ساعات ويؤدى رئيس الجمهورية المنتخب عبدالفتاح السيسى اليمين الدستورية أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية بعدها يبدأ فى تنفيذ أولى خطوات برنامجه الانتخابى، يحمل فيه آمال وطموحات المصريين بحثا عن تحقيق الغاية القومية أن تصبح مصر «قد الدنيا» وقد حدد رئيس الجمهورية فى كلمته التى وجهها إلى الشعب المصرى عقب إعلان اللجنة العليا للانتخابات خطوات وملامح المرحلة، ورغم قلة عدد الكلمات إلا أن دقتها رسمت خطة العمل التى يستهدف الرئيس تنفيذها ، خلال الأعوام الأربع القادمة. حيث يرسم الرئيس خريطة جديدة لمستقبل مصر يتم فيها الاستفادة من الموارد المتاحة للدولة وفق استراتيجية مرسومة بدقة شارك فيها علماء وخبراء من خيرة أبناء مصر، لتصبح مصر «قد الدنيا» محققين الغاية القومية لمصر الجديدة، التى يصبح فيها الرئيس والمرؤس سواء أمام القانون، والعمل والانتاج صاحب اليد العليا، ويتم استغلال الكثافة السكانية لتصبح عامل إيجابيا فى التنمية وليست معوقا لها، من خلال العمل ومحاربة البيروقراطية، والسعى لبناء غد أفضل لهذا الوطن. فمن المتوقع أن يتم إعادة تقسم المحافظات الحدودية كبيرة المساحة والتى عانت كثيرا خلال العهود السابقة من الإهمال وعدم وصول التنمية إليها نتيجة ترامى حدودها وضعف الميزانيات المحددة لها مما أثر سلبا على كثافة السكان بها، رغم غناها بالموارد الطبيعية. مثل محافظة الوادى الجديد ومطروح وشمال وجنوب سيناء لما لها من بعد أمنى واستراتيجى من ناحية إضافة إلى استثمار الموارد الاقتصادية التى تمتلكها تلك المناطق لإحداث طفرة صناعية فى ربوع مصر، بتبويب فرضته مطالب الشعب العظيم فى 25 يناير و30 يونيو «عيش» و«عدالة اجتماعية» و«حرية وكرامة إنسانية»، من خلال إحداث نقلة نوعية فى الاقتصاد المصرى بعد أن يفسح المجال لذلك بخريطة إدارية جديدة (مقترحة)، وكذا خريطة استثمارية (مقترحة) للمحافظات كى ينتشر المواطنون المصريون مُحققين الحُلم المصرى على 100 % من الأراضى المصرية. فتشمل سيناء ثلاث محافظات هى (شمال سيناء، وسط سيناء، الطور) كما تقسم محافظة الوادى الجديد إلى ثلاث محافظات هى (توشكى، الوادى الجديد ، الواحات) وتقسم محافظة مطروح إلى ثلاث محافظات هى ( سيوة، مطروح، العلمين) ويستهدف هذا التقسيم وصول التنمية إلى كافة ربوع مصر وتحول المحافظات من محافظات طاردة للسكان إلى محافظات جاذبة بعد تحولها إلى مناطق استثمارية، تشمل إقامة 26 مدينة سياحية تستطيع توفير موارد اقتصادية وفرص عمل فى تلك المحافظات، بالإضافة إلى مدن صناعية ومناطق تعدينية منها خمس مناطق فى سيناء لتحقيق تنمية حقيقية فى سيناء ومنها مدينة الصناعات التعدينية فى الحسنة ومدينة الصناعات التعدينية فى جبل المغارة ، بالإضافة إلى ثلاث مدن صناعات تعدينية أخرى فى أبورديس وأبوزنيمة ونويبع. بالإضافة إلى 19 مدينة تعدينية أخرى فى باقى محافظات مصر، هذه الخريطة للصناعات التعدينية جاءت وفق دراسات علمية استهدفت الحفاظ على الموارد الطبيعية لمصر والاستفادة منها فى ظل الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة فى تلك الثروات التى يمتلكها الوطن، وبما يحقق الهدف الأسمى للثورتين المجيدتين 25 يناير 2011 و30 يونيه 2013 من عيش وحرية وعدالة اجتماعية، والذى بات هدفا قوميا للدولة فى عهد الرئيس الجديد . تمتلك مصر حدودا بحرية بطول 2936 كم وهو ما يعتبر ميزة فريدة تجعلها قادرة على الاستفادة من هذه السواحل الضخمة، فمصر مؤهلة لتحتل مكانة رفيعة فى مجال الاستزراع السمكى مما يوفر للشعب المصرى مصدراً غذائياً ضخماً.. رفيع المستوى وبأسعار فى متناول الجميع. حيث تقام أكثر من 21 مزرعة سمكية بالإضافة إلى إنشاء عدد من الموانى الهامة والمطارات فى بعض المحافظات، للمساعدة فى التنمية. وتعتمد خريطة مصر الجديدة على تضافر الجهود بين الدولة والقطاع الخاص والمواطنين وذلك فى إطار تحقيق النهضة الشامله للدولة، وتحقيق نمو اقتصادى حقيقا على أرض الواقع يستطيع المواطن من خلاله الحصول على مستوى معيشة كريم وهو ما يستوجب استغلال الأيدى العاملة المتوفرة فى مصر فى تلك المشروعات، لتبنى مصر الجديدة بأيدى المصريين، وهو ما ختم بها الرئيس الجديد المشير عبد الفتاح السيسى كلمته التى وجهها إلى الأمة عقب إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية نتيجة الانتخابات ليؤكد على أمرين الأول وهو احترام القانون بعدم الحديث قبل الإعلان الرسمى لنتيجة الانتخابات الأمر الثانى وهو أن العمل هو المخرج الحقيقى للاقتصاد المصرى من كبوته وإعادة الريادة الحقيقية إلى الدولة المصرية فى المنطقة. بعد أن أعادت الخريطة الإدارية (المقترحة) رسم حدود جديدة للمحافظات، وأضافت محافظاتٍ جديدةٍ إلى إحداث نقلة نوعية فى الطرق والنقل، تفتح آفاقاً لإحداث طفرةٍ تنمويةٍ لأبناء مصر وهم بصدد الانتشار على كامل أراضيهم محققين الحُلم المصرى، وذلك من خلال ربط المحافظات بحدودها الجديدة (المقترحة) بشبكة طرق داخلية، وربط بعضها البعض بشبكات طرق سريعة. التوجه نحو إنشاء طرق دولية تبرز دور مصر كمحور تجارى بَرىَ يصل السودان جنوباً بالخليج العربى وبلاد الشام شرقاً مرورا بالعقبة وبالمغرب العربى غربا ثم أوروبا، وذلك لتفعيل دور حركة التجارة البرية عبر مصر وتنشيط التصدير عن طريق النقل البرى. تفعيل الاستفادة القصوى من النقل النهرى عبر نهر النيل وفروعه بما يوفره من تقليل تكلفة النقل وتخفيف العبء على الطرق البرية. تطوير النقل بالسكك الحديدية، وطرح خطوط جديدة تفتح آفاق التنمية، مع تحديث مرفق السكك الحديدية لنقل الأفراد. طرح ثلاثة موانئ بحرية فى كل من: رأس بناس وسيدى برانى والطور، على أن يكون الأخير ذا طابعًا محوريًا بظهير خدمى يفتح المجال أمام استيعاب حركة التجارة «الترانزيت» والمناطق المخصصة لصناعة السفن وصيانتها وتموينها. طرح المشروع العالمى لتنمية محور قناة السويس ليمثل انطلاقة اقتصاديةً لمصر فى هذا الموقع الاستراتيجى من العالم. طرح 8 مطارات جديدة تربط المحافظات بحدودها الجديدة (المقترحة) مع دول العالم، مع تطوير استخدامات عدة مطارات أخرى لتنضم لخدمة قضايا التنمية السياحية والصناعية والعمرانية فى محافظات مصر بوضعها الجديد. طرح قطار القاهرة السريع الذى يربط حدودها الشرقية الجديدة على خليج السويس بوسط القاهرة الحالى، مروراً بوسط القاهرة الجديد، وأيضاً خط مترو 6 أكتوبر– الجيزة. فتح الآفاق نحو مشاركة الاستثمار الخاص، تحقيقاً لمستهدفات الرؤية نحو نقل آمن وفعال كدعامة أساسية لتحقيق الحلم المصري. بالإضافة إلى التحديث الشامل لشبكات الطرق البرية لرفع كفاءتها وزيادة معدلات الأمان بها، وتطوير اللافتات الإرشادية والمرورية للحد من ارتفاع معدلات الحوادث على الطرق المصرية. كما يتم إنشاء عاصمة جديدة تليق بمكانة مصر الإقليمية والدولية تنتقل إليها دواوين الوزارات والحكومة المركزية، وبها السيولة المرورية المحفزة على العمل، وبها تخطيط عمرانى يقى مصر من أى عشوائية جديدة نعتذر من خلاله لسكان العشوائيات ونقدم لهم البدائل. *** نص كلمة الرئيس للأمة شعب مصر العظيم ..تختلط مشاعرى اليوم ما بين السعادة والتطلع ، السعادة بما حققتموه من إنفاذ لإرادتكم الوطنية فى مشهد ديمقراطى راقٍ ومتحضر، والتطلع لأن أكون أهلاً لثقتكم الغالية التى حملتمونى أمانتها. إن ما حصلتم عليه اليوم فى تلك اللحظة الدقيقة والفارقة من عمر الوطن من استحقاقٍ رئاسى، كثانى استحقاقات خارطة المستقبل التى توافقت عليها القوى الوطنية المصرية، جاء كنتيجة مستحقة لما قدمتموه من تضحيات على مدار ثورتين مجيدتين فى الخامس والعشرين من يناير، والثلاثين من يونيو، أستهدفتم فيها تحقيق العيش الكريم، والحرية والكرامة. أبناء مصر الكرام. أتوجه إليكم جميعاً رجالاً ونساءً، شباباً وشيوخاً، بأسمى أيات الشكر والتقدير على ما قدمتموه من نموذج ديمقراطى مشرف. أشكر ملايين المصريين الشرفاء داخل الوطن وخارجه الذين اصطفوا أمام صناديق الاقتراع من أجل كتابة مستقبل مصر. وأشكر قضاة مصر، حراس العدالة، الذين أشرفوا بنزاهة وشفافية على العملية الانتخابية. كما أتوجه بالتقدير والعرفان للمجهود المضنى الذى بذله رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية - جناحى أمن الوطن - من أعمال لتأمين الانتخابات بعزمٍ واقتدار. والشكر أيضاً للإعلام المصرى، لما قام به من تسجيلٍ موثق للعملية الانتخابية التى أتاحت للمواطن المصرى حقه فى معرفة الحدث لحظة بلحظة. وأتوجه بتحية خاصة للسيد حمدين صباحى - المرشح الرئاسى - والذى وفر فرصة جادة لتحقيق المنافسة الانتخابية وأقول له وللمصريين جميعاً ، إننى أتطلع إلى استمرار جهدكم وعزمكم فى مرحلة البناء المقبلة . أبناء الشعب المصرى العظيم أخاطبكم جميعا، لقد أديتم ما عليكم، وحان وقت العمل. العمل الذى تنتقل به مصرنا العزيزة إلى غدٍ مشرق ومستقبلٍ أفضل. العمل الذى يعود به الاستقرار لهذا الوطن لينطلق إلى آفاق التقدم والرُقى الذى يستحقه هذا الشعب العظيم. إن المستقبل صفحة بيضاء، وفى أيدينا أن نملأها بما شئنا، عيشاً وحرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية . فإذا أفترقنا، نكون قد أخطأنا فى حق الوطن وأنفسنا وأبنائنا ... وإن تعاونا على العمل والبناء، سنملؤها بما نتمنى لوطننا من رفاهية وازدهار، وبما نأمل لأبنائنا من عزة وفخار، وبما نرجوه لأنفسنا من عيش كريم وانتصار. إن ثقتى بالله عز وجل مطلقة بلا حدود ، كما أثق بوعيكم بما يواجهه الوطن من مخاطر .. فلنعمل معاً بنية صادقة وإصرار على تحقيق النجاح، لنبتغى رفعة الوطن ومصلحة الشعب أجدد شكرى وتقديرى واحترامى للجميع حفظ الله مصر، وحفظ شعبها الأبى... وتحيا مصر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.