وصلت اعتداءات الاحتلال الصهيونى للقدس إلى أقصى درجاته متعدية بها جميع الخطوط الحمراء فى كافة الاتفاقيات الدولية للسلام، فلم تتوقف هذه الاعتداءات فقط عند الإسراع فى بناء المزيد من المستوطنات اليهودية بالضفة والقدس والقطاع ولكنها جاءت أيضاً بإجراء مخطط أخر لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود بعد أن فشلت المحاولات فى هدمه بعمليات الحفر التى تتم أسفله على مدار السنوات الماضية، بزعم البحث عن هيكل سليمان المزعوم. و ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية أصدرت مؤخراً قراراً أجرته وزارة الأديان الإسرائيلية بتقسيم الصلوات فى باحات الأقصى بين المسلمين واليهود، لإقامة الشعائر الدينية لإرضاء المستوطنين والمتطرفين اليهود الذين أصبحوا هم القلم الذى ترسم به الحكومة الإسرائيلية سياسات الاحتلال كجزء من مخططاتهم، معتقدين أن هذا يجعل من السهل استخدام المستوطنين اليهود كأداة يجبرون بها المواطنين الفلسطينيين على ترك بيوتهم فى القدس، الأمر الذى تحول إلى مشادات عنيفة بين نواب اليمين المتطرف من بينهم حزب شاس وميرتس وبين النواب العرب داخل الكنيست على رأسهم أحمد طيبى وجميل زحالقه الذين اتهموا رئيسة لجنة الكنيست ميرى رجيف بالعنصرية والبلطجة والفاشية، وجر الفلسطينيين إلى انتفاضة فلسطينية ثالثه، جاء هذا خلال اجتماع مناقشة قرار تقسيم القدس، بعد أن قرر اليمين المتطرف اتخاذ موافقة رسمية مؤكدة لقرار وزارة الأديان الإسرائيلية من الحاخامية الكبرى الذين يطلق عليهم ب (الربانيم اليهود) للسماح بالصلاة فى ساحات الأقصى، كما أدان قرار تقسيم الأقصى أحد أعضاء حركة (عير عاميم) الإسرائيلية معتبرًا إياه قراراً استفزازياً للمواطنين الفلسطينيين وأنه سيشوه صورة إسرائيل أمام العالم كما أنه جاء متعارضاً مع خطة الدفع بالسلام والتفاوض مع الفلسطينيين، حيث إن تقسيم المسجد الأقصى لم يتوقف عند حد تقسيم الشعائر الدينية بل سيتعدى هذا إلى بناء هيكل مزعوم جديد فى المستقبل. وعلى الصعيد الفلسطينى أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس رداً على هذا خلال الاجتماع الذى أجرى فى رام الله الأسبوع الماضى أن القدس مازالت بالنسبة للفلسطينيين وحركة فتح خطا أحمر لا يمكن الاقتراب منه وأنه لا أمن ولا سلام مع إسرائيل ولا استقرار إلا بعد استردادها وضمها إلى الأراضى الفلسطينية الأخرى. كما صرح وزير الأوقاف الفلسطينى محمود الهباش أن المسجد الأقصى وقبة الصخرة وكافة الأماكن الإسلامية والمسيحية ما هى إلا حق خالص للعرب مسلمين ومسيحيين مؤكداً على أن سياسة الاحتلال المتبعة الآن ما هى إلا إثارة للصراع الدينى فى فلسطين مخترقه بها الحدود الفلسطينية إلى دول العالم مناشداً المجتمع الدولى بالضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات المستمرة للقدس.