عبد الهادي القصبي: ملف حقوق الإنسان يحظى باهتمام بالغ يتجسد في الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان    بدء مؤتمر الهيئة الوطنية للانتخابات لإعلان نتائج جولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات النواب    بدء امتحانات الفصل الدراسي الأول بجامعة بنى سويف    جامعة بني سويف ضمن أفضل 100 جامعة في التصنيف العربي لعام 2025    استقرار سعر الدولار اليوم الخميس 25/12/2025 أمام الجنيه المصرى عند 47.54 للشراء    بحضور علي جمعة ونبيلة مكرم، "الصديقية" و"أورثوميدكس" تطلقان مبادرة شاملة لتمكين "ذوي الهمم"    وزير التعليم العالي يشهد توقيع اتفاق ثلاثي مع الخارجية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي    وزير التموين: تطوير مكاتب السجل التجاري أولوية لتحسين جودة الخدمات ودعم مناخ الاستثمار    وزير الخارجية يكشف موقف مصر من مطالب بعض الدول بحقوق المثليين    الهلال الأحمر المصري يدفع ب5900 طن مساعدات إنسانية و شتوية عبر قافلة زاد العزة ال102 إلى غزة    قصف إسرائيلى على مناطق متفرقة فى غزة.. جيش الاحتلال يستهدف المخيمات فى جباليا وخانيونس.. مصر تدفع ب 5900 طن من المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء.. تل أبيب: لن نخرج من القطاع أبدا وننفذ مناطق أمنية عازلة    صحف جنوب أفريقيا: بروس يجهز مفاجأتين ل الفراعنة.. وصلاح السلاح الأخطر    البوروندي باسيفيك ندابيها حكما للقاء مصر وجنوب أفريقيا في كأس الأمم الأفريقية    رجال سلة الأهلي يصلون الغردقة لمواجهة الاتحاد السكندري بكأس السوبر المصري    سقوط 4 أشخاص بتهمة التنقيب عن الآثار بروض الفرج    الإعدام شنقا لعامل قتل صديقه بسبب خلافات فى المنوفية    المؤتمر الدولي لدار علوم القاهرة يناقش قضايا الاستشراق والهوية    محافظ الوادى الجديد يلتقى المستشار الثقافى للسفارة الهندية بالقاهرة    المؤتمر الدولى لكلية دار العلوم بجامعة القاهرة يناقش قضايا الاستشراق والهوية    وزير الصحة يترأس اجتماع مجلس إدارة الهيئة العامة للمستشفيات التعليمية    بيان عاجل من الخارجية السعودية بشأن أحداث حضرموت والمهرة في اليمن    استشهاد لبنانيين بغارة إسرائيلية في البقاع    محافظ الإسماعيلية يهنئ الأقباط الكاثوليك بعيد الميلاد المجيد    منع التغطية الإعلامية في محاكمة المتهمين بواقعة وفاة السباح يوسف    إصابة عضلية تبعد حمدالله عن الشباب لأسابيع    شوبير يكشف موقف "الشحات وعبد القادر" من التجديد مع الأهلي    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    مصرع 3 تجار مخدرات وضبط آخرين في مداهمة بؤر إجرامية بالإسكندرية    وزير الخارجية: سنرد بالقانون الدولي على أي ضرر من سد النهضة    قرار هام مرتقب للبنك المركزي يؤثر على تحركات السوق | تقرير    الصور الأولى لقبر أمير الشعراء أحمد شوقي بعد إعادة دفن رفاته في «مقابر تحيا مصر للخالدين»    الكيك بوكسينج يعقد دورة للمدربين والحكام والاختبارات والترقي بالمركز الأولمبي    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    من هو الفلسطيني الذي تولي رئاسة هندوراس؟    المتحدث العسكري: قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أبريل 2026    أحمد البطراوي: منصة "مصر العقارية" الذراع التكنولوجي لوزارة الإسكان وتستوعب مئات آلاف المستخدمين    أشرف فايق يطمئن الجمهور على حالة الفنان محيى إسماعيل: تعافى بنسبة 80%    «تغليظ عقوبات المرور».. حبس وغرامات تصل إلى 30 ألف جنيه    «مدبولي»: توجيهات من الرئيس السيسي بسرعة إنهاء المرحلة الأولى من حياة كريمة    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي ويؤكد دعم تطوير المنظومة الصحية    المندوب الأميركي لدى "الناتو": اقتربنا من التوصل لتسوية للأزمة الأوكرانية    25 ديسمبر 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة    بالفيديو.. استشاري تغذية تحذر من تناول الأطعمة الصحية في التوقيت الخاطئ    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    تواصل تصويت الجالية المصرية بالكويت في ثاني أيام جولة الإعادة بالدوائر ال19    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    بشير التابعي يكشف عن الطريقة الأنسب لمنتخب مصر أمام جنوب إفريقيا    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 25ديسمبر 2025 فى المنيا    الأزهر للفتوى: ادعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها خداع محرم    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    طقس الكويت اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    بعد غياب أكثر من 4 سنوات.. ماجدة زكي تعود للدراما ب «رأس الأفعى»    بطولة أحمد رمزي.. تفاصيل مسلسل «فخر الدلتا» المقرر عرضه في رمضان 2026    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    صفاء أبو السعود من حفل ختام حملة «مانحي الأمل»: مصر بلد حاضنة    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شمس البارودي: الشعراوى ليس سبب اعتزالى والقرضاوى قال لى الأصل فى الإسلام كشف الوجه
نشر في الصباح يوم 01 - 11 - 2012

اعتزلت الفن منذ ما يقرب من 30 عاما، وهى فى أوج شهرتها وجمالها، وكانت أولى الفنانات اللاتى اعتزلن الفن وارتدين الحجاب، ورغم اعتزال عدد منهن بعدها إلا أنها كانت ولاتزال أكثر الفنانات المعتزلات اللاتى استهدفتهن الشائعات.
سنوات طويلة وهى تقاوم محاولات الترغيب لإعادتها إلى التمثيل.. لاحقتها العروض والإغراءات المادية ولاتزال تلاحقها حتى اليوم، وكلما أكدت رفضها حاصرتها الشائعات أو مشاهد من أفلامها التى أعلنت توبتها عنها فى إعلانات مدفوعة.. هجرت حياة الفن بما فيها من صخب وأضواء إلى حياة أخرى قوامها الزهد والقرآن وقيام الليل.. لكن لم تفكر شمس الملوك جميل البارودى فى الرد على هذه الشائعات أو الدفاع عن نفسها وظلت لسنوات طويلة تلتزم الصمت رغم تجدد الشائعات.. وبعد صمت وغياب وعزوف عن الإعلام والأضواء، اختصت شمس البارودى «الصباح» بحوار كشفت فيه عن عدد من العروض التى تطاردها بإغراءات مالية كبيرة، مؤكدة أنها تقاوم وتصمد أمام محاولات إغرائها بالعودة إلى الشاشة، كما كشفت تفاصيل علاقتها بكل من الشيخ يوسف القرضاوى والشيخ الشعراوى والشيخ أحمد ياسين وأسباب خلعها النقاب وعلاقتها بالفنانات المعتزلات وتفاصيل أخرى فى نص الحوار:
ما حقيقة ما يتردد عن عودتك للتمثيل فى مسلسل عن حياة الشيخ أحمد ياسين؟
هذا الكلام غير صحيح تماما، ولا أعرف السر وراء هذه الشائعات التى تطاردنى دون توقف منذ قررت اعتزال الفن، وأنا فى سن الشباب وفى أوج انتشارى عام 1982، فمنذ هذا الوقت وأنا معتزلة حياة الفن تماما، ومكتفية بعباداتى وشئون أسرتى، وبطلت كل حاجة حتى دروس الدعوة.. هما عايزين منى إيه.. أبطل صلاة!
هل يعنى هذا أنك ترفضين فكرة العودة للتمثيل من الأساس، حتى وإن كان من خلال مواد ومسلسلات دينية تلتزمين فيها بحجابك؟
أنا لا أستطيع التمثيل ولن أعود إليه مطلقا، فلن أتقمص أى شخصية أخرى، ولن أعيش إلا نفسى، فهذا شىء مجهد للنفس، ولن أعود للظهور الفنى مرة أخرى، فأنا مكتفية بمعية الله ورسوله وبكونى زوجة وأما وأشغل أوقاتى بالمداومة على الصلاة وقيام الليل وقراءة القرآن، الذى من الله علىّ بحفظه، إلى جانب قراءة الأوراد والكتب الدينية، ولا أريد أن يشغلنى شىء عن حياتى التى اخترتها لنفسى حتى ألقى الله، فلا أتخيل أن أقف أمام الكاميرا من جديد لأننى أخشى فتنة الإعلام الذى يستلزم أن أنشغل بجمال وجهى ومظهرى وصورتى على الشاشة، وأؤكد أننى رغم ممارستى التمثيل فترة المراهقة والشباب إلا أننى لم أحبه ولم أجد نفسى فيه، ولو كنت أحب التمثيل ما كنت استطعت الابتعاد عنه طوال هذه المدة، وهذه قناعتى التى لن أتراجع عنها وأبتغى بها وجه الله ورسوله.
وماذا عن فكرة تقديمك برامج دينية مثل بعض الفنانات المعتزلات كوسيلة للدعوة؟
أرى أن للدعوة أهلها من علماء الدين الأكثر قدرة على هذه المهمة، وكان هناك عرض من إحدى القنوات الشهيرة منذ عامين ولايزال قائما، لتقديم برنامج مقابل بضعة ملايين ورفضت الفكرة، لأننى وجدت أن القنوات الدينية والدعاة والشيوخ أجدر منى بالدعوة، وتلقيت عرضا آخر لتقديم برنامج أتحدث فيه عن نفسى وتجربتى وحياتى وأسرتى، وأشار على بعض المقربين بأن هذه الفكرة جيدة وسيستفيد منها الناس، كما أننى يمكن أن أستخدم هذه الأموال فى مساعدة الفقراء، فصليت استخارة ثلاثة أيام وقلت إن كان ربى راضيا عن هذا العمل سيشرح صدرى، لكن لم يحدث، فصرفت النظر عن هذه المسألة رغم أن العرض لايزال قائما حتى الآن.
ولماذا ارتبطت شائعة عودتك للفن بمسلسل عن الشيخ أحمد ياسين؟
كان لى موقف مع الشيخ أحمد ياسين، بعد حادث استشهاد الطفل محمد الدرة، ووقتها كان والدى قد توفى، وتمت دعوتى إلى دولة قطر لإلقاء محاضرة فى إطار إحدى الفعاليات لجمع تبرعات لصالح أطفال الحجارة، ووافقت على سبيل أنها ستكون صدقة جارية على روح والدى، وأثناء إلقاء المحاضرة التى كانت جميع الحاضرات فيها سيدات فوجئت باتصال هاتفى من الشيخ المجاهد أحمد ياسين يشجعنى ويشكرنى ويدعو لى، وتحدث عن القضية الفلسطينية وأطفال الحجارة وما يعانيه الشعب الفلسطينى، وسمعت كل الحاضرات هذه المكالمة وتم تسجيلها، وكان وقع هذه المكالمة وتأثيرها علىّ كبيرا ولا يقل عن وقع لقائى الأول بالشيخ الشعراوى، وكان هذا بعد التزامى بسنوات، ومنذ ذلك الحين وأنا أتمنى أن يجسد زوجى حسن، حياة هذا المناضل والمجاهد الكبير، لكن بالطبع ليس معنى هذا أن أعود للتمثيل حتى وإن كان فى هذا العمل.
حديثك عن الشيخ الشعراوى يجعلنا نعود للحديث عن تفاصيل اعتزالك الفن والسبب الذى دفعك لاتخاذ هذا القرار؟
البعض يظن أن الشيخ الشعراوى كان هو السبب فى قرار اعتزالى الفن، وهذا غير صحيح، فأنا لم أقابل الشيخ الشعراوى إلا بعد سنوات من التزامى واعتزالى الفن، وبداية القرار كانت فى أول عمرة فى حياتى سنة 1982 وكنت متزوجة ولدى من الأبناء ناريمان ومحمود، ولم أكن أنجبت كلا من عمر وعبدالله، وكنت فى صحبة أبى، وأنعم الله على بختم القرآن فى أيام العمرة، وعندما وقفت أمام الكعبة استشعرت مدى ضآلة الإنسان وضعفه وقلة حيلته أمام عظمة الله، وقبلت الحجر الأسود، ووقفت فى الثلث الأخير من الليل رافعة كلتا يدى وأنا أدعو الله أن يقوى إيمانى، وظللت أردد هذا الدعاء وجسدى يرتجف من البكاء، وكانت تلك الليلة هى الحد الفاصل فى حياتى، وقررت فيها ألا أعود للفن وأن التزم بالحجاب وبأوامر ربى، رغم أننى كنت قبلها أستعد لتمثيل فيلم جديد، وكنت قد أحضرت ملابس الفيلم من باريس، لكننى عزمت ألا أعود للتمثيل.
لكن بعد هذا القرار شكك الكثيرون فيك واتهموك بتلقى أموال من بعض الجهات وتعرضت للنقد فماذا عن هذه الفترة؟
كنت أول فنانة تعتزل الفن وتقرر ارتداء الحجاب، ولم يستوعب الكثيرون هذه الخطوة وهاجمونى بعدها وحاصرونى بمشاهد أفلامى، وبالاتهامات بتلقى أموال لارتداء الحجاب والاعتزال، وقد نالت هذه الاتهامات كثيرا من الفنانات المعتزلات، مثل هناء ثروت والراحلة هالة فؤاد، وكنت أكتفى بالبكاء والدعاء بأن يثبتنى الله حتى لا أعود إلى ما كنت فيه، وأن أصمد أمام كل المغريات التى عرضت على لإثنائى عن قرار الاعتزال وارتداء الحجاب، حيث تلقيت عروضا كثيرة وبمبالغ خيالية واشتدت حملات الهجوم على خاصة بعد أن قرر عدد من الفنانات الاعتزال وارتداء الحجاب، وأمام هذا الحصار لم أجد حلا سوى نشر إعلان مدفوع فى الصحف أتبرأ فيه من أفلامى والمشاهد التى قمت بتمثيلها، وجددت ذلك مع تجدد هذه الشائعات بداية عام 2010 فى إعلان إبراء نشرته على الإنترنت، لأننى لا أستطيع منع عرض هذه الأفلام التى كان البعض يحاربوننى بها خاصة على الإنترنت، وفوضت أمرى لله ودعوته أن يثبتنى على طريق الإيمان حتى لا أفتن فى دينى.
ومتى قررت ارتداء النقاب؟
بعد حجابى بأربع سنوات، وكنت خلال هذه الفترة أقرأ الكثير من الكتب الدينية، فقرأت لابن القيم وإحياء علوم الدين ورياض الصالحين وغيرها، ووقر فى قلبى أن النقاب فرض على المرأة المسلمة فارتديته، ودعوت بعض صديقاتى لارتدائه وظللت أرتديه لمدة 20 عاما، ولم يكن انتشر فى مصر كما هو الآن، وبسبب ارتدائه تعرضت لمضايقات كثيرة، ومُنعت من دخول بعض الأماكن التى لا تسمح بدخول المنتقبات، لكننى لم أعبأ بكل هذا حتى عندما تم منعى من دخول نادى الجزيرة مع أبنائى وهم فى سن الطفولة، اكتفيت بأن يذهب بهم زوجى ولم تثننى كل هذه المضايقات عن ارتداء النقاب، وأتذكر موقفا لن أنساه، فقبل وفاة رئيس النادى الذى اتخذ قرار منعى من الدخول بسبب النقاب وبسبب ممارستى للدعوة فى النادى وتجمع بعض السيدات حولى لنتبادل الحديث فى أمور الدين، وجدته يرسل لنا بعد سنوات من هذا الموقف برقية يعتذر فيها عما فعله ومنعى من دخول النادى، وكان ذلك قبل وفاته بأسبوع.
ولماذا قررت خلع النقاب والاكتفاء بالحجاب بعد كل هذه السنوات؟
خلعت النقاب منذ ما يقرب من سبع سنوات، وبعد أن كبرت وكبر أبنائى وأصبحوا شبابا، حيث كنت قد قابلت الشيخ الشعراوى بعد التزامى بسنوات، وعرفت منه أن النقاب فضل، وأنه لا يُفرض ولا يُرفض، ورغم ذلك ظللت أرتديه حتى بعد أن عرفت أنه ليس فريضة وقلت لنفسى طالما أنه فضل فلماذا لا أستزيد منه، لكن منذ سبع سنوات كنت سأسافر لابنتى فى إنجلترا، وكان هناك تضييق على المسلمين وتخوف من النقاب والمنتقبات، بسبب تفجيرات لندن، وسألت الشيخ يوسف القرضاوى عن النقاب، فقال لى إن الأصل فى الإسلام هو كشف الوجه، وحينها أعدت التفكير فى مسألة النقاب ووقر فى قلبى أنه ليس فرضا فقررت خلعه، واكتفيت بالحجاب الذى فرضه الله على المرأة المسلمة بملابسها الفضفاضة، والتزامها بعدم وضع المساحيق خاصة أننى رأيت الكثيرات من عالمات الدين اللاتى لا يرتدين النقاب، لكن لا أنكر أننى أحب ارتداء النقاب، حتى إننى عندما أسافر إلى السعودية أرتديه لأن ارتداءه هو السائد هناك، كما أننى أرتديه فى المرات القليلة التى أخرج فيها دون رفقة زوجى لشراء بعض مستلزمات المنزل، ومعى السيدة التى تساعدنى حيث لا أخرج وحدى مطلقا.
ولكن هذه الخطوة كانت سببا فيما أشاعه البعض عن اعتزامك العودة للتمثيل خاصة مع ظهور بعض صورك فى حفلات عشاء مع الفنان حسن يوسف، وما بدا فى هذه الصور من احتفاظك بجمالك؟
أنا اعتزلت الفن ولم أعتزل الحياة، ولم أحرم ما أحل الله، ومنذ سنوات كان مهرجان دمشق السينمائى يكرم زوجى حسن عن مجمل أعماله، وسافرت معه لأن سوريا بلد والدى، ومازال أقاربى هناك، ورغم أننى لم أحضر حفل التكريم ورفضت الظهور فى أى برنامج من البرامج التى سجلت معه، إلا أنهم التقطوا بعض الصور لى وأنا بجواره فى حفل العشاء الذى دعانا إليه وزير الثقافة السورى والسفير التركى، وكنت أرتدى ملابس سوداء فضفاضة وحجابا كبيرا إلا أن الشائعات انطلقت لتشير إلى أن ظهورى لأول مرة بعد خلع النقاب يؤكد أننى فى طريق العودة للفن مرة أخرى، وكأنه محرم علىّ أن أظهر مع زوجى فى أى مكان عام، وأن أى ظهور لى يعنى أننى سأعود للفن.
وهل كان لك دور فى اتخاذ عدد من الفنانات قرار الاعتزال وارتداء الحجاب؟
فى بداية اعتزالى كنت أعطى بعض الدروس فى منزلى لأقاربى وصديقاتى وعدد من الصديقات فى جماعة التبليغ، حيث إننى لا أخرج لإعطاء دروس فى أى مكان خارج بيتى، وكنت أشرح فى هذه الدروس لماذا تركت الفن وحياته المبهرة والمبهجة وإغراءاتها من مال وشهرة وحب الناس، وكيف تركت كل هذا من أجل ما هو أهم، لأن الناس كانت مستغربة وبعضهم شك فى قرار اعتزالى، والفنانة شادية اعتزلت بعدى بخمس سنوات، بعدما تحدثت مع الشيخ الشعراوى وقالت له إنها عاهدت نفسها ألا تغنى إلا الأغانى الدينية فقال لها : «عاهدى الله وكلمى أختك شمس»، وفى أحد الأيام اتصلت بى وإذا بى أشعر بحلاوة صوتها، وهى تقول لى: «السلام عليكم يا أختى فى الإسلام»، وتحدثنا عن قرار الاعتزال والحجاب وعن أمور كثيرة.. بارك الله فيها، فهى بمثابة أمى ووقفت إلى جوارى وشدت من أزرى بعد وفاة أمى، وأيضا هناء ثروت بعد أن تحدثت مع الشيخ الشعراوى حضرت بعض الدروس معى، وكان هذا بعد 7 سنوات من اعتزالى، وتوالى اعتزال الفنانات منهن الراحلتان هالة فؤاد ومديحة كامل.
يعنى هذا أنك لم تبادرى بالاتصال بأى من الفنانات أو تقومى بدعوتهن للاعتزال والحجاب؟
بالفعل أنا لم أبادر بالاتصال بأى من الفنانات لدعوتهن للاعتزال أو ارتداء الحجاب، لكن كان أغلبهن عندما يفكرن فى قرار الاعتزال وارتداء الحجاب يتصلن بى، حتى عندما ارتدت الفنانة سهير البابلى الحجاب وجدتها تتصل بى، ورغم ذلك فإن الهجوم على كان يزيد كلما اتخذت أى فنانة قرار الاعتزال والحجاب حيث مورست علىّ أنا وزوجى الكثير من الضغوط والتضييق فآثرت السلامة وتركت الدعوة وتفرغت لبيتى وأولادى وزوجى، وكل ما أقوم به هو أننى أترك بعض الكتيبات الدينية مع زوجى حسن وأدعوه أن يعطيها هدية لبعض الفنانات اللاتى يعملن معه.
ولماذا أوقفت الدروس الدينية؟
لأن القنوات الدينية فيها العلماء والمشايخ وهم أفضل منى.
الآن بعد صعود التيارات الإسلامية هل ترين أن ممارسة الدعوة أصبح أكثر يسرا واتساعا؟
بالعكس أرى أنه عندما كان هناك تضييق وكانت هناك حرب على الدعاة ومعاناة فى سبيل الدعوة إلى الله، كانت الأمور أفضل لأن الدعوة كانت باللين والموعظة الحسنة وبترقيق المشاعر، وكان الدعاة يتمتعون بحالة من النقاء والرقى وكان الناس يتعاطفون معهم، ولم تكن الدعوة بالغلظة والشدة والتشدد الذى يحدث الآن، فالدعوة إلى الله لا يستطيع غلاظ القلوب أن يمارسوها، حيث يقول الله تعالى «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك» والإسلام لم ينتشر بين غير المسلمين بحد السيف أو العنف ولكن عن طريق التجارة والمعاملة والموعظة الحسنة، فما بالنا بنشر تعاليم الدين الصحيحة بين المسلمين، وقد كان الشيخ الشعراوى يقول: الدعاة يحملون إرث الأنبياء، ورقة القلب والمشاعر سمة فى الوسط الفنى والفنانين، لذلك حين تتاح لهم الفرصة ويجدون من يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة يكونون أكثر الناس تدينا وفهما للدين.
ومن يعجبك أسلوبه فى الدعوة من المشايخ الآن؟
أحب أسلوب الشيخ محمد حسان والشيخ يعقوب لأنهما لا يلجآن إلى أساليب التجريح والهجوم الذى ينفر الناس ويبعدهم عن الدين والتدين.
بعض الفنانات اللاتى اعتزلن الفن بعد ارتداء الحجاب عدن مجددا فما رأيك فى ذلك؟
الظروف الاقتصادية قد تضطر بعضهن للعودة إلى التمثيل، وطالما أنها تلتزم بزيها، وتقدم قدوة طيبة ففى رأيى لا شىء فى ذلك، وكل إنسان يستطيع أن يميز الطيب من الخبيث والحلال بيّن والحرام بين.
هل مازلت على تواصل مع بعض الفنانات؟
صداقاتى كانت ومازالت مع زميلات الدراسة وجيرانى وأقاربى، ولم يكن لى صداقات من الوسط الفنى إلا قليلا وأكثرهن الفنانة عفاف شعيب.
وهل تبدين بعض الآراء فى الأدوار التى يمثلها زوجك الفنان حسن يوسف وابنك عمر؟
الدين النصيحة وأنا ربيت أبنائى تربية دينية منذ الصغر وأقول رأيى فى هذه الأدوار وأقدم النصيحة سواء لزوجى أو أبنائى وعليهم الاختيار.
وما رأيك فيما يحدث فى مصر خلال الفترة الحالية؟
«أنا مخضوضة من اللى بيحصل» لأننا نمر بمرحلة فوضى وتناحر وكراهية وصراع، وبكيت حينما رأيت ما يحدث فى التحرير فى الجمعة التى حدثت فيها اشتباكات بين المصريين المختلفين فى الرأى، فهذا ما يريده أعداؤنا أن تسيل دماؤنا بأيدينا وتتحول الثورة إلى فتنة وحرب أهلية بين المصريين.
وماذا عما يحدث فى سوريا خاصة أن جذورك سورية ولك أقارب هناك؟
أتمزق على ما يحدث فى سوريا وللأبرياء والأطفال والقرى والمدن الجميلة التى كنت أزورها وأعرف أهلها الطيبين، وأشعر بالقلق الدائم على أهلى هناك حيث تحولت سوريا الجميلة إلى ساحة يتقاتل فيها المسلمون، وتنتشر فيها التفجيرات ويتكرر فيها ما يحدث فى العراق، وأتمنى أن تزول عنها الغمة وأن يقينا الله شر الفتنة ومن يدعو لها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.