نعم نغنى ونرقص

لم ينجح نعيق البوم المتربص بهذا البلد أن يفسد فرحة هذا الشعب، ولم تنجح شائعاتهم التى احتضروا ولفظوا أنفاسهم الأخيرة قبل أن يتقيؤوها أن تمنع الشعب من النزول بحب وحماس لأداء واجبهم الانتخابى، حتى أنهم لم يجدوا ما يعيبونه على معركة انتخابية نزيهة سوى أن الناس ترقص وتغنى!
نعم غنّى المصريون ورقصوا وفرحوا نشوة وطربا بالنصر.. نصر خطوات قطعوها فى طريق الاستقرار، وزعيم نصبوه بإرادتهم الحرة، التى لم يشوبها رشاوى انتخابية من سكر وزيت وأرز، ودون ورقة دوارة تقسم فيها العملة الورقية على جزئين، أو حشود كاذبة مفتعلة أمام اللجان للإيحاء بكثافة غير صحيحة !
ببساطة لأن العملية الانتخابية كانت تسير بمنتهى السهولة، فغالبية من توجهوا إلى اللجان الانتخابية كان كل منهم يعرف رقم لجنته ورقمه فى كشوف الناخبين فلا يستغرق الأمر سوى لحظات دون تعقيدات مفتعلة أو فوضى. ففى الأعوام الثلاثة الماضية تدرب من يمارسون حقهم الانتخابى على تلك الإجراءات فاعتادوا عليها. فأصبحت الأمور تجرى بيسر وسهولة، ناهيك عما كان يقدم من مساعدات لكبار السن والمعوقين سواء من الجيش والشرطة أو حتى من المواطنين، وهذه مشاهد رأيتها بنفسى وسجلت بعضها بالصور، وبدلا من أن نهنئ أنفسنا بهذا التطور الإيجابى فى حياتنا السياسية رحنا ننساق وراء شائعاتهم المغرضة!
بل انساقت العديد من القنوات الفضائية وراء تساؤلات من نوع: أين الناس؟ اللجان خالية.. هناك إحجام! وكلها أكاذيب انساق البعض وراءها بقصد أو بغير قصد، حتى تلقفتها بعض القنوات المأجورة لقتل فرحة المصريين، وتمهيدا للتشكيك فى النتيجة التى يعرف العالم كله نتيجتها مقدما!
فعلا الناس ترقص وتغنى! ولم لا وقد حرموا من الفرحة وكادت بلدهم أن تختطف منهم، لم ينعق هذا البوم حين كان المصريون مكتئبين مهمومين لا يجدون آملا فى غدهم، ويرون بلدهم وهو يضيع أمام أعينهم. لقد كان المطلوب أن يظل هذا الشعب مهموما خائفا بل مرعوبا، حتى أنه كلما كادت تهدأ الأمور كانوا يفتعلون كارثة تعكر صفو حياتنا وترسخ فى نفوسنا الخوف واليأس!
أيها المصريون افرحوا وغنوا وارقصوا، واستبشروا برئيسكم الذى اخترتموه بإرادتكم الحرة، عيشوا الفرحة التى حرمتم منها بقدر ما تستطيعون، فأيام العمل الجاد قادمة وإعادة بناء بلدنا يحتاج حماسنا.. أما الغربان والبوم فدعوهم ينظرون إلينا بحسرة ونحن نرقص ونغنى وهم يعضون أنامل الندم والغيظ، أو يتوبوا ويندموا فربما يلحقون بمؤخرة الصفوف، وإن كنت أشك!
amira.khw@gmail.com