجستير على الأرفف بالجامعات!
نشر في أكتوبر يوم 04 - 01 - 2015

مصير مجهول لرسائل الماجستير والدكتوراه التى يتم مناقشتها سنويًا فى جامعاتنا والمراكز البحثية حيث لا يتم الاستفادة منها ويكون مصيرها على «الأرفف» وفى «الأدراج» بمكتبات الكليات (!!)
الأرقام تقول إن لدينا أكثر من 30 ألف باحث حاصلين على الماجستير والدكتوراه ولكن أين هم؟ وأين رسائلهم وأبحاثهم؟
«أكتوبر» تفتح هذا الملف خاصة بعد مبادرة الرئيس السيسى التى أعلنها فى احتفال عيد العلم «نحو مجتمع مصرى متعلم ويفكر ويبتكر»، وتسأل رؤساء الجامعات وعمداء الكليات وأساتذة الجامعات.. كيف يمكن الاستفادة من هذه الرسائل العلمية فى حل مشكلاتنا؟ وما هى الأسباب منها؟ بداية.. يقول د.حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق إنه مع الأسف تقوم الجامعات بإنتاج أعداد كبيرة سنويًا من أبحاث الدراسات العليا التى يطلق عليها رسائل الماجستير والدكتوراه وعادة ما يقضى الباحث فى كل منهما من 4 إلى 5 سنوات يبحث فى المراجع ويدرس مشكلة معينة ويجمع الآراء فيها ثم يخرج بمجموعة من النتائج والتوصيات والأفكار الجديدة ويكون تحت إشراف أستاذ كبير ثم يناقشه فيها 3 أساتذة متخصصين ولا يتم الاستفادة منها سواء على مستوى الدولة أو المجتمع.. مشيرًا إلى أن السبب يرجع لعدة أمور.. أولها اختيار موضوعات غير حقيقية وبعيدة عن حاجة المجتمع المصرى واهتماماته وثانيًا أن هذه الأبحاث يغلب عليها الجانب النظرى وقليل جدًا منها هو الذى يجرى فى المعامل ويخضع للتجربة.. وأخيرًا فإنه لا يوجد اهتمام على الإطلاق فتوضع على أرفف المكتبات ويعلوها الغبار ولا يرجع إليها أحد على الإطلاق.
ويضيف: لقد رسخ فى أذهاننا منذ إنشاء الجامعات فى مصر وعمل رسائل الماجستير والدكتوراه أنها غاية وليست وسيلة حيث الحصول عليهما هدفه اللقب الأدبى دون إضافة حقيقية فى المجالات البحثية.. والمفروض إعادة النظر فى هذا القصور بحيث نعتبر كلًا من الماجستير والدكتوراه مجرد فكرة علمية يمكن الاستفادة من نتائجها فى حياتنا العملية.. وإذا لم تكن كذلك فإنها تدخل فى تاريخ العلم وليس فى جوهر العلم ذاته!.
يرى د.حامد أن الأقسام فى الجامعات لا تضع لنفسها خطة بحث علمى بحيث تلتزم طلبة الدراسات العليا بتنفيذها ولكن الذى يحدث أنهم يتركون للباحثين الحرية فى اختيار موضوع الدراسة على هواهم وأمزجتهم دون أن يكون لها مردود فعلى فى حياة المجتمع وبالتالى لا يكون لموضوع الدراسة أى فائدة رغم أن مجتمعنا المصرى فى أحوج الحاجة لنتيجة هذا الجهد المبذول فى هذه الرسائل العلمية وبالتالى ينتهى بها الحال إلى وضعها على «الأرفف» بمكتبات الجامعات ويتراكم عليها التراب.. مؤكدًا لكى تتم الاستفادة من هذه الرسائل فإنه لابد أن تقوم الأقسام بالكليات بوضع خطة بحثية لكل منها بشرط ألا تقع فى تكرار الموضوعات البحثية أو الدراسة غير المجدية أو بحث مشكلات زائفة حقيقية.
ويفجر د.حامد مفاجأة من العيار الثقيل قائلًا: إذا نظرنا فى بعض الكليات نجد أن عدد رسائل الماجستير والدكتوراه التى يقوم بالإشراف عليها الأستاذ الواحد يتجاوز النسب العالمية المتعارف عليها فى جامعات العالم المتقدم ويصل إلى أكثر من 50 رسالة سنويًا فى حين فى جامعات العالم المتقدم لا تزيد عن 10 رسائل سنويًا حتى يحسن الإشراف عليها ولكى تخرج رسائل علمية متميزة تستحق أن تضاف إلى البحث العلمى المنشود فى مصر.. ويضرب مثالًا لذلك بكلية دار العلوم جامعة القاهرة حيث هناك أستاذ يشرف على 55 رسالة علمية مرة واحدة وآخر على 50 رسالة وآخر على 36 رسالة وبالتالى كيف يعقل للمشرف على هذا الكم الكبير من الرسائل أن يحسن الأشراف الجيد على العدد الهائل والمهول وبالتالى تعد العملية «سلق بيض» أكثر منها بحث علمى!.
الانفصال عن الواقع
ومن جانبه أوضح د.حسن شحاتة مدير مركز تطوير التعليم الجامعى الأسبق بجامعة عين شمس وعضو المجالس القومية المتخصصة أن المشكلة تكمن فى أن الهدف من الحصول على الرسائل العلمية الماجستير والدكتوراه هو الحصول على الدرجة العلمية دون النظر إلى أنها تتناول مشكلات حقيقية أو موضوعات تهم المجتمع أو تعالج قضايا أو تضع حلولًا جديدة لمشكلات قائمة.
ويرى د.شحاتة أنه من الأسباب التى تؤدى إلى عدم الاستفادة من هذه الرسائل العلمية.. أولًا عدم انتقاء الموضوعات محل الدراسة وعدم ارتباطها بالواقع العملى ومتطلبات الحياة.. فالمفروض أن تعالج هذه الرسائل العلمية مشكلات حقيقية وليست وهمية وأن يتم معالجة هذه المشكلات من خلال هذه الرسائل بأساليب كيفية وليست كمية.. فالمشكلة فى هذه الرسائل العلمية أنه يغلب عليها المعالجات الإحصائية أكثر مما تقدم حلولًا وأفكارًا جديدة مفيدة.. والسبب الثانى أن هناك انفصالًا تامًا بين الجامعات ومراكز البحوث وبين المؤسسات الإنتاجية.. وأن المؤسسات الإنتاجية لا تهتم بالبحث العلمى ولا تنفق عليها ولكنها تهتم بالأفكار المستوردة حيث هناك جزر منعزلة بين المؤسسات الإنتاجية وعدم تقديمها لقوائم بحاجتها من البحث العلمى وبين الجامعات التى لا تتواصل مع الميدان.. أما السبب الثالث فهو أن أساتذة الجامعات يغلب عليهم «التكنوقراط» أى أنهم أكاديمية لا يتواصلون مع الحياة خارج جدران الكلية وقاعة البحث.. والسبب الرابع أنه لا توجد خريطة بحثية ترتبط بالحركة الاقتصادية فى مصر والعالم..فإذا نظرنا إلى الخطة البحثية فى الجامعات نجد أنها فى واد والبحث العلمى فى واد آخر!.
ويرى د.شحاتة أنه لكى تحقق الرسائل العلمية الاستفادة منها لابد أن ترتبط الجامعات بالبيئات بالمحافظات التى تقع فيها.. وأن يكون هناك تواصل لأساتذة الجامعات مع المستفيدين من البحث العلمى وكذلك توفير الزيارات لأساتذة الجامعات بزملائهم فى جامعات العالم المتقدم حتى يستفيدوا من خبراتهم وأيضًا أن يكون للإعلام دور الإعلان عن التجارب الناجحة واستضافة الباحثين ونشر بحوثهم من خلال إيجاد مساحة إعلامية للباحثين لعرض بحوثهم حتى يستفيد المجتمع منها فضلًا عن تشجيع العمل الجماعى والعمل فى روح الفريق.. فالدكتور زويل لم يكتشف «الفيمتو ثانية» بمفرده وإنما من خلال فريقه المعملى.
ويقترح د.شحاتة الاستغناء عن المدربين والأساتذة المساعدين اللذين لا يرقون إلى درجة الأستاذية لأنهم يعوقون البحث العلمى ولا يجددون أفكارهم وبالتالى الاستغناء عنهم لأنهم -من وجهة نظره- يعدون عقبة فى سبيل البحث العلمى.
غياب الخطة
وفى نفس السياق يقول د.سمير أبو على العميد الأسبق لكلية التربية بالإسكندرية إنه بالرغم أنه يوجد نائب رئيس جامعة للدراسات العليا والبحوث بكل جامعة فإننا نرى أن أغلب مهامه هو التوقيع على أوراق سفر أعضاء هيئة التدريس فى المهمات العلمية فقط وكان يجب أن تكون مهمته هى وضع خطة بحثية واضحة للجامعة تلتزم بها الكليات التابعة للجامعة.. متسائلًا أننا نريد أن نعرف ما هى مواصفات وظيفة نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا.. وما هو العمل الذى يجب أن يطلع به؟!.
ويؤكد د.سمير أن عدم الاستفادة من الرسائل العلمية ناتج لعدم وجود رؤية أو خطة بحثية تلتزم بها كل جامعة فى إطار محدد من خطة شاملة للدولة.. وذلك لأن كل جامعة وكل كلية تقوم بإجراء الأبحاث بعيدة عن أى فلسفة أو خطة مسبقة مما يتسبب فى حدوث تكرار كثير لنوعية البحوث مما يعد هدرًا للوقت والمجهود والإمكانيات المادية المخصصة للبحث العلمى.. قائلًا إننا لا نعلم ما هى جدوى إجراء بحث قد لا يكون له أى فائدة فى تطبيقه خاصة أننا لسنا دولة غنية لكى نهدر هذه الإمكانيات بلا فائدة.
الخطوات الأربع
ويرى د.أبو على أنه لكى يتم المسار للاستفادة من هذه الرسائل العلمية يجب اتباع 4 خطوات.. الخطوة الأولى أن تحدد وزارة التعليم العالى بالتنسيق مع وزارة البحث العلمى أولوياتها فى البحث العلمى ويكون ذلك من خلال إنشاء مجلس قومى بحثى تكون مهمته وضع الفلسفة من البحث العلمى والخطة التى تقوم بتنفيذها مؤسسات البحث العلمى المختلفة من جامعات ومراكز بحوث ومؤسسات بحثية حتى لو كانت داخل نطاق الصناعة أو الزراعة وفى حدود الإمكانيات المتاحة مع العمل على زيادة الموارد المتاحة للبحث العلمى مع الوقت.. والخطوة الثانية إعداد الكوادر العلمية عن طريق تجميع الباحثين فى المجالات المتشابهة مع بعضها البعض بحيث نستطيع أن نكون مدارس بحثية مستمرة تقوم بإجراء البحوث المطلوبة مستقبلًا ولا يكون عملها مؤقتًا بموضع تم إنجازه وينتهى الأمر.. أما الخطوة الثالثة توثيق العلاقات مع المدارس العلمية العالمية حتى نستطيع أن نكسب الباحثين الخبرات فى المجالات المتقدمة، وبذلك نستطيع أن نواكب البحث العلمى العالمى.. والخطوة الرابعة العمل على تجميع الخبرات المصرية المتناثرة فى الدول الأجنبية وهم الطيور المهاجرة وحثهم على القدوم إلى مصر للمعاونة فى إقامة صرح بحثى علمى متقدم ومدارس علمية تعمل بروج الفريق الواحد لأحداث طفرة من أجل تحقيق التقدم للوطن.
خطة إستراتيجية
ومن جانبه يرى د. فاروق إسماعيل رئيس جامعة القاهرة الأسبق ورئيس جامعة الأهرام الكندية أنه يجب أن يكون للجامعات فى مصر خلطة استراتيجية للدراسات العليا ويكون لديها موضوعات قومية محددة تجرى عليها البحوث سواء كانت رسائل الماجستير أو الدكتوراه أو حتى البحوث العامة التى يقوم بها أعضاء هيئة التدريس.. بشرط أن تنتهى هذه البحوث بتطبيق عملى لها وخاصة للصناعة الوطنية وقضايا المياه والطاقة والغذاء فى مصر.. وبشرط أيضًا أن تصبح البحوث التى تجرى فى الجامعات لها ارتباط بأرض الواقع لتحسين الظروف الاقتصادية داخل الوطن.. مشيرًا إلى أنه عاش التجربة فى اليابان من 50 سنة وهى توطين الموضوعات البحثية على أرض الواقع..
وأضاف د. فاروق قائلًا: لدينا فى مصر مشاكل فى الغذاء والمياه والصحة ومشاكل حياتية شبه يومية تمثل ظاهرة فى مصر مثل فيروس سى ، وبالتالى لابد أن تكون قضايا البحث العلمى مرتبطة بمصر وليس بالخارج.. قائلًا إذا لم نبحث فى أمورنا فإنه لن يكون هناك أى فائدة، وبالتالى لابد أن تكون البحوث التى تجرى على موضوعات لها علاقة بالمطالب فى مصر وغير ذلك يجعلها بدون قيمة، وبالتالى ترمى على الأرفف وتوضع فى الأدراج.
ويقترح د. فاروق - أن تقوم كل وزارة فى مصر بتجديد أولوياتها من خلال دراسات جدوى تقوم بها تحدد ما تحتاجه من بحوث ودراسات.. مشيرًا إلى أنه تم فى السبعينيات والثمانينيات عمل بحوث تم من خلالها تطوير صناعة الحديد والصلب فى مصر حيث كانت الموضوعات البحثية - وقتها - لها مردود على الصناعة الوطنية فى مصر وليست من أجل الاستفادة منها فى خارج الوطن.. منتقدًا بعض الجهات الإنتاجية فى مصر شراءها أنظمة جاهزة من الخارج مما يتسبب فى إحباط للباحثين المصريين.
النمطية والتكرار
ومن جانبه تؤكد د. محبات أبو عميرة العميد الأسبق لكلية البنات جامعة عين شمس أن الأبحاث التى تجريها الجامعات فى قطاع الطب والهندسة يتم الاستفادة منها سواء كانت فى الأمراض أو الصناعات.. أما التى تجرى فى قطاع العلوم التربوية هى التى استفاد منها فى صناعة القرار وخير مثال لذلك فإنه عندما يريد صانع القرار فى المؤسسة التعليمية تغيير نظام الامتحانات فى الثانوية العامة لتكون من عامين بدلًا من عام واحد فإنه يأخذ القرار من خلال اجتماعه بالمجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعى ثم يدخله مجلس الشعب ويخرج القرار دون أن يرجع للرسائل البحثية العلمية من ماجستير ودكتوراه لكى يحكم أى النظامين أفضل الثانوية العامة من عام واحد فقط أم من عامين دراسيين.. وبالتالى لم يستفد صانع القرار التربوى من الرسائل العلمية الموجودة فى هذا المجال وهم الوزراء المعينين سواء كانت وزارة التربية والتعليم أو وزارة التعليم العالى.
وتضيف د. محبات من الأسباب التى تجعل الرسائل العلمية عديمة الفائدة أن معظمها بحوث نمطية مكررة.. وأن بعض الباحثين القائمين بها يقتبس وينقل المعلومات من الرسائل الأخرى السابقة ويكررها (!!)
وترى أنه لابد أن يكون هناك تواصل بين الجامعات من خلال نشرها لهذه الأبحاث العلمية (الماجستير والدكتوراه) وبين الوزارات المعينة، وذلك عن طريق إنشاء وحدة لتطبيقات البحوث بكل جامعة يتكون مجلس إدارتها من ممثلى وزارة التعليم العالى والكليات والجامعة لتكون هناك حلقة وصل بينها وبين الجهات المعنية مؤكدة على ضرورة تشجيع الباحثين الذين يتم تطبيق أبحاثهم والاستفادة منها من خلال تكريمهم أدبيًا وماديًا.
نظرية ومسروقة
وفى السياق ذاته يقول د. أحمد إبراهيم أستاذ الإدارة التعليمية بجامعة بنها إن هذه مشكلة مصر فما أكثر الرسائل العلمية والمؤتمرات العلمية التى تنتهى دون الاستفادة منها وأكثر البحوث والرسائل العلمية نظرية ولا تحقق فائدة منها لعدم وجود خريطة بحثية.. فإذا نظرنا إلى الرسائل العلمية بالجامعات تجد أن بعضها مكرر والبعض الآخر مسروق من رسائل أخرى!
ويقترح لكى يتم الاستفادة من هذه الرسائل مستقبلًا أن يتم إنشاء مركز على مستوى الجمهورية يتم فيه تجميع هذه البحوث والرسائل العلمية من ماجستير ودكتوراة لتجنب تكرارها والتأكد من جريتها حيث يقوم الباحث قبل أن يسجل رسالته بأن يذهب إلى هذا المركز لتحديد هل سبق تسجيل هذه الرسالة من عدمه منعًا لعدم التكرار وأيضًا للتأكد من أنه بحث جديد ومفيد للمجتمع، وكذلك تحديد مدى القيمة المضافة منه وهل هو بحث جاد ويعالج مشاكل مجتمعية ويساعد فى عملية التنمية.. وأن يتم عمل لجان متخصصة تفحص مدى الاستفادة من هذه البحوث من عدمه ومدى قابليتها للتطبيق وأن يتم تجريب التوصيات التى خرجت بها الرسالة العلمية لبحث مدى واقعيتها على أرض الواقع.
الناحية التطبيقية
ويقول د. ابتسام سعد وكيل كلية العلوم الأسبق بعين شمس إن رسائل الماجستير والدكتوراه تهتم بالناحية التطبيقية فى الأبحاث الجديدة من أجل تطوير المصانع المختلفة لكن المشكلة أن غالبية المصانع لا تعترف بالأبحاث العلمية فى الجامعات المصرية وتقوم باستخدام الخبرة الأجنبية فى مجال البحث العلمى.. مؤكدة أن الأبحاث الموجودة فى كلية العلوم رائعة وجيدة وتحتاج إلى الاستفادة منها فى المجال التطبيقى..
وأوضحت أن الأبحاث العلمية من المفروض أن تخطط من خلال الحكومة، وذلك يوضع مشروعات بها مشاكل وتحتاج إلى أبحاث علمية وتقوم الجامعات بالاشتراك فى هذه الأبحاث، وذلك يحدث فى أكاديمية البحث العلمى التى تضع سنويًا 500 موضوع أمام الباحثين لإجراء دراسات وأبحاث حولها ويكون لها هدف قومى وتطالب د. ابتسام بأن تتبنى وزارة التعليم العالى نشر الأبحاث المهمة التى لها أهداف قومية لتحقيق الاستفادة منها فى المشروعات الوطنية، مشيرة إلى ضرورة أن يشترك خمسة باحثين فى كل بحث علمى من الجامعات لتحقيق هدف قومى للمشروعات البحثية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.