السكك الحديدية من أكثر القطاعات الخدمية المتصلة بالجماهير..فهى تنقل يوميًا عشرات الآلاف بين كافة محافظات الجمهورية، لكن العاملين بها يصرخون من المشكلات المتمثلة فى تهالك القطارات ونقص الصيانة، وانفلات الركاب الأخلاقى، ونقص الأمن وغيرها وهى الصرخات التى نستمع إليها فى تلك السطور.ويقول رمضان محمد على سائق قطار: تعبنا من التعامل مع جرارات متهالكة وعمرها الافتراضى انتهى والصيانة لها من الخارج وليس من الداخل، والهيئة لم توفر لنا المعدات والآلات اللازمة لصيانة هذه الجرارات والعربات على الرغم من ان لها ميزانيات خاصة ولكن على الورق تصرف (فأين تصرف هذه المبالغ لا نعلم) فعربات القطار غير مجهزة تماماً للقيام بالرحلة ولا تصلح للاستخدام الآدمى. وأوضح رمضان ان القطار المتهالك يتسبب فى مشاكل متعددة منها وقوع الحوادث وتأخر مواعيد القطارات بالتالى وقوع الاشتباكات نتيجة لذلك. أضاف تعبنا أيضًا من عدم صرف الحافز الإضافى للسائقين فنحن نعمل ساعات اضافية عن ساعات العمل ولم نأخذها منذ 20 سنة حتى وقتنا هذا على الرغم من قطاعات اخرى منها (الملاحظ والكاتب وناظر المحطة والمهندس) تحسب لهم ساعات العمل الإضافية، وهذا يعتبر تميزا لفئة عن أخرى فى ذلك، خاصة بعد ما قام وزير النقل بصرف 7شهور أرباحًا لعمال مترو الأنفاق مما احدث ثورة لدينا وقمنا بالاعتصامات احتجاجا على ذلك، وقال الوزير إنه سيصرف لنا 4 شهور أرباحًا ولكن بعد التشاور مع رئيس الهيئة ولكن كثيرا من السائقين رفضوا وطالبوا بحقهم الاساسى هو صرف الحافز الاضافى. هذا بالاضافة الى مساواتنا مع المصالح الحكومية باجازات الراحة تكون يومين. وأشار رمضان إلى أن المشكلة الكبيرة عدم تغيير الاداريين بالهيئة بشكل واضح بل يتم تبادل الوظائف فقط دون تغيير فعلى، فنحن نحتاج دورة دموية جديدة بهيئة السكة الحديد. ويقترح رمضان تشكيل لجنة تضم من كل طائفة (السائقين والمحصلين وغفير مزلقان وناظر المحطة وغيرها) شخصاً ينوب عنهم لكى يعبر عن مشاكلهم، والعمل على حلها حتى يمكن الوصول بالهيئة لبر الأمان. وقال جرجس صموائيل محصل: تعبنا من المشكلات الكثيرة التى تواجه السائق والمحصل فهم يعانون من الانفلات الامنى والاخلاقى الموجود الآن من الركاب. وهو ما لم نشهده إلا بعد الثورة. وكما لا يوجد أمان فى تحصيل التذاكر من المواطنين فالشرطة متغيبة تماما فمن المفترض وجود مايسمى(بخط السير) وهو وجود ضابط ومجموعة مخبرين مع المحصل داخل القطار لكى يكون هناك التزام من قبل المواطنين وهذا كان متواجدًا قبل الثورة واختفى الآن وهو ما يتطلب تعزيز الرقابة من الشرطة على المواطنين داخل القطارات. وقال عاطف ربيع عبد العظيم سائق قطار: تعبنا من الانفلات الأخلاقى للركاب من فتح بلف الهواء والقذف بالطوب والوقوف المتكرر رغم أن القطار الذى أقوده سريع إلا أنه يتم تهديدى بالوقوف فى أى مكان حتى وإن لم تكن هناك محطة أو رصيف فبعض الركاب يقوم بسحب بلف الهواء الموجود خلف غطاء زجاجى فيوقف القطار، كما يقومون بفتح محبس الهواء الموجود بين كل عربيتين وتسمى(جزره الهواء) فتعمل على فصل العربة عن الأخرى ويسبب أعطالا بالسكة الحديد، كما ان تقسيم القطاعات سبب فى كثير من المشكلات بمعنى عندما يحدث عطل فنى بالقطار يجب على كل العاملين بجميع القطاعات أن تقوم بإصلاحه دون ان يختص كل واحد بقطاع معين ويجب وجود رقابة على الميكانيكية والكهربائية .وما نريده من وزير النقل هو أنه يأمن وجودنا فى القطارات أو فى المحطة (لأنه عندما تحدث مشكلة المفروض أطلب تليفون المصلحة وأكلم المراقب فيوجهنى بالتصرف المناسب ، ولو المشكلة كبيرة وطلبنا النجدة لا تأتى). أما وائل على مشرف قطار فيقول: تعبنا من مشاكل عربات الضواحى فهى صغيرة ولا تغطى كثافة الركاب مما يؤثر على عمل المحصل فى القطار فيجد صعوبة فى التحصيل، مشيرًا إلى أن هيئة السكة الحديد تخسر حوالى200,000الف جنيه يوميًا بسبب عدم دفع الركاب الرسوم والبلطجة والهروب من المحصل خاصة افراد الشرطة لا تدفع هذه الرسوم، فيقول (الهيئة بتكسب كتير لكن الفساد أكتر). قال عماد حمدى سائق: تعبنا من سوء تصرف الإدارة بالهيئة فهناك الكثير من خردة السكة الحديد من (جرارات وعربات وقضبان) فى الورش تقدر بملايين الجنيهات، ولها قرار تشريك (بمعنى انها عربات غير صالحة ومتهالكة) ومن المفترض ان تباع فى مزاد ويستفاد منها ماديا فى تطوير ما يمكن فى هيئة السكة الحديد بدلا من كونها مالا راكداً ولم يستفد منه على الإطلاق. فهذا يعتبر اهدارًا للمال العام ويقترح تشكيل لجنة رقابية لحصر هذه الخردة المتهالكة وبيعها والاستفادة منها بدلا من تركها وتآكلها من الصدأ أو تعرضها للسرقات.