الاتحاد قوة أما فى تحالفات الأحزاب فهى ضعف وتفرقة أو ضحك على الذقون فقد أثارت التحالفات العديدة بين عدد من الأحزاب السياسية، حول جدوى تلك التحالفات والهدف من إنشائها وفرصها فى الحصول على أغلبية البرلمان المقبل. الغريب هنا أن الأحزاب الليبرالية كالمصريين الأحرار تتحالف مع حزب التجمع اليسارى رغم اختلاف التوجهات والأفكار والمؤتمر والوفد وتمرد المؤيدين لخارطة الطريق والرئيس عبد الفتاح السيسى يعقدان اجتماع مع أحزاب الكرامة والدستور المؤيدون لحمدين صباحى ومواقفهم الثورية. برلمان 2011 شهد 4 تحالفات منها تحالف الحرية والعدالة مع عدد من الأحزاب الصغيرة والتى انقلبت عليها بسبب سياساتها الخاطئة كحزب الجيل الممثل فى ناجى الشهابى رئيس الحزب والذى كان أول قائمة الحرية والعدالة فى الغربية وانقلب عليهم فى الآخر وتحالف الأحزاب الإسلامية مع حزب النور وأيضًا انقلب النور على الجميع فى آخر عهد مرسى معلنا تأييده لخارطة الطريق رافضًا سياسة الجماعة الإرهابية وتحالف الكتلة المصرية وتحالف الثورة مستمرة. أما تحالفات 2014 فهى أوكازيون كما أكد مؤسس المصريين الأحرار المهندس نجيب ساويرس تعليقا على التحالفات العديدة التى وصلت الى 7، حيث أشار إلى ما يحدث من تكتل بعض الأحزاب السياسية له مسمى واحد فقط وهو أوكازيون التحالفات وتقسيم التورتة، مشيرًا فى تصريحات صحفية ضرورة حدوث نوع من الغربلة للأحزاب السياسية المتواجدة على الساحة، حتى يعلم كل حزب وزنه الحقيقى بالنسبة للشارع المصرى. مؤكدا أنه لابد من حدوث غربلة للأحزاب السياسية المتواجدة على الساحة وتكتل الأحزاب فى تحالفات ما هو إلا أوكازيون. فقد وصلت التحالفات إلى حوالى 6 تحالفات حتى الآن الأول تحالف عمرو موسى الذى يضم أكثر من 76 حزبًا وحركة سياسية تخوض معركة تكسير العظام فى البرلمان المقبل. والثانى هو اتحاد نواب الشعب، والمكون من 650 نائبًا خوض الانتخابات البرلمانية بكل من النظامين الفردى والقائمة، وعمل قوائم مستقلين لاتحاد نواب مصر. التحالف الثالث دعا اليه سامح عاشور نقيب المحامين وهو تحالف النقابات المهنية. التحالف الرابع تحالف تيار الاستقلال والذى يضم عدد كبير من الأحزاب والحركات وتكتل القوى الثورية وأتحاد شباب ماسبيرو. التحالف الخامس تحالف الأحزاب الناصرية وحزب الدستور والتيار الشعبى وهو التحالف الذى يطلق عليه تحالف صباحى نسبة الى المرشح الرئاسى الخاسر حمدين صباحى. التحالف السادس تحالف حزب النور الغامض والذى أعلن عنه ولم تعلن أى تفاصيل حتى الآن. قال عبد الله المغازى المتحدث باسم حزب الوفد، الانتخابات البرلمانية السابقة شهدت وجود العديد من التحالفات، التى لم تحقق أى نجاح أو استحواذ حقيقى على المقاعد البرلمانية نتيجة لعدم وجود لهم أرضية شعبية حقيقة بالشارع المصرى. وتابع، التحالفات لم تكن متواصلة مع الشارع المصرى، ولم يكن لها ثقل لدى المواطنين، لذلك لم تلق أى قبول شعبى. كما اكد المغازى، على اهتمام كل من دعا للتحالفات بالزعامة السياسية على حد تعبيره وتجاهل مصلة الوطن ومطالب الشعب. قال عاطف مغاورى القيادى بحزب التجمع: هناك العديد من التحالفات التى سعت إليها الأحزاب خلال الوقت الماضى، ولكنها لم تحقق نتائج حقيقية على أرض الواقع، نظرًا لأن هذه التحالفات انشغلت بالاستحواذ على المقاعد البرلمانية فقط، وليس لتحقيق مطالب المواطنين. أكد أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار أن معظم التحالفات المتواجدة حاليا أمامها الكثير من التحديات التى ستواجهها خلال الفترة المقبلة سواء التى تتعلق بخلق شعبية مناسبة تليق بقيمة الأحزاب المتواجدة داخل التحالف، أو التحديات التى تتعلق باختيار الشخصيات التى ستمثل التحالف داخل البرلمان المقبل. وتابع، رفضنا كحزب المصريين الأحرار المشاركة بالتحالف التابع لعمرو موسى، نابع من إيماننا بضرورة التعددية والاختلاف، خاصة تعدد الأحزاب المدنية على الساحة السياسية، موضحًا أن المواطن المصرى من حقه أن يرى العديد من البدائل أمامه لتتسع له المساحة الاختيارية، وحتى لا يتحمل حزب أو تحالف واحد كل الضغوطات التى تواجه الشعب المصرى. قال د. جمال زهران أستاذ العلوم السياسية والمتحدث الرسمى باسم تحالف العدالة الاجتماعية أن تحالف العدالة الاجتماعية يضم أحزابًا متوافقة فى الأهداف والرؤى، وتسعى لتحقيق ما نادت به ثورتا 25 يناير و30 يونيو، لافتًا إلى أن التحالف لن يسمح أيضًا بضم فلول الإخوان والحزب الوطنى، كما لن يحاول الانضمام لتحالف عمرو موسى، واصفًا موسى ب «عمدة الفلول». وأشار زهران إلى أن رؤيتهم لتشكيل التحالف الجديد جاء إدراكا لحجم المسئولية والتحديات التى يواجهها الوطن بعد ثورتين عظيمتين للشعب المصرى، وإيمانا من الجميع بأهمية الانتخابات التشريعة المقبلة، لافتًا إلى أن قوى وأحزاب وفعاليات وحركات وطنية وثورية بادرت لتأسيس هذا التحالف لإحداث التغيير المنشود والتعبير عن مطالب الشعب المصرى العادلة من حرية وديمقراطية واستقلال وطنى من خلال مشروع جامع للتنمية الشامل. وقال إن التحالفات الانتخابية يجب بناءها على توافق سياسى، مشيرًا إلى أن تحالفات الأحزاب التى تسعى لخوض الانتخابات البرلمانية فقط «شيطانية» على حد وصفه. وأوضح أن تحالف العدالة الاجتماعية يسعى للحصول على عدد كبير من المقاعد فى البرلمان المقبل بهدف تشكيل كتلة برلمانية تساعده فى المشاركة بصنع القرار المصرى وتحويل مواد الدستور إلى تشريعات. وتابع أن انتخابات المحليات ستكون نقطة الانطلاقة الحقيقية للتحالف خاصة أن الدستور منحها صلاحيات كبيرة لمواجهة عجز الخدمات ومكافحة الفساد فى المحليات.