«ونحن نحتفل بالذكرى السنوية على رحيل المايسترو صالح سليم رئيس النادى الأهلى الأسبق، والذى وافته المنية فى منتصف 2002، بعد تاريخ حافل بالإنجازات والبطولات سواء كلاعب أو إدارى أو رئيس للنادى، مع أسلوب فريد فى الإدارة لم يتكرر فى الكرة المصرية إلا فى عهد مجلس الأهلى السابق برئاسة حسن حمدى الذى حاول السير على نفس الدرب، حيث خلق المايسترو للأهلى هالة وبريقًا محاطًا بالأسوار المنيعة التى منعت تسرب أى أسرار تخص النادى خارج هذه الأسوار وللإعلام تحديدًا، مطلقًا شعار (تقاليد ومبادئ الأهلى)، التى حرمت وسائل الإعلام من تداول أخبار النادى، وكان الاستقرار لا يفارق الأهلى رغم الأزمات والمشكلات التى كان يتم التكتم عليها، حتى فريق الكرة إذا مر بتخبط فى النتائج أو المستوى وانحدر به الحال لدرجة الابتعاد عن المنافسة على البطولات، لم يستعجل المايسترو ويطيح بالجهاز الفنى المسئول». إلا أن كل هذه الهالة وهذا البريق ومبادئ وتقاليد الأهلى تحطمت على أعتاب مجلس الإدارة الجديد برئاسة محمود طاهر، الذى ضرب أعضاؤه بهذه المبادئ عرض الحائط. ولأول مرة على مر التاريخ نشاهد عضوًا داخل مجلس الأهلي، مثل طاهر الشيخ يخرج ويكشف عن صفقات الفريق المفترض إتمامها، ومرة أخرى نشاهده يهاجم الجهاز الفنى على الملأ ومديره الفنى السابق محمد يوسف بضعف الشخصية، ومن قبل أزمته مع محمد عبد الوهاب الذى كان يرغب فى رئاسة محمود الخطيب للجنة الكرة إلا أن الأول تصدى لذلك وأعلن عن غضبه علانية فى وسائل الإعلام. أيضًا قيام أعضاء المجلس بالدخول فى مفاوضات مع لاعبين من خارج الأهلى للتعاقد معهم دون الرجوع للجهاز الفني، ودون أن يرشحهم الجهاز، وكذلك التجديد للاعبين من داخل الفريق دون موافقة الجهاز الفنى كعماد متعب. وهو ما واجهه محمد يوسف بهجوم عنيف على طاهر الشيخ فى وسائل الإعلام، وأنه ليس من تقاليد الأهلي، إدارة أمور النادى فى الفضائيات، وهو الأمر الذى لم يكن معتادًا فى القلعة الحمراء بأن يهاجم مدير فنى أو لاعب مجلس إدارة النادى فى العلن. ومن هنا بدأت تسوء العلاقة بين الطرفين حتى القرار الأخير بإقالة محمد يوسف وسيد عبد الحفيظ وهادى خشبة فى قرار اعتبره البعض تصفية للحرس القديم التابع للمجلس السابق، وهو حادثة ثالثة غريبة على نادى القرن، وهو إقالة الجهاز الفنى للفريق قبل شهر من انتهاء بطولة يشارك فيها رغم أنه لايزال ينافس على الصعود للدورة الرباعية وفرصه كبيرة فى ذلك. وسواء كان الأمر خروج من النص لمحمد يوسف فى مهاجمته عضو مجلس إدارة، كما أعلنه المجلس دافعًا لإقالة الجهاز الفنى فى ذلك الوقت، أو تصفية للحرس القديم.. فكلا الأمرين غير معتاد عليه فى الأهلي. وبسؤال محمد عبد الوهاب عضو مجلس الأهلي، عن السر فى إقالة محمد يوسف وخشبة وعبد الحفيظ فى ذلك التوقيت، رفض عضو المجلس الإجابة، قائلًأ: (لا تعليق على قرارات مجلس الإدارة). وبسؤاله عن اتهام المجلس باتباع سياسة غريبة على الأهلى، والمقارنة بما يحدث وما كان فى عهد المايسترو والمجلس السابق، وتحديدًا بإقالة جهاز فنى للفريق قبل شهر من انتهاء المسابقة، قال إن هذه الحادثة ليست الأولى فقد وقعت من قبل مع بونفرير، مؤكدًا أن إقالتهم تمت حفاظًا على مبادئ النادى. فى حين يرد عليه أشرف طه عضو بالنادى الأهلي، بأن محمود طاهر يسدد فواتير انتخابية للأشخاص الذين ساندوه فى الدعاية له بالانتخابات، وتصفية للحرس القديم من جانب آخر. وقال إن هذا حدث مع علاء عبد الصادق مدير الكرة الحالي، وهو أحد الذين ساندوا طاهر، والذى تولى المنصب خلفًا لسيد عبد الحفيظ، ومحمود علام، الذى أعاده لمنصب مدير عام النادي، وفى الطريق محمود صالح والذى سيتولى منصب المدرب المساعد للجهاز الفنى الجديد بالموسم المقبل، وأحمد بلال الذى سيتولى منصب مدير الكرة فى حين يصعد علاء عبد الصادق ليصبح مدير قطاع الكرة. وتابع طه، ليؤكد أن من ضمن الذين تم وعدهم بمناصب داخل الأهلي، محمد عمارة وياسر ريان، وهما من ضمن الذين ساندوا طاهر فى الانتخابات. وقال طه، إن هذا أمر جديد على الأهلي، بأن يتم تعيين أهل الثقة وليس أهل الخبرة والكفاءة، وهذا نذير خطر على النادي، وقد يكون هؤلاء السابق ذكرهم ذوى خبرة وكفاءة، ولكن الشكل الذى تم به إقالة الجهاز الفنى لا يبشر بخير. وهاجم طه المجلس الجديد، مؤكدًا أن ما يحدث سواء كونه تصفية حسابات أو إعادة هيكلة أو تسديد فاتورة انتخابية، فإن كل ذلك لم يكن معتادًا عليه فى الأهلي، والذى كان يضرب به المثل فى الالتزام بالمبادئ والحفاظ على شموخه وعدم جعله مادة متداولة فى وسائل الإعلام.