رفع صناع الأعمال الرمضانية شعار «قليل من السياسة كثير من الكوميديا» فى أعمالهم رغم حالة الضيق والاكتئاب التى أصابت المصريين بعد الثورة من خلال الأوضاع السيئة فى كافة مناحى الحياة واختاروا موضوعات تحمل قضايا جادة سياسية لتناولها فى أعمالهم من أبرزها مسلسل «بدون ذكر أسماء» لوحيد حامد الذى يتناول الفترة من 1985 إلى 1995، وما حدث خلالها من متغيّرات سياسية واجتماعية واقتصادية وكانت مقدمة لثورة 25 يناير المسلسل بطولة روبى وأحمد الفيشاوى وحورية فرغلى وعبدالعزيز مخيون. ومسلسل عادل إمام الجديد «العراف» للكاتب يوسف معاطى، يحمل إسقاطات سياسية للأوضاع الحالية والتلميح بقصة هروب الرئيس محمد مرسى من السجن أثناء الثورة.. من خلال هروب شخص يدعى العراف «شوقى المر» من السجن إلى عدة بلدان وتقلُّده منصبًا سياسيًا رفيع وفى نهاية الأحداث يكتشف أن شوقى المر ليس اسمه الحقيقى. كما يتناول المسلسل الأوضاع الصعبة التى تمر بها البلد بعد الثورة. ومسلسل «الركين» لجمال عبد الحميد يتعرض للناشط السياسى جابر جيكا الذى يجسد دوره محمود عبد المغنى من خلال شخصية «جيكا» منادى السيارات. أما مسلسل «تحت الأرض» فيتناول حادثة تفجير كنيسة القديسين فى ليلة رأس السنة، قبل عامين ونصف العام، ويتطرق لأحداث الفتنة الطائفية من تأليف هشام هلال وإخراج حاتم على وبطولة أمير كرارة وأمل بوشوشة ودينا الشربينى وإنجى المقدم ورشا مهدى وأحمد صلاح حسنى والأردنى ياسر المصرى. ومسلسل «نيران صديقة» ينطلق من أحداث تفجيرات 11 سبتمبر ونظرة الغرب للإسلام ومعاملة المعتقلين الإسلاميين فى سجون أمن الدولة والتغيرات التى حدثت فى المجتمع بطولة منة شلبى ورانيا يوسف وعمرو يوسف. ومسلسل «مشوار فرعون» لخالد صالح وجومانا مراد وإخراج محمد على يتطرق للأحداث السياسية وتقديس المصريين لشخصية الفرعون فى إسقاط على شخصية مبارك من خلال شخصية رجب فرعون التى يجسدها خالد صالح الذى يكون ثروة كبيرة خلال 30 عاما ويلقى الضوء على الثورة والانتخابات الرئاسية والدعاة والفتاوى الدينية وخلط الدين بالسياسة وأسرار التنظيمات الإسلامية والأحداث السياسية التى وقعت فى مصر بعد الثورة يتناولها مسلسل الداعية لهانى سلامة وبسمة. مسلسل «موجة حارة» المأخوذ عن رواية «منخفض الهند الموسمى» للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، سيناريو وحوار مريم ناعوم، وإخراج محمد ياسين رغم أن أحداث الرواية كتبها (عكاشة) فى نهاية التسعينيات إلا أن المؤلفة تربطها بالوقت الحالى من خلال التعرض للمشكلات التى عانى ولا يزال يعانى منها المجتمع وكانت سببًا فى قيام الثورة. مسلسل «الزوجة الثانية» لعمرو واكد وآيتن عامر وعلا غانم وعمرو عبد الجليل اختار مؤلفه ياسين الضوى له حبكة درامية تنطبق على الوضع الحالى، حيث تقوم ثورة على العمدة خلال الأحداث بسبب الظلم الذى يمارسه تجاه أهل القرية، من خلال عمل إسقاطات سياسية على تردى الأحوال الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتفشى الظلم والرشوة فى القرية التى ترمز للبلد وظلم وجبروت العمدة الذى يرمز للرئيس السابق وفاطمة الوطن حيث تكون النهاية ثورة على العمدة وليس الوفاة كما كان فى الفيلم حتى لا تكون مجرد استنساخ للأحداث التى جرت فى الفيلم. إلهام شاهين تنظر للوضع السياسى الحالى والواقع المؤلم من زاوية نفسية من خلال الاكتئاب الذى أصاب المصريين بعد الثورة وانتخاب مرسى رئيسا وازدياد الأمراض النفسية فى مسلسل نظرية الجوافة عبر شخصية طبيبة نفسية تفاجأ بأن عدد المرضى الذين أصبحوا يترددون على عيادتها أكبر بكثير مما كانت عليه الحال من قبل، وتكتشف أن لهذا ارتباطا بالواقع غير المستقر، ما يؤدى إلى إصابة كثير بحالة من العته والجنون، والنتيجة أن مصر أصبحت عبارة عن مستشفى كبير للمجانين. الفنان نور الشريف رغم أنه يقدم دراما صعيدية فى مسلسل (خلف الله) إلا أنه يسلط الضوء على تداعيات «الربيع العربى» على المنطقة عموما ومصر بشكل خاص ومؤامرات القوى الكبرى والإقليمية لإضعاف مصر، ضمن إطار درامى تراجيدى عبر شخصية خلف الله رجل بركة يتنبأ بالأحداث قبل وقوعها ويحلم بأحداث تتحقق بالفعل بعد ذلك وهو ما يجعله يحظى بثقة ومكانة كبيرة لدى أهل مدينته فى الصعيد ومن ثم يصبح الملاذ للأغنياء والفقراء ويستخدم هذه الميزة فى تأمين حياته والوصول إلى طموحاته ويحاول الحفاظ على موروثاته الثقافية وعاداته وتقاليده فى ظل ما يجرى حوله فى منطقة تعمل كل العائلات الصعيدية المقيمة فيها فى البحث والتنقيب عن الذهب مما يعرض أهلها لطمع وجشع بعض الأعيان فى المنطقة.