عبر التاريخ المصرى سطرت العسكرية المصرية بحروف من نور ملحمة الوفاء والتضحية فى سبيل الوطن ويأتى علينا ذكرى يوم الشهيد فى التاسع من مارس من كل عام وهو يوم استشهاد المحارب البطل الفريق أول عبد المنعم رياض «الجنرال الذهبى» عام 1969، الذى شارك فى العديد من الحروب منها الحرب العالمية الثانية ضد الألمان وإيطاليا وحرب فلسطين 1948، وحرب 56، وحرب 67 وحرب الأستنزاف واستشهد فى هذه الحرب على الجبهة وسط جنوده وأعطى القدوة للقادة أن يكونوا دائما وسط جنودهم على خط النار وفى الصفوف الأمامية على الجبهة المصرية، ولذلك فقد اختير يوم 9 مارس من كل عام «يوم الشهيد» تخليدا لذكرى قائد ورمز للعسكرية ولكل شهيد من شهداء الوطن لن تنساهم مصر فى دفاعهم عن وطنهم بأرواحهم ودمائهم.. لماذا لا نذكر أولادنا وشبابنا بكل هذه التضحيات من الذين ضحوا بكل غال ونعيش فى سبيل مصر الغالية، لأن من حق هذه الأجيال أن تعرف بطولات محاربينا ليعرف هذا الجيل والأجيال القادمة من شباب مصر هؤلاء الأبطال الذين عاهدوا الله وعاهدوا الوطن على أن يمسحوا عار هزيمة 67 وأن يسلموا الراية لهذه الأجيال نظيفة شامخة تطاول عنان السماء ، من حق أجيالنا أن تعرف هذه البطولات وتضحياتهم حتى لا تضيع دماؤهم التى فقدوها دفاعًا عن الوطن هباءًا، وأنه بفضل تضحيات جنودنا ومحاربينا حصلنا على السلام، لأن السلام لا يأتى إلا إذا كانت هناك قوة تحميه. لذلك فمن واجب الإعلان الرسمى أن يسلط الضوء على كل هذه البطولات ليس فقط فى المناسبات بل من خلال حلقات وثائقية ودراما تليفزيونية وحلقات خاصة عن كل بطل من أبطال مصر وقادتها وجنودها وتضحياتهم لأن مصنع الرجال به الكثير من هذه البطولات الذين ضحوا فى سبيل أوطانهم وأن بدماء هؤلاء مازالنا ننعم بالحرية وتحرير الأرض، كما أن هذه البطولات ستكون مادة ثرية تفيد أجيالنا لإعادة الروح الوطنية واستعادة الهوية المصرية لشبابنا الذين يتشدقون بانجازات الغرب بينما نحن أمة حضارية ثقافية وتاريخية وأن البطولات تمتد منذ فجر التاريخ للمصريين وهذا اعطاؤهم وشاهد لهم يجب أن نبرزه ونظهره لشبابنا، ونوضح لهم موقف مصر وجيشها من كافة القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقدم فيها جنودنا الأبرار 100 ألف شهيد ضحوا بأرواحهم فى سبيل القضية الفلسطينية فى حرب فلسطين 1948 مع باقى الجيوش العربية، ولنسأل الناس آياهم سؤلا مهما أين المتشدقون بالقضية الفلسطينية والسفسطة بالجهاد فى سبيل القضية الفلسطينية.. فليكفوا «وينقطونا بسكتهم» أى فليخرسوا وكفى سفسطة!! ولهذا يجب أن تكون روح أكتوبر هى التى نتخلى بها من تطافر وتكاتف واتحاد لأن روح أكتوبر ستكون هى السبيل إلى تحقيق الآمال لمصر وهى الطريق لعبور الأزمات والتحديات التى تواجهنا وستظل هذه الحرب نجما ساطعا فى سماء العسكرية المصرية لأنها واحدة إن لم تكن الفريدة التى صنعت أعظم انتصار عسكرى فى تاريخ العسكرية المصرية الحديثة فالجيش المصرى هو «مصنع الرجال» وأن تقييم الجيوس لا يتم من خلال الانجازات العسكرية فقط بل من خلال منهجها الدينى والأخلاقى الذى تتعامل مع من الآخرين. ولقوة هذا الجيش وبأسه هناك عبارات وأقوال شهيرة لتعرفوا جيدًا جيشنا المصرى المغوار. فقد قال مراسل جريدة «الصنداى تايمز» بعد عبور الجيش المصرى فى السادس من أكتوبر» أنقذونا....، الزلزال.... أنقذونا إنها القيامة» أما المارشال الفرنسى «مارسون فى حرب القرم قال لا ترسلوا لنا فرقة تركية وأرسلوا كتيبة مصرية». وقال نابليون بونابرت لو كان عندى نصف هذا الجيش المصرى لغزوت العالم. ومحمد رسول الله صلوات الله عليه وسلم قال «إنهم خير أجناد الأرض فى رباط إلى يوم الدين». اللهم إن كان عملهم فى سبيلك ويرضيك فآزرهم واجعلهم نبراسا لمن يأتى بعدهم، فتحية لكل شهيد ضحى بحياته ودمائه على أرض هذا الوطن وتحية لكل أم وزوجة وابنة وأخت لهؤلاء الشهداء الذين احتسبوا عند الله شهداء فى سبيل الواجب والوطن. حفظ الله مصر وجيشها وشعبها