أعلنت قوة الأممالمتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل" أن دبابة اسرائيلية أطلقت النار على قواتها، اليوم الأحد 16 نوفمبر، في جنوب البلاد، حيث لا تزال إسرائيل تحتفظ بمواقع رغم وقف إطلاق النار مع حزب الله. وتعمل قوة اليونيفيل مع الجيش اللبناني لترسيخ وقف لإطلاق النار، تم التوصل إليه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بعد حرب استمرت لعام بين إسرائيل وحزب الله. وبخلاف ما نصّ عليه الاتفاق، تبقي اسرائيل قواتها في خمسة مرتفعات إستراتيجية، وتواصل شنّ ضربات دامية تقول إنها تستهدف محاولة الحزب إعادة إعمار قدراته العسكرية. وأوردت القوة الأممية في بيان "هذا الصباح، أطلقت دبابة ميركافا تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي النار على قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل قرب موقع أقامته إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية". وبحسب بيان اليونيفيل، "أصابت طلقات رشاشة ثقيلة قوات حفظ السلام على بُعد حوالى خمسة أمتار"، مضيفة "كان الجنود يسيرون على الأقدام واضطروا للاحتماء في المنطقة". وتابعت أن قواتها طلبت عبر قنوات اتصال تابعة لها من الجيش الإسرائيلي "وقف إطلاق النار"، مضيفة أن جنودها الذين لم يصب أحد منهم بأذى "تمكنوا من المغادرة بأمان بعد ثلاثين دقيقة، عندما انسحبت دبابة الميركافا إلى داخل موقع الجيش الإسرائيلي". واعتبرت اليونيفيل "هذا الحادث انتهاكًا خطيرًا لقرار مجلس الأمن رقم 1701"، مناشدة "جيش الدفاع الإسرائيلي وقف أي أعمال عدوانية أو هجمات تستهدف قوات حفظ السلام أو بالقرب منها". وأنهى القرار 1701 نزاعا اندلع العام 2006 بين إسرائيل وحزب الله، وشكّل أساس وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 بين الجانبين. وفي الأشهر الأخيرة، أعلنت اليونيفيل أكثر من مرة تعرّض قواتها لهجمات من قبل القوات الاسرائيلية. وفي أيلول/سبتمبر، نددت القوة بإلقاء مسيرات اسرائيلية أربع قنابل قرب عناصرها، في حين قال الجيش الاسرائيلي إن الهجوم "لم يكن متعمدا". وفي 12 أكتوبر/ تشرين الأول، أعلنت القوة الأممية إصابة أحد عناصرها بجروح نتيجة إلقاء مسيرة اسرائيلية قنبلة انفجرت قرب موقع لها في الجنوب. يأتي ذلك في وقت قالت قوّة الأممالمتحدة الموقتة الجمعة إن الجيش الإسرائيلي أقام جدارا خرسانيا في جنوبلبنان قرب الخط الأزرق الفاصل بين البلدين، في حين قال الجيش الاسرائيلي إن "الجدار لا يتجاوز الخط الأزرق". وعلى إثر ذلك، أعلن لبنان عزمه تقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل على خلفية بناء هذا الجدار. ويتهم لبنان إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، من خلال توجيه ضربات وإبقاء قوات داخل أراضيه، في حين تتهم الدولة العبرية حزب الله بالعمل على ترميم قدراته العسكرية. وعلى وقع مخاوف من اتساع نطاق التصعيد، أبدى الرئيس جوزاف عون مؤخرًا استعدادا للتفاوض مع إسرائيل من أجل وقف غاراتها، من دون ان يلقى طلبه ردًا. وقرّرت الحكومة، بضغط أمريكي، في أغسطس/ آب، تجريد حزب الله من سلاحه. ووضع الجيش خطة من خمس مراحل لسحب السلاح، في خطوة رفضها الحزب، واصفًا القرار بأنه "خطيئة".