ارتفعت وتيرة الحرب الإعلامية والكترونية بين كوريا الشمالية وأمريكا في الفترة الأخيرة على خلفية عرض فيلم يسخر من الرئيس الكوري وهو ما رفضه الكوريون، الأمر الذي أدى إلى تبادل التصريحات والاتهامات بين الجانبين والتي بدأت منذ التجربة النووية التي أجرتها بيونج يانج، في مطلع العام الماضي مسفرة عن تفاقم التوتر في شبه الجزيرة، بين استفزازات بيونج يانج والردود شديدة اللهجة لواشنطنوسيول، مما حمل تخوفات من انفجار الوضع في هذه المنطقة. بداية الأزمة كل شيء يعود إلى التجارب البالستية والنووية التي أجريت على التوالي في 12 ديسمبر عام 2012 و12 فبراير من 2013، وردا على ذلك، تبنى مجلس الأمن الدولي في السابع من مارس بالاجماع عقوبات جديدة ضد كوريا الشمالية. وفي الأيام التي سبقت هذا التصويت، زاد النظام الستاليني التحذيرات، مهددا سيول بنقض هدنة 1953، وواشنطن ب"حرب نووية حرارية"، ومنذ ذلك الحين، يتوالى "الخطاب الحربي" لبيونج يانج الذي نددت به المجموعة الدولية. وفي الأساس، تريد بيونج يانج أن تعترف الولاياتالمتحدة بها كقوة نووية وتوقف "سياستها العدائية" حيالها، كما قال سكوت سنايدر المحلل في مجلس العلاقات الخارجية. فيلم المقابلة يجدد الأزمة مؤخرًا أشتعلت الحرب الإعلامية والكترونية بين بيونج يانجوواشنطن، خاصة بعد فيلم "المقابلة"،الذي تعرضه الولاياتالمتحدةالأمريكية ويسخر من الزعيم الكوري الشمالي "كيم أون"، مما أحدث فوضى عارمة بين الجانبين عن طريق التقاذف بالتصريحات العدائية، وصلت إلى حد التهديد باستخدام السلاح بين الجانبين. جاء قرار شركة "مايكروسوفت"، بسحب الفيلم من الأسواق عقب هجمات إلكترونية قام بها عدد من الهاكر الكوري بحسب بيان للشركة، لكن تراجعت الشركة عن قرارها مكتفية بعرضه داخل الولاياتالمتحدة مؤقتًا لكن قرار عرض الفيلم مرة أخرى أغضب الكوريين، لأنه يحكي في إطار كوميدي عملية اغتيال زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. اشتعال التصريحات والحرب الالكترونية في وقت سابق وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنذارا شديد اللهجة لجيرانه الكوريين، وقال "أوباما" إن رفع الفيلم من الأسواق والمثول لتهديدات الكوريين قرار خاطئ، مؤكدًا أن الأمر ليس حربا ،لكن حقيقة الأمر غير ذلك حيث غرقت 4 شبكات رئيسية متصلة بالإنترنت في كوريا الشمالية في سكون ال"أوفلاين"، بعد أن تعرضت لسلسلة، أدت إلى تعطلها وتوقفها عن العمل، وقالت لجنة الدفاع الوطني بكوريا الشمالية ردًا على ذلك إن الولاياتالمتحدة "بدأت في تعطيل عمليات الانترنت لوسائل الإعلام الرئيسية لجمهوريتنا"، وقال المتحدث إن "أوباما متهور دائما في أقواله وأفعاله مثل قرد في غابة استوائية". هددت بيونج يانج بتوجيه ضربات صريحة لكافة مؤسسات الدولة الأمريكية وعلى رأسها البيت الأبيض، في الوقت الذي يبحث فيه الرئيس الأمريكي إعادة وضع كوريا الشمالية ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب في العالم، وذلك بعد أن غادرتها في 2008 في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن. الأمر يبدو أنه لن يتوقف عند تبادل الهجمات بين واشنطنوبيونج يانج، حيث تعرض مفاعلين نوويين في كوريا الجنوبية لهجوم إلكتروني، أسفر عن الاستيلاء على البيانات الخاصة ب10 آلاف عامل داخل قطاع الطاقة النووية والمائية، إلا أن المسؤولين أكدوا أن الهجوم لم يمس وثائق سرية، كما أنه لن يستطيع الهاكرز امتلاك مقاليد التحكم في المحطات، باعتبار أن نظام التحكم مستقل بذاته، ويعمل بعيدا عن الشبكة الأم للمحطات المتصلة بالإنترنت. كانت آخر سلسلة الخلاف بين البلدين هي إعلان كوريا الشمالية رفضها حضور الاجتماع الذي تنظمه الأممالمتحدة، والذى كان من المقرر أن يناقش أوضاع حقوق الانسان بكوريا الشمالية، على ضوء التوترات التى اندلعت بين كوريا الشمالية ومنظمة الأممالمتحدة، خلال هذا العام، بعد انتقاد المنظمة لأوضاع حقوق الانسان بالدولة، من خلال دعمها لأحد التقارير، والتى اتهمت زعيم البلاد كيم جونج أون بالضلوع فى جرائم ضد الانسانية.