بوجهها الصبوح وبمظهرها الارستقراطى وخطواتها المحسوبة الواثقة وآرائها الهجومية الصريحة التى تخالف التقاليد الألمانية الموروثة نجحت «أورسولا فون دير لين» الوزيرة الحالية فى الحكومة الألمانية فى هز عرش المستشارة الحديدية أنجيلا ميركل التى استطاعت أن تحتفظ بمنصبها بلا منافس طوال 11 عاماً. وتقول صحيفة «تايمز» البريطانية فى افتتاحيتها إن أورسولا التى تعمل حالياً فى وزارة ميركل كوزيرة للعمل والشئون الاجتماعية الأوفر حظاً لشغل منصب الاستشارية أو رئيسة البلاد خلفاً للرئيس الحالى كريستيان فولف لتكون المرة الأولى التى تنجح امرأتان فى شغل أهم المناصب فى ألمانيا منذ الحرب العالمية. أورسولا (54 عاماً) أم لسبعة أبناء لديها جرأة سياسية أزعجت ميركل التى أعلنت ذلك على الملأ، ويقول المقربون من المتنافستين «أخيراً قابلت ميركل الند الذى ينافسها». وبدأت فون دير مشوارها الانتخابى بشن حملة تهدف لتحديد نسبة شغل المرأة فى المواقع الأمامية فى الشركات الكبرى ونجحت أيضاً فى الحصول على وعد بإدراج حزمة من القرارات غير المسبوقة لصالح المرأة العاملة وتحديد مكافأة مجزية للأبوين لرعاية الأبناء لتكون هذه الاقتراحات ضمن البرنامج الانتخابى للحزب الديمقراطى المسيحى المحافظ، الأمر الذى عجزت عنه ميركل والتى تنتمى لنفس الحزب ويعلق المراقبون على خطوات أورسولا أنها نجحت فى الوصول للناخبين الذين أطلقوا عليها لقب «أم الأمة» وذلك فى استفتاء عام أجرته صحيفة «بليد إم زونتاج» الأوسع انتشاراً نظرا لخبرتها كأم لأسرة كبيرة العدد واستمرار مطالبتها بمنع المواقع الإباحية الخاصة بالأطفال على الشبكة العنكبوتية وقد لاقت هذه المطالب قبولاً لدى جموع الشعب الألمانى الذى أطلق عليها لقب الرقيبة الإعلامية . وتواصل فون دير حملاتها فى تحد واضح للحرس القديم للحزب بزعامة ميركل وتقول صحيفة «ديرشبيجل عن فون»: «إن آراءها جريئة بدلاً من منهج ميركل المتردد». ويفسر السياسيون ما تتمتع به فون دير من مظهر ارستقراطى وحنكة سياسية إلى انتسابها لعائلة اعتادت العمل السياسى فوالدها سياسى معروف فى الحزب الديمقراطى المسيحى تولى رئاسة الوزراء فى ولاية «ساكسونيا السفلى» ما يقرب من عشرين عاماً. ودرست فون دير الاقتصاد فى جامعتى جوتنجن ومونستر، كما درست فى كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، ثم درست الطب ونالت درجة الدكتوراه عام 1991 وتزوجت من الطبيب فون دير لاين فى عام 1986 والتحقت بالعمل العام كوزيرة للعمل فى «ساكسونيا السفلى» ثم أصبحت وزيرة للأسرة فى حكومة ميركل الأولى عام (2005 -2009 ) ثم وزيرة للعمل والشئون الاجتماعية فى حكومة ميركل الثانية لتكون أول سيدة تشغل هذا المنصب وإليها يرجع الفضل فى خفض معدل البطالة فى ألمانيا ليكون الأقل بين دول الاتحاد الأوربى بسبب برامجها لإعادة التأهيل الذى بدأت فى تطبيقه منذ عام 1999.