فى ظل الأزمة التى سببها فيلم "المقابلة" يبدو أن العلاقات المتوترة بين واشنطنوبيونج يانج ستصبح أكثر توترا، هذا ما أكده محللون بعدما تحول الفيلم الذى انتجته شركة سونى للإنتاج السينمائى إلى أزمة دبلوماسية بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة والذى تدور أحداثه حول قصة خيالية لصحفيين اثنين جندتهما وكالة المخابرات الأمريكية لاغتيال الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون. وظهر استياء بيونج يانج من الفيلم بعد أسبوعين من نشر الفيديو الترويجى الخاص به على الانترنت فى يوليو الماضى، إذ أرسلت وزارة الخارجية فى كوريا الشمالية رسالة إلى البيت الأبيض تشجب فيها الفيلم وتصفه بأنه يمثل عملا حربيا، وجرى تصعيد الأمر لتصل شكوى كوريا الشمالية إلى الأممالمتحدة متهمة الإدارة الأمريكية بأنها العقل المدبر وراء إنتاج الفيلم . وقررت شركة «سونى بيكتشرز» فى البداية إيقاف طرح الفيلم خاصة بعد أن أحجمت العديد من دور السينما عن عرضه لتلقيهم تهديدات مجهولة، إلا أن هذا القرار أثار ضجة وجدلا واسعا فى أمريكا حيث اعتبر انتهاكا لحقوق حرية التعبير، وقال المعترضون إن على سونى ألا ترضخ لمثل هذه التهديدات. ومنذ أن أعلنت سونى عن عرض الفيلم أعربت كوريا الشمالية عن انزعاجها وعدم رضاها وهددت بحرب إلكترونية، بعدها تعرضت سونى إلى قرصنة إلكترونية نتج عنها تسريب معلومات حساسة، وهو ما اعتبر أسوأ وأضخم هجوم إلكترونى تتعرض له شركة أمريكية، كما تعرض مفاعلان نوويان فى كوريا الجنوبية لهجوم إلكترونى أسفر عن الاستيلاء على بيانات خاصة ب10 آلاف عامل داخل قطاع الطاقة النووية والمائية، إلا أن كوريا الشمالية نفت من جانبها علاقتها بتسريب معلومات عن مفاعلات كوريا الجنوبية ووصفت هذه الاتهامات بالمؤامرة، كما نفت الاتهامات الأمريكية لها بشن هجوم إلكترونى على سونى مبدية رغبتها فى فتح تحقيق مشترك فى الأمر مع الولاياتالمتحدة محذرة من تداعيات خطيرة إذا رفضت واشنطن التحقيق المشترك وتمادت فى اتهام بيونج يانج فى المسألة. وقالت اللجنة الوطنية لكوريا الشمالية للدفاع إن باراك أوباما متهور دائما فى أقواله وأفعاله مثل قرد فى غابة استوائية متهمة الرئيس الأمريكى بتحريض دور العرض على تقديم الفيلم، وأكدت أنه إذا واصلت الولاياتالمتحدة الوقاحة والطغيان واستخدام أساليب العصابات على الرغم من التحذيرات المتكررة فإن سياستها الفاشلة ستؤدى حتما إلى ضربات قاتلة. فى الوقت الذى اتهمت فيه كوريا الشماليةالولاياتالمتحدة بحرمانها من الانترنت بعدما انقطعت اتصالات الانترنت فيها لمدة يومين على التوالى مما تسبب فى شلل تام، وأثار تكهنات بتعرضها إلى هجوم إلكترونى أمريكى، وهو ما نفته أيضا الولاياتالمتحدة. وجاء الرد الأمريكى على ذلك من خلال إعلان أوباما أنه سيبحث إعادة إدراج كوريا الشمالية على قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد أن تم رفعها من القائمة قبل 6 سنوات. ورغم أن الموقف الأمريكى المتشدد من كوريا الشمالية ليس جديدا أو مستغربا بالنظر إلى تاريخ الخلافات الطويلة بينهما والتى بدأت منذ التجربة النووية التى أجرتها بيونج يانج، إلا أن بعض الخبراء الأمنيين طرحوا علامات استفهام عما إذا كان هذا الفيلم هو السبب الحقيقى للأزمة الأخيرة، خاصة أن هذا الربط لم يحدث إلا بعد أن قام الإعلام بالترويج له وظهرت الجماعة التى أطلقت على نفسها «حراس السلام» متوعدة ومهددة من عواقب عرض الفيلم لتأخذ الأزمة أبعادها الحالية، وهو ما اعتبره المراقبون يصب فى مصلحة واشنطن ويتيح لها الفرصة بأن تجد فى هذه القضية وسيلة مناسبة لتعبئة المواطنين ضد عدو مشترك يهدد أمنها القومى حتى لو تشكك الكثيرون فى مدى تورط بيونج يانج فعليا. وأشار الخبراء إلى توقيع اتفاقية عسكرية مشتركة بين سيولوواشنطن وطوكيو لتقاسم المعلومات التى تقوم بجمعها الولاياتالمتحدة عن البرنامج النووى لكوريا الشمالية مع كل من كوريا الجنوبية واليابان.