السيدة شمس البارودى واحدة من أجمل نجمات جيلها تنوعت أدوارها فى السينما والتليفزيون من الفتاة البريئة إلى أدوار الإغراء، وفى قمة مجدها قررت ترك الساحة الفنية وارتداء الحجاب ثم النقاب واعتزال الفن. احترم جمهورها رغبتها واختيار حياتها هى وزوجها الفنان الكبير حسن يوسف الذى ترك التمثيل هو الآخر واتجه للإنتاج، وقد تزامن ذلك مع المد الذى شهدته مصر لما سمى بالتيار الإسلامى. ثم عاد الفنان حسن يوسف منذ سنوات قليلة إلى التمثيل فرحب به جمهوره واستقبله استقبالا يليق بتاريخه، حتى أنه كرم من الدولة فى عيد الفن فى أوائل هذا العام. الطريق الذى سلكته الفنانة الكبيرة وزوجها يعنى أنها تركت الشهرة والمجد وزهدت مظاهر الحياة. لكننا فوجئنا منذ عدة أيام بالسيدة شمس البارودى تتحدث لقنوات التليفزيون وتنشر عبر مواقع الإنترنت استغاثة لرئيس الجمهورية وتقود حملة تعترض فيها على قرار وزير السياحة بسحب كبائن المنتزه وعرضها فى مزاد عام، وقد ساقت الأسباب والبراهين حول أحقيتهم فى استمرار استغلال الكابينة الخاصة بهم منذ الستينيات وبالطبع هذا يتعارض مع الزهد وترك مظاهر الدنيا التى أبدتها باعتزالها!! كما أن غيرها حصل على كبائن منذ الخمسينيات، وكلهم أسماء تثير الدهشة لتمسكهم بشىء لو لم يكونوا فى مناصبهم أو بوسائطهم ما حصلوا عليها وبسبب جرأتهم فهذه ليست بيوتا تأويهم! الحقيقة أننى لا أرى سببا مقنعا لتلك الضجة التى تثيرها السيدة شمس البارودى حول تلك القضية المهمة والكبيرة كما تراها هى وتلك الشلة المنتفعة، وهناك سبل قانونية يمكن أن تسلكها إن كان لها حق هى أو غيرها، لكن استخدام وسائل الإعلام وشغل الرأى العام بقضية لا تهم سوى حفنة لا تشعر بما نحن فيه، ولن أقول إن الوقت غير مناسب أو أن الوطن لديه أولويات أكبر بكثير، فأى إنسان له حق لا يجب أن يتخلى المجتمع عنه مهما صغر هذا الحق أو كبر. لكن هذا الضجيج المفتعل لعدد من أثرياء هذا البلد الذين تمتعوا كثيرا وتميزوا عن غيرهم من أبناء الوطن بالحصول على هذه الكبائن إما بالواسطة أو بالسلطة أو بالمال أجده أمرًا يدعو للدهشة، ثم إننى على ما أذكر أن أبناء السيدة شمس البارودى قد حصلوا على شهاداتهم من جامعات أمريكية وأوروبية، وأن زوجها الفنان الكبير ظل يعمل فى الإنتاج التليفزيونى، وبالتالى هما ينتميان لطبقة ثرية وليس لمحدودى الدخل، لهذا فأى ادعاء بأن هذا هو المصيف الوحيد لكل العائلة هو ادعاء لا يمكن تصديقه، لا سيما أن تلك الكبائن محدودة المساحة. الغريب أن هؤلاء الحاصلين علي تلك الكبائن بنفوذهم ووساطاتهم بدلا من أن يتواروا خجلا يملأون الدنيا صياحا والبلد فى حاجة إلى كل قرش دون أن يشعروا بالخجل، ويريدون أن يصدروا لنا هذا الإحساس، وقد كان عليهم أن يحافظوا على احترامنا لهم لا أن يسعوا إلى تشويه صورتهم بأيديهم!