مثل الضوء الساطع فى الليل الحالك.. ونقطة الماء فى قلب الصحراء.. هكذا جاءت كلمات خادم الحرمين الشريفين وهذا هو الموقف الرجولى الذى يأتيك فى أحرج الأوقات لكى يقلب الموازين. بعد إبعاد المعزول بأمر من الشعب المصرى.. وقفت أوروبا وأمريكا تندد وتدين.. والتزمت أغلب الدول العربية الصمت..وجاء صوت الملك عبد الله حاسما قاطعا جسورا.. وتجاوز منطق التأييد المعتاد والمطلوب.. لكى يتحول إلى دعم مادى أيضا لأنه يعرف تماما أن ورقة الضغط الغربية سوف تعتمد على سحب الحسنة أو وقف المعونات.. كان جلالته يقرأ الموقف بعين البصر والبصيرة. كنت وقتها فى المملكة الأردنية يوم 3 يوليو ووجدت الدموع تتساقط فرحا من عيون زملاء المهنة من السعودية والكويت والبحرين والأردن.. وقبلها كنت أرى القلق والهلع والخوف على مصر.. وخرج الفارس النبيل خادم المقدسات وحارسها.. لكى يكشف عن وجهه العربى الإسلامى بقوة..لأنه يدرك أبعاد المؤامرة.. فهل هو ضد الإسلام كما وصفه كل من خرج عليهم وعلى إرهابهم وعلى مخططهم المدعوم أمريكيا وصهيونيا لإنشاء دولة فى سيناء قوامها كل الجهاديين والقتلة الذين أنهوا مهمتهم فى أفغانستان بعد أن تحولت طالبان من عدو إلى حليف وفقا للتوقيت الأمريكى البغيض. عندما جاء صوت العاهل السعودى خادم المقدسات نسف المخطط نسفا.. وقال للعالم كله.. إن ما يفعله الإخوان ومن معهم.. تجارة رخيصة بالدين وهكذا قال فى بيانه الحاسم. وتبعثرت الأوراق بعد بيان الملك عبدالله.. ولما اشتد عود اعتصامات الإرهاب وتم الإعلان عن إمارة: رابعة العدوية والنهضة.. وقد توفرت لها الألة الإعلامية والاقتصادية والأسلحة.. وفوق كل هذا وبعده التضليل والأكاذيب.. حتى ظنوا أنهم أكبر من الدولة.. وبلغ بهم الأفك مبلغه فقالوا إن الملائكة تهبط كل ليلة لكى تبارك تجمعهم لأنهم يحاربون باسم الله ولأجل رفعة دين الله ولما كشر الجيش عن أنيابه وقالت الشرطة كلمتها فى الاعتصام.. وكان الشعب فى أغلبه قد قدم تفويضه لمحاربة هذه العصابات عاد جلالة الملك عبد الله لكى يطل علينا مجددا فى لحظات عصيبة.. بكلمات واضحة لاتحتمل التأويل ويقول «لقد تابعنا ببالغ الأسى ما يجرى فى وطننا الثانى جمهورية مصر العربية الشقيقة من أحداث تسر كل عدو كاره لاستقرار وأمن مصر وشعبها وتؤلم فى ذات الوقت كل محب حريص على ثبات ووحدة الصف المصرى الذى يتعرض اليوم لكيد الحاقدين فى محاولة فاشلة (إن شاء الله) لضرب وحدته واستقراره من قبل كل جاهل أو غافل أو متعمد عما يحكيه الأعداء. وإننى أهيب برجال مصر والأمة العربية و الإسلامية والشرفاء من العلماء وأهل الفكر والوعى والعقل والعلم أن يقفوا وقفة رجل واحد وقلب واحد فى وجه كل من يحاول أن يزعزع دولة لها فى تاريخ الأمة الإسلامية والعربية مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء وأن لايقفوا صامتين غير آبهين لما يحدث « فالساكت عن الحق شيطان أخرس». أخطر ما جاء فى كلمات خادم المقدسات أن ما يحدث فى مصر مؤامرة إرهاب وضلال.. لها أبعادها العربية.. والإسلامية فهل يستحى ويتراجع من يدعون بالكذب والبهتان أنهم حراس الإسلام.. والسؤال هنا: هل أمريكا أيضا خائفة على الإسلام وهى التى حاربته فى كل مكان وبكل السبل؟.. ولم تفرق بين مسلم مسالم.. وبين إرهابى هى التى صنعته ولكم فى حكاية بن لادن خير مثال.. اطلقوه لمحاربة روسيا الشيوعية فى افغانستان.. ولما رحلت روسيا.. انقلب السحر على الساحر. ولأن خادم الحرمين يعرف جيدا أبعاد المؤامرة على مصر.. والهدف منها ضرب الجيش المتماسك.. وإذلال الشعب.. حتى قال بعض الإعلاميين الزملاء إن كلمات وتحركات الملك عبد الله على أرض الواقع كانت أقوى من ردود أفعال قوى سياسية.. داخل مصر نفسها.. وتجاوزت الكثير من أحزابها ومؤسساتها فقد رأينا بعد ذلك وزير خارجية السعودية يتجه إلى فرنسا ويناقشها حتى تراجع موقفها.. وسبق بتحركاته وزير خارجية مصر.. وكنا نأمل من حكومتنا أن تكون على نفس إيقاع الأحداث.. وسخونتها وأن تقول للعالم إن حساباته غير صحيحة.. وأين هو مما يحدث ضد أقباط مصر؟ وأين منظمات المجتمع المدنى والمؤسسات الحقوقية فى أرجاء العالم؟.. وأين هؤلاء من الحرائق والتخريب والدمار والاعتداء على حرمة الجيش والشرطة.. ونهب المحلات والفنادق والبنوك والأبرياء!! رسائل الملك عبد الله كانت حادة وتؤكد أن مصر التى رفضت الركوع والخضوع والتقسيم.. والمتاجرة بدين الله.. وتمسكت بسلاح الاعتدال والسماحة فإذا سقطت.. انهارت معها أمة العرب كلها وضاع الإسلام الحقيقى.. وتحولت المنطقة إلى دويلات صغيرة بينما ارتفع الشأن والمقام الصهيونى وتوسعت الدولة العبرية على حساب الدول العربية التى ستتحول بعد تقسيمها وفقا لخريطة الشرق الأوسط الجديد.. لهذا نجد الفتنة قد اشتعلت فى العراق وسوريا وليبيا والسودان وتونس واليمن والأكراد ضد التركمان.. والعلوى ضد السنى.. والشيعى ضد الدرزى والمسيحى. انظر إلى أطياف وتقاسيم مايسمى بالتيار الدينى إخوان، الجماعات الإسلامية ، سلفية، جهادية بأسماء ومسميات مختلفة والأسلوب واحد! شكرا خادم المقدسات ولك 3 سلامات من المصريين أقباطهم قبل مسلميهم ومن العرب الذين تستهدفهم المؤامرة ومن أهل الإسلام الحقيقى الذين يعرفون أن الدين لله والوطن للجميع بعكس قانون الإخوان الذى يقول: إن الدين للسياسة والولاء للتنظيم!!