توابيت علي القضبان قطارات متهالكة يسيطر عليها البلطجية.. وورش صيانة خارج نطاق الخدمة

كان السفر بالقطارات بين المحافظات متعة. ولم يكن قطعة من العذاب. المرفق كان قمة في الانضباط. المواعيد تضبط عليها ساعتك فلا تأخير في الوصول أو الاقلاع. فضلا عن انها كانت وسيلة انتقال آمنة..
تحوَّلت القطارات فجأة إلي توابيت تسير علي القضبان. كوارثها يصعب حصرها. وضحاياها بالعشرات في كل حادثة. أما عربات القطارات فهي مدعاة للحسرة. يستوي في ذلك القطارات المكيف. وقطارات الغلابة.
يبدو ان ورش الصيانة بالاقاليم أصبحت خارج نطاق الخدمة.. والدليل علي ذلك ان الحوادث المروعة التي تقع فيها تهتز لها اركان المعمورة...
معطلة تماماً .. بالمنيا
المنيا - مهاب المناهري
مازال الخطر يهدد الآلاف من أبناء المنيا الذين يسيرون علي قضبان السكة الحديد أثناء ذهابهم وعودتهم من وإلي العمل عابرين ترعة الابراهيمية بمراكب متجهين إلي ناحية البر الشرقي ثم قضبان السكة الحديد.
فعلي سبيل المثال لا الحصر قرية اطسا البلد التابعة لمجلس قروي البيهو بسمالوط قام الأهالي بها بإنشاء طريق خاص ويستقلون مركباً يعبرون به إلي شرق ترعة الإبراهيمية من خلال الطريق الزراعي . وكذلك قرية بني مهدي التابعة للوحدة المحلية بني محمد سلطان مركز المنيا . وكذلك قرية السحالة التابعة للوحدة المحلية بابيوها مركز أبو قرقاص ما يعرضهم للخطر والموت تحت عجلات القطار.
كما يقوم العديد من اللصوص بسرقة خردة السكة الحديد المتناثرة بالورش في المنيا وعلي طوال السور الممتد من شمال مدينة المنيا " أرض سلطان" إلي جنوبها حتي كوبري الحبشي في ظل غياب رجال شرطة النقل والمواصلات. فالخردة المبعثرة بملايين الجنيهات.
الورشة الإضافية التي يجري بها صيانة القطارات وتقع بجوار مستشفي الصدر تتفي فيها صور الإهمال المتناهي وكذلك بالنسبة لورشة الصيانة والمكاتب فوقها أقفاص الفاكهة والقمامة تحيطها من كل مكان . ناهيك عن كمية كبيرة من الزيوت السائلة التي تملأ المكان وقد تكون عرضة للاشتعال ونشوب الحرائق في أي وقت إلي جانب قضبان السكة الحديد تبتعد عن رصيف محطة المنيا. يوجد مبني آيل للسقوط بجوار استراحة السائقين بمنطقة الحبشي وقد يصيب المارة في حالة سقوطه.
يقول أحد سائقي القطارات "رفض ذكر اسم" إن ملابس العاملين بالسكة الحديد عبارة عن جاكت وبنطلون مصنوعين من قماش " الأسموكن" بمصانع تحت بئر السلم . والأغرب انك لم تجد مقاسك . كما أن المنظر العام لايتناسب مع هيئة السكة الحديد.
وقال مراقب برج إن المسؤلين استعانوا به للعمل كناظر محطة نظرا للعجز الشديد في جميع المحطات . حيث يوجد 3 ورديات يومياً ونحتاج إلي 6 لكن للأسف يعمل بها 4 موظفين.
أضاف "محمد .ي" سائق قطار أن الهيئة قامت منذ فترة باستيراد أنواع من الجرارات منها الجرار الألماني يبدأ برقم 3080 و 3100 والجرار الكندي يبدأ برقم 600 إلي 900 كما توجد جرارات المعونة الأمريكية ومنها 3 أنواع وهي تبدأ أرقام من 20100 إلي 20124 و 2010 إلي 2035 والثالث 2300 الي 2335 ذو اللون الأحمر . مشيراً إلي الجرار الثالث 2300 به عيوب مثل قوة الدفع الرباعية وهو غير مطابق لمواصفات طرق السكة الحديد بمصر وعلي الرغم من ذلك تم استيراده.
كما فجر كارثة أخري بوجود 35 جراراً أسبانيا لايصلح إلا لسحب نفسه فقط بدون عربات ومن عيوبه عدم وجود زيت له إلا في أسبانيا بلد الصنع فعندما يحدث به عطب يتم ركنه بمكان التفريعة.
أشار "أحمد .ف" سائق بأن القومسيون الطبي يمنح العديد من السائقين عدم صلاحية لأن نسبة السمع لديهم لم تصل إلي 100% في حين الهيئة خفضت نسبة مقياس السمع إلي 95% لصوت الجرار المرتفع جدا . كما أن معظم الشبابيك ليس بها زجاج بل صاج ومراية الزجاج الأمامي للرؤية ضعيفة جدا وكذلك ضوء القمرة خافت وأحيانا تكون مكسورة مما تدخل كرات من الثلج علينا أثناء قيادة القطار الأمامي.
أما عن كرسي السائق ومساعده فحدث ولا حرج فهو هيكل بدون تنجيد أو مشمع ولايصلح للجلوس عليه طوال الرحلة التي تستغرق 6 ساعات أو أكثر والأبواب الأمامية والخلفية للكابينة بدون مقابض فنستعمل "الترباس" الحديدي للغلق والفتح
أما الماكينة والأرضية داخل الجرار فعبارة عن زيت وشحم دون صيانة . مؤكداً أن الجرارات منتهية الصلاحية والعربات غير آدمية.
وأشار إلي أن الهيئة تقوم بتحويل بعض السائقين إلي وظيفة ملاحظ بسبب مقياس نسبة السمع.
يقول الدكتور عادل عبدالحليم بكلية الهندسة إن معظم حوادث الطرق يحتل العنصر البشري نسبة 70%منها وطالب بالارتقاء وتأهيل سائقي القطارات أولا ورفع المستوي التعليمي لعمال الأبراج والمراقبة والسيمافورات إلي جانب تزويد عدد عربات القطار إلي 16 بدلا من 9 عربات ليكون له مردود اقتصادي للهيئة حتي لايخالف اقتصادية التشغيل للحد من تكدس خطوط القطارات مع الاهتمام بالمسافات الطويلة.
أضافت الدكتورة المهندسة عفاف عبدالحليم - أستاذ الطرق والمطارات بكلية الهندسة أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم وجود خطة أساسية تسير بها الهيئة وتفتقد للأسس السليمة وأن أعمال الصيانة يتم بها تجديد القديم ولايوجد بها إحلال وتجديد لمهمات القطارات كما أن المعدات بعضها متهالك وقديمة.
يقول خليل مصطفي وكيل حزب النور بأبوقرقاص إن الحزب قام بتشكيل لجنة من المهندسين والمتخصصين والعاملين بهيئة السكة الحديد من داخلها وخارجها لمناقشة عدة اقتراحات للنهوض بالسكة الحديد بعد تعدد حوادث القطارات المتتالية . وقال إنه يجب توفير وسائل الأمان . فالعمرات لاتستمر كثيراً وتحتاج إلي متابعة فقط وبالنسبة لقطع غيار العربات وتحتاج إلي إعادة صيانة للاستكات بصفة عامة " عربات وركاب وجرارات وعربات بضاعة".
سرقوا السكة الحديد .. في قنا
قنا - عبدالرحمن أبو الحمد:
اشتكي الفنيون داخل محطة سكة حديد قنا والحوش الخاص بتجديد القضبان من عدم وجود ورشة صيانة حيث ان القطارات تتم صيانتها داخل ورشة الأقصر قبل قدومها لقنا إذا ما حدث عطل مفاجئ فليس هناك مخرج سوي تبديل القطار بآخر احتياطي أو تغيير الجرار الذي قد يكون في حالة متردية بينما يردد مستقلو القطار الذين يمرون بتلك التجربة حتي محطة الوصول " ربنا يستر".
أكد فتحي حمد الله" مفتش صيانة بمحطة قنا" أن قنا لا يوجد بها ورشة صيانة وإنما تتم صيانة القطارات والتأكد من سلامتها للسير داخل ورشة الصيانة بالأقصر ويقتصر دور الفنيين بمحطة قنا علي صيانة الفلنكات القضبان ورافعي التثبيت "المسامير" وأرفق القطارات مؤكدا علي وجود برنامج يومي للقيام بذلك ومعالجة أي قصور قبل حدوث كسر في الفلنكات وكذلك تغيير المسامير ومسامير التحويلة التي تعمل علي تحويل القطار من جهة لأخري أما تغيير الفرامل والزيوت وبلوف التشحيم وسلندرات الروابط وقياس الزيت والتأكد من عمل جهاز " ATC"فيتم داخل ورشة الأقصر وبعد ذلك يوقع المهندس المسئول علي تقرير بسلامة القطار لتسليمه فيما بعد للسائق الذي يوقع أيضا علي التقرير.
وكشف عن تعرض خط سفاجا وهو خط بضائع كان يستخدم لنقل الفوسفات للسرقة بالكامل بطوال 120 كيلو مترا من مهمات وقضبان من قبل التشكيلات العصابية حتي أصبح مهجورا تماما ولا يصلح للاستخدام رغم أهميته وقال قمنا مؤخرا بتركيب قضبان جديدة في الكيلو 25 خط سفاجا لمسافة 4 كيلو مترات من أجل إعادة تشغيل الخط وحينما ذهبنا في اليوم التالي لاستكمال العمل وجدنا ما قمنا بتركيبه وانتهينا منه في وقت متأخر من الليل تمت سرقته وحتي المسافة التي تم تركيبها في ذات اليوم سرقت في اليوم التالي وتوقف العمل بالخط من وقتها طالبا أنه لابد من فرض السيطرة الأمنية علي خط سفاجا حتي يتسني إعادة تركيب القضبان وتشغيل الخط من جديد وكذلك مطاردة الشركات والمصانع التي تقوم بشراء القضبان والمهمات من اللصوص حتي لانفاجأ في يوم ما بسرقة الخط الرئيسي ما بين الإسكندرية وأسوان.
أضاف محمد سعيد " ملاحظ دريسة" أن القطارات تصل إلي محطة قنا بعد صيانتها في ورشة الأقصر ولكن إذا حدث عطل مفاجئ فيتم تغيير الجرار بآخر احتياطي ولكن إذا كانت الأعطال في العربات فيتم استبدال القطار بالكامل إلي أن يتم سحب الجرار أو القطار الذي أصيب بعطل إلي الورشة بالأقصر.
يؤكد كامل حريج " ملاحظ فنيين" ضرورة إنشاء ورشة صيانة بمحافظة قنا لمواجهة أي عطل مفاجئ قد يحدث بالجرار.
أكد المهندس محمد فتحي مسئول " الحوش" أن دورهم داخل الحوش يكون قاصرا علي تجديد القضبان فقط ولا علاقة لهم بقسم الصيانة مؤكدا علي توافر قطع الغيار التي يتم استخدامها من لقم ومسامير.
يقول حربي عبد السيد" ناظر محطة قنا" إن المزلقانات داخل المحافظة تفتقد أدني وسائل الأمان فمنها ما يغلق بسلاسل أو جنازير أو حبل ويفترض أن يتم استبدالها ببوابات خاصة لا سيما في المزلقانات التي تعمل علي جانبي الطرق الرئيسية مثل مزلقان " المعنا" .
ويشكو حماده محمد لابد "أحد مواطني قنا" من سوء قطارات الدرجة الثالثة التي يطلق عليها قطارات الغلابة فهي عبارة عن علب صفيح تستخدم لنقل المواطنين بين المحافظات فالمقاعد متهالكة للغاية والنوافذ بدون زجاج والأبواب تظل مفتوحة طوال الطريق وكأن هيئة السكة الحديد تستخدم شعار " س .ح .م" لتعني " سيادتك حتوصل مرتاح" لمستقلي قطارات النوم بينما تعني " سيادتك حتموت مقتول" في قطارات الغلابة وكذلك قطارات الدرجة الأولي والثانية المكيفة تعاني من تردي الأوضاع بين ممرات السيارات فهي بحاجة للصيانة.
ويطالب محمد سيد علي " مدرس" بتطوير المزلقانات وإنشاء بوابات تحكم آلي للسيطرة عليها وكذلك إنشاء مزلقانات في الممرات غير الرسمية التي يلجأ إليها المواطنون لقصر المسافات التي أصبحت تستخدم بكثرة مثل كوبري الشيخ يونس علي بعد عدة أمتار من محطة قنا ومزلقان سيدي عبدالرحيم.
السنج والمطاوي.. علي خط المناشي
البحيرة كارم قنطوش:
ركاب القطارات بالبحيرة. خاصة قطار المناشي الذي تبدأ رحلته للقاهرة من ايتاي البارود. وقطار دمنهور دسوق. عبروا عن معاناتهم مع القطارات بقول بليغ "الخارج منها مولود والداخل فيها مفقود". وصفوا عربات القطارات بأنها لا تصلح لنقل المواشي. النوافذ محطمة والمقاعد مهلهلة ودورات المياه في حالة يرثي لها والبلطجية يمرحون بين الركاب شاهرين السنج والمطاوي "عيني عينك" ولا يستطيع أحد الأقتراب منهم. يروعون الركاب كما يحلو لهم. أما شرب المخدرات فحدث عنه ولا حرج.
يقول سعيد عبدالمحسن أحمد "طالب" بالتعليم الفني إن قطار دمنهور دسوق اكثر ركابه من طلاب وطالبات المدارس خاصة من قري مركز الرحمانية ودمنهور. ويشير إلي أنهم يستقلون القطار في الصباح للحاق بمدارسهم وبرغم التكدس الشديد بالعربات إلا أنهم يتحملون ذلك. لكن الأسوأ الذي لا يستطيع أحد تحمله خاصة في فصل الشتاء ان تجد الأمطار فوق رأسك وأنت بالقطار لعدم وجود أي نوافذ.
يجذب أطراف الحديث زميله علي عبدالسلام محمد فيقول مقاعد العربات متهالكة والأبواب دائما مفتوحة والمؤسف ان راحة دورات المياه المهملة تطارد الركاب بالعربات. مؤكدا انهم لجأوا إلي احضار شكائر بلاستيك فارغة معهم خاصة في فصل الشتاء لحماية أجسادهم من هطول المطر عليهم وهم في القطار.
تروي فتحية علي أنور "طالبة" قصص يشيب لها شعر الرضيع من معاناتهم مع البلطجية الذين يمرحون بالقطار شاهرين المطاوي علنا وكثيرا ما تتعرض الفتيات لمضايقاتهم أما محموود عيسي راشد فيقول هل ما نتعرض له يرضي احد. ويتساءل إلي متي يظل اولاد البطة السوداء يعانون؟ وقلما ارتفع صوتهم بالشكوي زادت معاناتهم اكثر واكثر .
وعن قطار المناشي يقول أحمد راتب علي "تاجر" إن الركاب في هذا القطار كالسردين داخل العلبة والجميع يعاني خاصة في فصل الشتاء بسبب برودة الجو والأمطار ومما يزيد معاناتهن عدم وجود نوافذ بالقطار الذي يستقلونه في الرابعة صباحاً.
إهمال شديد.. في المنوفية
المنوفية نشأت عبدالرازق:
مازالت قطارات السكة الحديد التي تمر بمحافظة المنوفية خاصة ما تسمي ب "قطارات الغلابة" تعاني من اهمال شديد من مسئولي الهيئة لدرجة أنها اصبحت أشبه بتوابيت جماعية. فضلا عن سوء حالة المحطات.
تقول فاطمة حجاج "مهندسة" انني دائما الجأ إلي ركوب القطار من منوف إلي أشمون لعدم وجود وسيلة مواصلات أخري بين المدينتين. وأوضحت ان القطارات علي هذا الخط الذي ينتهي بالقاهرة مرورا بالقناطر الخيرية غالبا ما تتأخر عن مواعيدها الأمر الذي يتسبب في تكدس الركاب علي المحطات وتأخر وصول الموظفين إلي أعمالهم والطلاب عن مدارسهم وجامعاتهم. كما أن حالها لا يسر عدوا ولا حبيبا. الشبابيك بدون زجاج والأبواب مفتوحة دائما خاصة في فصل الشتاء.. دورات المياه غير آدمية. والروائح الكريهة تنبعث منها.. العربات بدون اضاءة الأمر الذي يساعد علي قيام البلطجية واللصوص ليلا بنشل الركاب والتحرش بالسيدات والفتيات. بالاضافة إلي سوء حالة المقاعد.
اضاف محمد شعبان "طالب" ان قطارات البسطاء والغلابة ينتشر بها الباعة الجائلون وكذلك المتسولون إلي جانب أنه يتم نقل المواشي والطيور والبضائع من خلالها وكأنها قطارات حيوانات أو بضائع. الأمر الذي يؤدي إلي وجود تكدس داخل الغربات واحيانا تحدث المشاجرات العنيفة بين الركاب. خاصة في ظل عدم وجود شرطة داخل القطار. والشرطة الموجودة بالمحطات مرفوعة من الخدمة.
قال محمود الشريف "مدرس" إن كثيرا من القطارات علي خط القاهرة الاسكندرية الطوالي تنعدم بها النظافة ويعاني الركاب من عدم توافر الأمان بها. بالاضافة إلي عبور المواطنين من رصيف إلي اخر علي القضبان أحياناً وأحياناً أخري يحاول الركاب الصعود إلي القطار وهو يتحرك مما يتسبب في وقوع الحوادث التي غالبا ما تنتهي بالوفاة.
أوضح جمال علي قنديل "ناظر محطة شبين الكوم" إن هناك محطات متوسطة تقوم بمراقبة سفريات القطارات. وملاحظة أي عطل طارئ. حيث يتم احتجاز القطار والابلاغ عنه فوراً. مشيرا إلي أن القطار في نهاية دورته يتوجه إلي الورشة لاجراء الصيانة اليومية به وتشمل: صيانة الفرامل والشبابيك والكراسي. كما أن هناك صيانة شاملة للقطارات كل 3 شهور.
اضاف ان السبب الرئيسي حاليا في تأخر القطارات عن مواعيدها يرجع إلي سلوك وعبث الركاب غير المقدرين للمسئولية وهذه تتجلي في قيام بعض الركاب بفتح بلف الهواء بالقطار لاجباره علي التوقف أينما شاءوا. أو سرقة كابل الكهرباء. أو اشعال النيران علي القضبان. أو المرور علي القضبان والقطار قادم وكذلك انتشار الباعة الجائلين بجوار القضبان وعلي طول شريط السكة الحديد.
قال ناظر محطة شبين الكوم انه تم تجديد الفلنكات بالمحطة منذ 10 سنوات. حيث اصبحت أسمنتية بدلا من الصاج مما ساعد علي زيادة سرعة القطارات. لكن مازالت هناك خطوط فرعية تعمل بنظام ميكانيكي "يدوي" في نقل الحركة. مطالبا بضرورة تحديثها لتعمل آلياً مع تطوير المزلقانات وتزويدها باشارات ضوئية الكترونية إلي جانب زيادة عدد العمال.
اضاف شوقي أبوالفتوح "ملاحظ بلوك بمحطة شبين الكوم" أنه يتم تحويل الخطوط في حالة تعطل أي قطار بهدف تأمين حركة القطارات حفاظاً علي سلامة وحياة الركاب. وطالب بضرورة اقامة سور يفضل شريط السكة الحديد عن الكتلة السكنية والطريق. مع انشاء كوبري علوي لعبور المواطنين بعيدا عن القضبان وتفاديا للحوادث التي يروح ضحيتها ابرياء لا يسمعون صفارة القطار أو اصابة العشرات من الاشخاص خاصة ان المحطة مجاورة للكتلة السكنية.
أما شيماء "مهندسة الحركة بالمحطة" فرفضت الحديث بحجة أنه لوائح الهيئة تمنع ذلك وكأن الثورة لم تصل إلي هذا المرفق بعد.
واكد "م. س" موظف بالسكة الحديد انه من المفترض ان القطارات تدخل الورش للصيانة. إلا أن الواقع شيء آخر. فهي تدخل لتموينها بالوقود. أو اصلاح العطل الفني الذي يوضحه السائق للمهندس فقط. مشيرا إلي أن السبب الرئيسي في عدم الاهتمام بصيانة القطارات يرجع إلي نقص عدد الفنيين والمهندسين بالورش وكذلك قطع الغيار.
كابلات الجرارات مطمع اللصوص.. بسوهاج
سوهاج محمد صادق:
أكد عدد من المواطنين بسوهاج أن السفر أو الرحلة عبر القطار أصبحت أشبه بمهمة انتحارية. يقول نبيه رياض اخصائي بالتربية والتعليم انني سافرت عشرات المرات إلي القاهرة في الفترة الأخيرة. وما أحلك الظروف التي واجهتها من لحظة حجز التذكرة مرورا بالجلوس علي الكرسي انتهاء بمغادرة القطار انها رحلة عذاب عند السفر فلا فرق بين قطار مكيف أو مميز أو عادي سوي في سعر التذكرة فلا رقيب ولا حسيب علي أحد داخل القطار.
اضاف القطار المكيف اسم علي غير مسمي. فقد انقطع التكييف عنا أثناء رحلتنا من سوهاج إلي القاهرة لعدة ساعات ونحن لا نعرف لمن نذهب؟
طالب حنفي حامد حفني مدرب أكاديمية الزمالك بسوهاج المسئولين بالنظر إلي مرفق السكة الحديد بداية من عامل المزلقان وانتهاءً بأكبر مسئول وتطويره بما يتناسب مع حجم المهمة الملقاة علي عاتقهم فلا يصح أن يكون هناك عامل مزلقان يعمل لمدة 12 ساعة متواصلة.
يضيف اشرف حسني صابر موظف بالأزهر أنه لابد من تطوير العربات والقطارات خاصة التي تهالكت وعفي عليها الزمن.
أما ناصر فؤاد بالتربية والتعليم فأشار إلي أن سكة حديد سوهاج تحتاج إلي تطوير بداية من النظافة في دورات المياه سواء في المحطات أو في عربات القطارات. حيث لا يوجد بها نظافة.
أوضح عبدالحميد عبدالعظيم تاجر ان هناك مشكلة كبيرة في سكة حديد سوهاج تتمثل في مخازن وورش العربات والجرارات. حيث تقع علي طول شريط السكة الحديد يجب نقلها بعيدا عن شريط السكة الحديد.
أشار السيد التلاوي بطما إلي أن هناك معاناة حقيقية يعيشها المواطنون بسبب سوء بعض المحطات التي تحتاج بالفعل إلي التطوير.
طالب السيد عبدالمجيد موظف بوزارة المالية بأن يكون هناك إحلال وتجديد للعربات المتهالكة في القطارات خاصة قطارات الناس الغلابة.
تلقي سامية صبحي موظفة اللوم علي المسئولين عن الصيانة بقولها ان هناك الكثير من النوافذ نراها وقد تهشمت تماما داخل العربات. كما أن بعض القطارات لا توجد بها إنارة مما يصيب المواطنين بالخوف من تعرضهم للسرقة.
طالب محمد أحمد صادق خريج هندسة باتخاذ مجموعة من الإجراءات للحد من حوادث القطارات. منها تفعيل دور الصيانة والتفتيش والمتابعة والمراقبة علي جميع الوحدات والتأكد من سلامة القطار قبل المسير.
أكد العربي أحمد محمد موجه عام ان الاهتمام لا ينبغي أن يكون فقط بالمحطات الرئيسية بالمحافظة. لأن هناك محطات فرعية تعاني من تهالك الأرصفة.
يشير عزت علي معتوق موظف أنه لا ينبغي النظر فقط إلي تطوير المحطات واحلال وتجديد العربات والجرارات بل هناك الباعة الجائلون يفترشون بضاعتهم علي الأرصفة وبجوار المزلقانات وبالقرب من شريط السكة الحديد.
قال أحمد مطاوع من البلينا ان هناك اهمالا شديدا يتمثل في عدم وجود سور بين المناطق السكنية وشريط السكة الحديد مثل شارع 15 في سوهاج وفي البلينا وجزيرة شندويل مما يمثل خطرا علي حياة المواطنين.
قال رفعت عبدالرحيم عبدالعال رئيس اللجنة النقابية رقم 21 لقاطرات سوهاج وأسيوط ونجع حمادي إن قسم سكة حديد سوهاج من أعرق واقدم الأقسام حيث أنه أول قسم بالمنطقة الوسطي قبل انشاء قطارات أسيوط ونجع حمادي وان الرئاسة كانت بسوهاج. كما يوجد به العديد من الكوادر الفنية من فنيين وميكانيكا وكهربائية وبرادين. مشيرا إلي أنه تتم صيانة للجرارات. حيث يوجد دوري جرارات الكندي بقاطرات سوهاج ودوري عربات. كما أنه يتم تجهيز يومي للجرارات بالقطارات القائمة بمحطة سوهاج وكذلك العربات ويوجد استقبال جميع القطارات عن طريق رصيف الطوالي والمروري. كما يتم التشييك يوميا في الجرارات "فرامل وزيوت وبلورات وتحليل عينة السولار".
لفت رئيس اللجنة النقابية النظر إلي أن هناك جرارات تمت سرقة جميع الكابلات منها وتم ترحيلها بمعرفة المسئولين مما يمثل خسارة كبيرة للهيئة. وبالنسبة للورش أو المخزن فيجري تطويرها والمباني الإدارية بها وتغيير بعض سكك الورش..
أوضح المهندس مصطفي رجب خليل رئيس قسم هندسة سكة حديد سوهاج ان سكة الحديد المحافظة تتبع المنطقة الوسطي للصعيد "بني سويف المنيا سوهاج" وأن مرفق السكة الحديد بصفة عامة ينقسم إلي قطاعات منها قطاع الخدمات المشتركة التي يقوم بتطوير المحطات وقطاع البنية الأساسية يقوم بصيانة السكة والإنارة وقطاع المسافات الطويلة والقصيرة يقوم بصيانة الجرارات. مؤكدا ان جميع العربات والجرارات تدخل ورش المنيا للصيانة. أما بالنسبة لورشة سوهاج فيتم غسيل وصيانة الجرارات والعربات.
التحكم الآلي في بني سويف.. معطل منذ 3 سنوات
بني سويف أسامة مصطفي:
بني سويف أصبحت محطة مرور فقط للقطارات فيمر عليها 68 قطار ركاب علي مدار 24 ساعة سواء للقادم من القاهرة للصعيد أو العكس. ولكن لا يتوقف عند بني سويف قطارات النوم المتجهة إلي الأقصر وأسوان. كما أن القطارات المكيفة تنقطع عند بني سويف من الثامنة مساء حتي الثانية صباحاً كما أن عدد المقاعد المخصصة لها قليلة فهي لا تتعدي 8 مقاعد في الدرجتين الأولي والثانية في المكيف.
وعند مرور القطار ببني سويف تكاد تتوقف الحياة المرورية عند مزلقان المديرية وتصاب المدينة بالشلل حيث ان محطة القطار تمر وسط المدينة وفي عام .2009
قام الدكتور عزت عبدالله محافظ بني سويف الأسبق بالتنسيق مع هيئة السكة الحديد بزيادة طول رصيف المحطة 40 متراً حتي يسع الرصيف جميع عربات القطار ويسير المرور علي المزلقان إلا أن بعض سائقي القطارات بالرصيف القديم وبعضهم يلتزم بالرصيف الجديد ومازالت مشكلة مزلقان المديرية معلقة حتي الآن ولم تجد حلاً بعد.
أما عن أعمال الصيانة فالمرفق يفتقد إلي الكفاءات في الصيانة فمثلاً لا يوجد فنيون متخصصون في نظام التحكم الآلي للجرار ما يسمي ب ACC وهو القائد الآلي للجرار الذي ينبه السائق لأي عطل في القطار أو المزلقان أو السيمافور فمعظم العاملين الفنيين الذين يعملون في الصيانة قادمون من قطاع الأمن والسلامة.
كما أن أعمال الصيانة معظمهم خرجوا علي المعاش والباقي منهم قليل والهيئة لم تعين بدلاً منهم. كذلك فإن خفراء المزلقانات جميعهم كانوا يعملون في مهنة ملاحظ بلوك وهي وظيفة أعلي مما يجعله غاضباً ومتضرراً أثناء عمله.
أما برج التحكم الآلي المركزي فهو مخصص لمراقبة القطارات من الجيزة حتي بني سويف الكترونياً وتم افتتاحه في 28/2/1994 وأنفقت الهيئة عليه ملايين الجنيهات للأسف أصبح يعمل بربع طاقته فهو مكلف بمراقبة القطار حتي 14 محطة من الجيزة إلي بني سويف والآن لا يراقب سوي 4 محطات فقط لعدم وجود كرتات وصيانة وهو معطل منذ أكثر من 3 سنوات.
كما يتعرض المرفق في بني سويف إلي سرقة "الترنسات" والمهمات والكابلات الأرضية الموجودة داخل حجرات تفتيش أرضية نظراً لإنفلات الأمني.
وتبين أيضاً أيضاً أن حوش محطة بني سويف والذي به منحني ونظراً لعدم وجود إمكانيات مادية لم يتم تغيير الطريق أي تغيير البازلت وتنظيف الأرضية لأن الأمطار تتركز أسفل القضبان وتؤدي إلي تعطيل السكة وبالتالي تعطيل القطارات.
وحول المزلقانات وتطويرها ومطالب المرفق ببني سويف تحدث المهندس محمود سامي رئيس هيئة السكة الحديد الأسبق ابن بني سويف قائلاً: تركت الهيئة في نهاية 2009 وكان يوجد 1261 مزلقاناً علي مستوي الهيئة ومع مرور الوقت زاد عددها وأصبحت 1330 وهذه مزلقانات قانونية وتوجد مزلقانات أخري غير قانونية تصل إلي 5 آلاف مزلقان ومعابر قام الأهالي بفتحها.
وحول التطوير أكد سامي علي أن خطة التطوير بدأت عام 2008 وتم تجديد 250 مزلقاناً الأكثر كثافة مرورية إلا أن أعمال التطوير تتم حالياً ببطء شديد نظراً لوجود معوقات ليست مادية فقط ولكن وجود عشوائيات وإشغالات علي جانبي المزلقانات.
ولضمان المزلقانات قال اقترح أن وزارة الداخلية ممثلة في إدارات المرور تقوم بحراسة المزلقانات وإذا كان ذلك معمولاً به في عدد قليل من المزلقانات لأن خفير المزلقان ليس له ضبطية قضائية لتحرير محضر للمخالف ولذلك عندما يقع حاد فالمسئولية تائهة بين خفير المزلقان وعسكري المرور وإن قصة إلغاء المزلقانات واستبدالها بكباري علوية أو لمشاه وأنفاق فهذا مكلف جداً.
وعن أسباب الحوادث قال إن 90% من الحوادث بسبب سلوك خاطيء من العاملين بالسكة الحديد أو من المتعاملين معها حيث يتم اقتحام المزلقانات من جانب المواطنين أو السيارات فتقع الحادثة.
وفي بني سويف تم تطوير 4 مزلقانات فقط من 22 مزلقاناً بدائرة المحافظة والتطوير يعمل علي غلق وفتح المزلقان الكترونياً عند مرور القطار.
وحول الصيانة طالب سامي بالعمل علي إجراء الصيانات اللازمة للقطارات سواء اليومية أو الدورية أو الجسيمة وكذلك للجرارات للحد من وقوع الحوادث.
رخص للباعة المتجولين ببورسعيد
بورسعيد : مسعد الجوهري
استعرض اللواء احمد عبدالله محافظ بورسعيد في اجتماعه مع رؤساء الأحياء واجهزة الانقاذ والطوارئ خطط الاحياء من أجل النهوض بمستوي حالة النظافة في جميع انحاء بورسعيد وذكرهم بقراره الصادر بشأن مصادرة أي سيارة تقوم بالقاء المخلفات في أي منطقة قضاء وتغريم صاحبها عشرة الآف جنية .
وطالب المحافظ رؤساء الأحياء أن يكون هناك عقداً موحدا بين الأحياء والشركات والمؤسسات والمصانع والمستشفيات التي ترغب في العمل تجمع القمامة وان تراجعها الادارة القانونية بالمحافظة وتكليف ادارة المتابع بمراقبة حضور وإنصراف العمالة والعدد الفعلي وعلي صعيد آخر قرر المحافظ حضر لجميع الباعة المتجولين في جميع انحاء المحافظة وتسجيل البيانات الخاصة بهم ومنح كل منهم رخصة بائع متجول حتي يكون لهم الاولوية في الحصول علي باكيات في الأسواق الجديدة التي وافق المجلس التنفيذي للمحافظ علي إقامتها في مختلف الأحياء في مقابل رسيم رمزي.
تحرشات جنسية.. في أبو قير
الإسكندرية دينا زكي:
بالرغم من أن "قطار أبو قير" ومزلقاناته قد قتلوا بحثاً علي مدار السنوات الماضية. إلا أنه يظل قطار أبو قير أكبر شاهد علي حالة الاهمال والتردي في حقوق "مليون وربع المليون" مواطن يستقلون القطار يومياً.
** قطار أبو قير عاد للظهور من جديد تارة باستقلال نائب محافظ الإسكندرية الدكتور "حسن البرنس" له بدون حرامية وكالعادة حرص "البرنس" علي اصطحاب المصورين داخل القطار ولم يلحظ حالة التردي في المزلقانات ولا بمحطات القطار.. ولا معاناة المواطن السكندري حينما أغرقت نوة الفيضة الكبري محطات القطار بالمنتزه والمعمورة وطوسون والإصلاح وأبو قير وهو ما أدي إلي رفع القضبان من مكانها بفعل الصرف الصحي الذي أذاب البنية التحتية للقضبان وتوقفت "138" رحلة لقطار بسبب كارثة هي الأغرب من نوعها. وبغض النظر عن الدعاية التي لجأ إليها "البرنس" في قطار الناس الغلابة.. وبغض النظر عن الحالة المأساوية لبعض عربات قطار الموت وتعرض ركابه للسرقة والنل والتحرش الجنسي ورغم أن ركوبه ليلاً يمثل خطورة كبيرة ولكنه يبقي أنه الوسيلة الأرخص لكثيرين.. ولا يستطيع أحد أن يمنع البلطجية من الركوب أو ترويع الآمنين خاصة علي محطة القطار نفسها.
والكارثة المتعددة الجوانب تأتي في محطات القطار التي تصل إلي "16" محطة تقريباً فنجد أن بعض المحطات تعاني من اختفاء دورات المياه أو تجدها مغلقة ونجد أن المتاح منها للمواطنين لا يتوافر سوي في المحطات الرئيسية مثل محطة مصر وسيدي بشر ومحطة أبو قير. أما المظلات فأغلبها آيل للسقوط أو تحطم مقاعد الانتظار وبالتالي فإن حتي محطات الانتظار تمثل كارثة ضد أبناء الرسكندرية. وبالطبع حدث بلا حرج عن استقلال القطار في ساعات الذروة من ضرب وطحن والجلوس علي سلم القطار لعدم تواجد أماكن ولا يوجد من يمنع الحشد علي سلالم القطار حرصاً علي السلامة أو حتي يتابع ما يحدث.
وفي إطار كوارث أبو قير تلاحظ أكوام القمامة الملقاة علي حرم القطار والتي تحجب الرؤية علي القضبان ويضطر الأهالي لإحراقها لفتح الطريق أمام القطار ولا أحد يدري من يتولي عملية جمع القمامة.
ونجد الأهالي قد قاموا بفتح فتحات بسور حرم قطار أبو قير للمرور منها حتي أصبحت بمثابة مزلقانات عشوائية بدلاً من استخدامهم الكباري وعددها "9" كباري يتجنب الأهالي استخدامها إما بحجة "السلم" أو وجود لافتات دعاية عليها تحجب الرؤيا وتفتح الباب أمام اللصوص لسرقة المواطن أو التحرش بالفتيات دون حسيب أو رقيب ونفاجأ بوجود المزلقانات العشوائية بطول الطريق من الضاهرية والعصافرة وسيدي بشر.. وبالطبع يظل مزلقان و"نجت" هو الأخطر بين تلك المزلقانات لكونه محصوراً بين محطتي باكوس والضاهرية.. كما نفاجأ بأن المزلقان مظلم تماماً فلا تشاهد القطار إلا وهو أمامك ويظهر ذلك جلياً بمزلقان منطقة سموحة بالرغم من اقترابه من مديرية الأمن أو بمحطة باكوس أو الضاهرية. بالإضافة إلي أن المزلقانات لا تصلح في الأساس لعبور المواطنين أو السيارات وعدد كبير منها يفتقد إلي السيمافور.