ترسيخا للعلاقات التاريخية بين مصر والسودان استقبل وزير الخارجية السفير نبيل فهمى نظيره السودانى على أحمد الكرتى وأكدا حرصهما الكامل على تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية فى كافة المجالات، والارتقاء بها إلى مستوى تطلعات شعبى وادى النيل. وشددا على محورية قضية مياه النيل فى ضوء أن نهر النيل يُمثل شريان الحياة الرابط بين شعبى وادى النيل فى مصر والسودان، مؤكدين التزامهما الكامل بالاتفاقيات الموقعة بينهما، وفى مقدمتها اتفاقية 1959، وأهمية تنسيق المواقف فيما يتعلق بالتحديات القائمة فى هذا الموضوع. كما اتفق الجانبان، على ضرورة الاعتماد على الحوار البناء كأساس لتحقيق المنافع المشتركة بينهما وبين جميع دول حوض النيل، وعلى إيمانهما الراسخ بحق جميع دول الحوض فى التنمية، مع ضرورة تجنب الإضرار بالغير، لاسيما فى ظل الاعتماد الكامل لدول المصب على نهر النيل كمورد أساسى للمياه. ومن جانبه أكد العقيد فليب اقوير- المتحدث العسكرى باسم الجيش بجنوب السودان - أهمية الدور المصرى الفعال فى جنوب السودان لمحاربة العصابات و الميلشيات المسلحة التى تحاول السيطرة على بلاده . مضيفا أن هناك قادة سودانيين يدرسون فى الكليات العسكرية المصرية خبراتهم فى العلوم العسكرية . مشيرا إلى أن ميزاينة الجيش تبلغ 40 % من ميزانية الدولة وهى ترتفع وتنخفض حسب المحددات الأمنية والخطط الموضوعة لتطوير الجيش السودانى الجنوبى. وأضاف ل « أكتوبر» أن تطوير جيش جنوب السودان يسير ببطء بسبب استمرار النزاعات المسلحة والقتال الدائر مع الميليشيات ولكن هناك تنسيق أمنى مشترك بين الجيش المصرى والجيش جنوب السودانى حول سبل تطوير وتدريب وتأهيل قوات الجيش السودانى وكيفية السيطرة على الوضع الأمنى وإعادة صياغة الجيش السودانى خاصة بعد انشقاق أعداد كبيرة من الجيش وقيام رياك مشار - النائب السابق لرئيس جنوب السودان -باستقطاب عناصر من الجيش السودانى وذلك للوصول إلى تنصيب نفسه حاكما لجنوب السودان. وقال إن الجيش السودانى نجح فى إحباط مخطط المتمردين تحت قيادة رياك مشار الذى يستهدف إحداث نوع من الفوضى الأمنية والسياسية ويزعم بعدم وجود ديمقراطية فى جنوب السودان وصولا إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة .موضحا أن وجود المعارضة فى ولاية واحدة من جنوب السودان لا يدفع للانتخابات . مؤكدا أنها ستتم فى موعدها المقرر فى العام المقبل ابريل 2015. وأوضح أن الاتفاق العسكرى الذى تم بين جنوب السودان وأوغندا لدعم الجيش السودانى فى مواجهة المتمردين والمليشيات المسلحة فى جنوب السودان. يتضمن خروج القوات الأوغندية من السودان عقب عودة الأمن والاستقرار للدولة. مشددا على ضرورة احترام القانون الدولى الذى يكفل لأى دولة ذات سيادة أن توقع اتفاقا عسكريا مع أى دولة تختارها . مضيفا أن التعاون العسكرى بين السودان وإثيوبيا لا يمثل أى خطورة على دولة جنوب السودان وأن أى دولة حرة فى توقيع اتفاقيات مع الدول الأخرى. ومن جهته أكد أتينج ويك - المتحدث باسم رئاسة جنوب السودان - أنه بالرغم مما يدعيه رياك مشار- قائد الانقلاب الفاشل فى جنوب السودان من محاربته للفساد إلا أنه كان نائبًا للرئيس سيلفاكير فى المرحلة الانتقالية لمدة 8 سنوات وتمت إقالته مؤخرا وكان يمارس أعمال الرئيس سيلفا كير خلال وجوده فى الخرطوم وبالتالى كل ما كان يجرى فى جنوب السودان تم بمعرفته وذلك كنائب للرئيس البشير. وأوضح ويك أن الأزمة بدأت حين طلب مشار من سيلفا أن يتنازل عن الحكم له قبل انتهاء ولايته فى عام 2015. وبالرغم من أن مشار طالب المتمردين بالقيام بعصيان مدنى ولكن أغلبية قيادات الحزب وقفت بجانب سيلفا كير فى تصويت على المؤتمر الحزبى للحركة الشعبية. أن مشار حاول استقطاب الحرس الجمهورى وقوات الجيش الموالية للرئيس بوسائل عديدة سواء بالرشوة أو بالاعتداء عليهم لكنه فشل فى استقطابهم . وأكد أن الانتخابات فى ابريل 2015 ستحسم القضية ولو أن الشعب لا يريد سيلفاكير فلن ينتخبه وبالرغم من أن المتمردين لا يدركون معنى الديمقراطية ولكن ليس لدينا خيار سوى أن نجعل جنوب السودان فى سلام ولذلك الحكومة لم تنسحب من المفاوضات رغم انتهاك الهدنة من قبل المتمردين. مشددًا على أن الحكومة لديها إصرار على الاستمرار فى المفاوضات مع الطرف الآخر للوصول إلى الحل السياسى وذلك عبر التفاوض مع المتمردين فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.