تم فصل جنوب السودان لتوسيع القرن الإفريقى بكل من جنوب السودان وإثيوبيا فى محاولة لجعل إثيوبيا الدولة المحورية فى القرن الإفريقى على حساب الدور المصرى، وتحجيم مصر ومحاصرتها من الشمال بإسقاط الدولة السورية ومن الجنوب بنقل الثقل السياسى والاقتصادى إلى إثيوبيا ومن الغرب بتوطين الجماعات الإرهابية فى شرق ليبيا، كما تريد الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها، إنهم يتجاهلون حقائق الواقع والجغرافيا والتاريخ فمصر دولة مؤسسة للأمم المتحدة وجامعة الدولة العربية ومنظمة عدم الانحياز والاتحاد الأفريقى ومجموعة ال 77.. ومصر الجزء الفاعل والرئيسى للأمة العربية والأمة الإفريقية والأمة الإسلامية.. كل هذا الفناء الواسع متسع لمصر لعرض قضيتها الأولى (مياه النيل) على المجتمع الدولى.. والعدوان الذى يأتى إلينا من الحكومة الإثيوبية مدعوما بقوى إقليمية ودولية مآلها الفشل.. وسيظل الشعب الإثيوبى شقيقا للمصرى، لأن عشرات الأجيال الإثيوبية تعلموا فى مصر وهناك صلات روحية وقرابة بين البلدين فالمسيحيون الإثيوبيون يرتبطون بالكنيسة الأرثوذكسية المصرية، وكذلك مسلمو إثيوبيا يرتبطون بالأزهر الشريف، والمؤرخ المصرى الشهير (الجبرتى) من أصول إثيوبية، والحكومة الإثيوبية تسعى لتجويع وتعطيش الشعب المصرى متعدية كل الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية، وتحاول بدون وجه حق فصم عرى الإخوة والترابط بين الشعبين الحبشى والمصرى، ومياه النيل التى تجرى فى دول حوض النيل منحة إلهية وليست منحة إثيوبية.. والنيل من الناحية العملية يجرى من أعلى إلى أسفل وتخزينه فى مكان واحد سيجلب الضرر على بعض دول الحوض خاصة إثيوبيا والسودان ومصر، وحوض النيل ينطبق عليه القانون الدولى الذى ينظم سريان كافة أحواض الأنهار فى قارات العالم.. ومن غير المعقول أن تسعى أى دولة وقف جريان المياه إلى دولة أخرى بقرار منفرد متخطية الاتفاقيات الدولية.. وإبعاد مصر عن دائرتها الإفريقية هو بمثابة إبعاد الرأس عن الجسد، والشعوب الإفريقية ذات صلات حيوية بمصر ويرونها الرائدة لأن مصر كانت صاحبة الدور الرئيسى فى تحرير الشعوب الإفريقية من الاستعمار.. والدائرة الإفريقية هى المحطة الأولى التى ينبغى على حكومة مصر الفتية أن تحوز اهتمامها.. والعودة إلى حضن إفريقيا مطلب استراتجى وقومى، والمحاولات التى تقوم بها الآن الحكومة الإثيوبية ستبوء بالفشل بعد انسحاب كل من الصين والسعودية والإمارات والبنك الدولى من تمويل سد النهضة.. ولم يبق إلا قطر (الجوكر الأمريكى الذى يرتدى جلباب وعقال عربى)!، قطر - الشيخ تميم- أكدت للحكومة الإثيوبية أنها ستمول بناء سد النهضة وذلك لاستكمال مؤامرة الشرق الأوسط الجديد، وتحقيق مصالح أمريكا الاستراتيجية والعلاقات المشبوهة بين قطر تميم والحكومة الإثيوبية ضد مصر والسودان هى محاولة فاشلة تستهدف تطويق مصر من الجنوب لوقف خطط مصر التنموية والزراعية، وتحتاج إثيوبيا إلى 8,5 مليار دولار منها 5,8 مليار لبناء جسم السد و 2,5 مليار للتوربينات والشبكة الكهربائية. ومصر تشكر الموقف المشرف للمملكة العربية السعودية والصين الصديقة ودولة الإمارات العربية المتحدة لرفضها تمويل السد، وقد قررت إثيوبيا التوقف مؤقتا عن العمل بالسد للبحث عن تمويل بديل، وبدورنا ندعو الشعب القطرى الشقيق للضغط على حكومة الشيخ تميم بالتوقف عن تمويل السد لأنه إذا استمر الدعم المالى القطرى لإثيوبيا فإن يعتبر سلوكا عدوانيا تجاه مصر ومصالحها الإستراتيجية، فأين العروبة والإسلام التى تنتمى إليها قطر؟!. والحكومة الإثيوبية لم تجمع إلا 1,5 مليار دولار خلال الشهور الماضية.. وقطر هى مخلب القط لقوى إقليمية تتزعمها أمريكا فى محاولة لنشر الخراب والدمار فى منطقة الشرق الأوسط وقام الشيخ حمد أمير قطر قبل عزله بزيارة لإثيوبيا.. والسؤال ما هو مغزى الزيارة؟.. والإجابة: لاستكمال المؤامرة ضد مصر فى تنفيذ مشروع سد النهضة!، ومصر تسأل حكومة إثيوبيا هل يمكن أن ترجع إلى صوت العقل بالعودة إلى المواصفات السابقة للسد بحيث يصل ارتفاعه إلى 90 مترا وسعة بحيرته 14 مليار متر بدلا من التعديل الذى أجرته إثيوبيا على مشروع السد حيث طلبت من الشركة الإيطالية المنفذة زيادة ارتفاع السد إلى 145 مترا بسعة بحيرة تصل إلى 74 مليار متر.. وهذه الزيادة لن تزيد إنتاج الكهرباء وسيظل حجمها كما هو فى مشروع السد القديم وهو 6 آلاف ميجا وات، ويحدثنى صديقى د. نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية والرى بجامعة القاهرة أن عملية الإطمار خلف مشروع السد ستعمل على دفن السد بعد 50 عامًا من بنائه.. ويلزم بناء 3 سدود أخرى لتجنب هذه العملية.. والعودة إلى مشروع السد الأول سيوفر لباقى دول حوض النيل الكثير من المياه التى تحقق لها التنمية، وأشار د. نور الدين إلى أن إسرائيل تدعم بناء السد من وراء ستار وستكتفى بتزويد إثيوبيا بالعمال والفنيين، والجدير بالذكر أن السفارة الإثيوبية بتل ابيب طرحت سندات بقيمة 100 دولار لكل سن لكى يشتريها الشعب الإسرائيلى.. وهذا مخالف للقوانين والأعراف الدولية ولعرف السفارات فى العالم، ومن الناحية الاقتصادية فان إثيوبيا تعتمد على المساعدات الخارجية التى تصل إلى 2,3 مليار دولار.. وإثيوبيا تدفع بالجزء الأكبر من هذه المساعدات لبناء السد الآن، ولم يبق أمام إثيوبيا إلا الثالوث القطرى الإسرائيلى الأمريكى، والذى يسعى إلى زعزعة الاستقرار فى مصر وفى كافة دول المنطقة.. لكن ستأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.. وسوف يسقط التحالف القطرى الأمريكى الإسرائيلى، لأن حركة التاريخ تقف دائما مع نضال الشعوب.. (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)