يعرف فقر الدم لدى الأطفال بأنه اضطراب ناجم عن انخفاض مستويات الهيموجلوبين أو كريات الدم الحمراء عن مستوياتها الطبيعية ويرتبط فقر الدم عند الأطفال بعدد من العوامل منها عدم إنتاج الجسم لمستويات طبيعية من كريات الدم الحمراء أو الهيموجلوبين، نقص الحديد، حمض الفوليك وفيتامين ب 12، الإصابة بالأمراض المزمنة كالفشل الكلوى المزمن. إصابة الطفل بالثلاسيميا، انحلال الدم ( تكسر الدم ) المكتسب أو الوراثى. ويرتبط فقر الدم بشكل كبير بفقدان الدم من خلال النزيف على اختلاف مواقعه كما فى النزيف المعدى المعوى. وقالت د. نورا حمادة أن نقص الحديد أكثر أسباب فقر الدم شيوعا، ويرتبط عادة باعتماد نظام غذائى يفتقر للحديد أو عدم قدرة الجسم على امتصاص الحديد بشكل كامل بالرغم من تناول الطفل لأطعمة غنية بالحديد وذلك فضلا عن تسارع النمو فى فترة رضاعة الطفل وقبل بدئه بمرحلة المراهقة. وأضافت: يحتاج الطفل الرضيع وفى مراحل متقدمة إلى 3-10 مللى من الحديد بشكل يومى لضمان النمو السليم للجسم إذ يمتص جسمه ما يُقارب 10 % من الحديد الذى يحصل عليه فقط. وتابعت: أما الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية فيحتاجون إلى تركيز أقل من الحديد لقدرة أجسامهم على امتصاص ثلاثة أضعاف ما يمتصه أجسام الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الصناعية. وأشارت حمادة إلى أن علامات وأعراض إصابة الطفل بفقر الدم تتعدد، وبالرغم من عدم وضوحها إلا أنها تتمثل بما يلى: * شحوب الوجه والشفتين وأسفل العينين- ضيق التنفس وتسارع دقات القلب - الإعياء وسرعة الشعور بالتعب. * بطء معدل نمو الطفل مقارنة بأقرانه. وأضافت: أما الأعراض الناجمة عن مضاعفات إصابة الطفل بفقر الدم - الألم فى الربع العلوى الأيسر من التجويف البطنى زيادة تركيز البيليروبين (الصفار ) فى الدم - الألم فى الربع العلوى الأيمن بحدوث التهاب فى المرارة. أما عن علاج فقر الدم أوضحت د. نورا إلى انه يعتمد على العامل المُسبب للإصابة وبالتالى نوع فقر الدم فقر الدم المنجلى، فقر الدم اللاتنسجى وفقر الدم الفانكونى يسبب النوع الأخير تشوهات خلقية كقصر القامة، صغر حجم الرأس ، فرط تلون البشرة وعدم وجود أصابع الإبهام . قد يلجأ الطبيب لنقل الدم للطفل فى حال فشل عضلة القلب فى ضخ كميات كافية من الدم مع الأخذ بعين الاعتبار اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب فرط الحديد فى الدم وتراكمه فى الأنسجة. وتابعت على الرغم من قدرة الأطفال على تحمل فقر الدم إلا أنه يوصى بضرورة عدم إهمال أو تأخير عرض الطفل على الطبيب واتباع الأساليب الوقائية للحد من الإصابة بفقر الدم كتوفير التغذية السليمة للطفل.