تواجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خصمة سياسية شرسة، من قٍبل وزيرة التشغيل، اورسولا فون دير لين، البالغة من العمر 54 عاماً، والأم لسبعة أبناء، والتي تعد امرأة لا يمكن زحزحتها بشهادة الكثيرين، لأنها تعتمد على قاعدة صلبة من الناخبات الشابات. الجرأة السياسية التي تميزت بها هذه السيدة أمام ميركل، هي التي أطلقت الألسن في برلين لتتحدث عن أوان تنازل ميركل لهذه السيدة عن عرشها. وانزعجت ميركل عندما رأت فون دير لين تدعم بشكل سافر حملة تهدف الى فرض حزمة من السيدات ضمن مجالس إدارات الشركات، وانتزاع وعد بإدراج ذلك في البرنامج الانتخابي لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الأمر الذي أزعج الحرس القديم للحزب، إلا انها محاولة استطاعت بها فون دير الوصول الى الناخبين، وهو ما فشلت فيه ميركل، حسب "الإمارات اليوم". وتعرف فون دير بجرأة الطرح الذي تراوح من اغلاق المواقع الإباحية على الانترنت الى اعتماد إجازة أبوية سخية، ولا تبدي أي انزعاج من غضب التقدميين أو التقليديين اذا كانت مثل تلك البرامج تناسب اجندتها. ودعت فون دير إلى إلزام مقدمي خدمة الانترنت بحجب المواد الإباحية الخاصة بالأطفال، من خلال قائمة للمواد المحظورة تشرف عليها الشرطة الجنائية الاتحادية في ألمانيا، وبالتالي خلق البنية التحتية الأساسية لرقابة واسعة النطاق على المواقع التي تعتبر غير قانونية. وقد جعلت هذه الإجراءات الشعب الألماني يطلق عليها لقب «زنسورلا»، وذلك من خلال الحاق اسمها، اورسولا، بعبارة «زينسور»، التي تعني باللغة الألمانية الرقابة على المواد الإعلامية. في يوليو 2009 أشارت إلى ان مشكلات مناهضة نشر المواد الإباحية الخاصة بالاطفال على الإنترنت تتمثل في ان الأشخاص المسؤولين غالباً ما يستخدمون «سيرفر» في افريقيا أو الهند، حيث «التصوير الإباحي للأطفال قانوني». ويستند هذا الادعاء إلى دراسة من قبل المركز الدولي للأطفال المفقودين والمستغلين في عام 2006. وتعلق مجلة داي زيت على ذلك قائلة «حديثها يستقطب الناخبين»، وتضيف «منهجها الجريء يشكل بديلاً لمنهج ميركل المتردد». وتستمد هذه السيدة جاذبيتها السياسية من كونها تملك كل شيء تفتقر إليه ميركل، فهي امراة تعتد بنفسها ومنبتها، وتنحدر من أسرة ارستقراطية، وهي سليلة بارون، وتزوجت من عائلة نبيلة عتيقة. يسندها ايضاً ارثها السياسي، فهي ابنة وزير خارجية ساكسونيا الدنيا السابق المحبوب، ايرنست البريخت. وفي مقابل الطفولة الكالحة التي قاستها ميركل في ألمانياالشرقية، نشأت السيدة فون دير لين في قلب مدينة بروكسل، عندما كان والدها أحد طواقم الاتحاد الأوروبي، ثم انتقلت الى العاصمة البريطانية لتدرس في مدرسة لندن للاقتصاديات. نالت درجة الدكتوراه من جامعة هانوفر، وعاشت في كاليفورنيا عندما كان زوجها أستاذاً للعلوم الطبية في ستانفورد.