يشكل افتتاح الطرق البرية بين مصر والسودان بداية لتحقيق حلم راود شعبى البلدين منذ نصف قرن بإقامة تعاون وتكامل بين المثلث الذهبى – مصر و السودان وليبيا – لكن تظل التساؤلات مفتوحة: كيف ستكون خطوات ما بعد البداية والإعلان ؟ وهل نحن بحاجة إلى تأسيس هيئة مستقلة تضم شخصيات من الدول الثلاث لتسريع الخطوات وتحويلها من فكرة إلى عمل ؟ وهل يمكن تجنيب هذه الهيئة أية خلافات سياسية تطرأ بين هذه الدول ؟ كل هذه التساؤلات مشروعة الآن بحثًا عن أفضل ضمانة لدعم وحماية المشروع القومى لهذه المجموعة التى تربطها جغرافيا طبيعية يصعب تجاهلها فى أبجديات التعاون والتكامل. وخلال زيارته للسودان جدد الرئيس محمد مرسى احياء فكرة المثلث الذهبى – والتى تطلق على التعاون والتكامل بين مصر والسودان وليبيا. فيما أكد محمد كامل عمرو وزير الخارجية على اهتمام مصر باستكشاف إمكانيات التعاون الثلاثى بين مصر والسودان وليبيا، من خلال المزج بين موارد الدول الثلاث البشرية والطبيعية والاقتصادية، بما فيها فائدة شعوبها جميعها، موضحا ، أن التعاون بين مصر والسودان مازال به الكثير من المجالات التى يمكن استغلالها لتحقيق طموحات الشعبين والوصول إلى الاستفادة القصوى من إمكانيات البلدين. وشدد الوزير عمرو على ضرورة نقل التعاون الثلاثى من مرحلة الأمانى والآمال إلى أرض الواقع من خلال مشروعات عملية محددة يشعر المواطن بفائدة ملموسة من ورائها. وقد سبق للوزير محمد عمرو عرض مقترح إقامة المثلث الذهبى أمام اجتماعات الدورة 59 للمجلس الاقتصادى العربى، مشيرًا إلى أن فكرة التعاون تتضمن رؤية استراتيجية بين الدول العربية الثلاث تشمل جوانب أمنية ومالية واقتصادية وتقنية وتعليمية وفنية وسياسية. وذلك بهدف إيجاد كيان اقتصادى متكامل من خلال الاستفادة من الثروات الكبيرة والهائلة البشرية والطبيعية والزراعية والحيوانية والتكنولوجية. وبحث إمكانية عقد مؤتمر اقتصادى عالمى فى المنطقة العربية يهدف إلى تفعيل المشاريع المؤدية إلى نهضة المنطقة (مصر - المنطقة العربية - إفريقيا)، وعلى أن يكون هذا المؤتمر قاطرة لتفعيل السوق العربية المشتركة وعلى أن يتم عقده لأول مرة فى مصر ويلى ذلك انعقاده سنوياً فى باقى الدول الأعضاء. فيما توافقت رؤية وزير الخارجية السودانى على كرتى مع الوزير محمد عمرو حيث أكد أنه تُجرى حالياً دراسة فكرة عودة المثلث الذهبى بين مصر وليبيا والسودان، قائلا إن الفكرة طرحت منذ فترة وكنا ننتظر أن تستقر الأوضاع فى ليبيا والآن بدأت جهود التأسيس. والمعروف ان هذه الفكرة مطروحة منذ السبعينيات وكانت تهدف لعمل يحقق التكامل الاقتصادى وصولا الى وحدة اندماجية بين الأقطار الثلاثة، فى اطار العلاقة التاريخية بين شعوب كل من «ليبيا ومصر والسودان» والتى تؤكد أهمية إعادة الروح إلى الأبعاد الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية بين الشعوب المكونة لأطراف هذه العلاقة حيث هذه الأبعاد هى وحدها القادرة على مواجهة التحديات والصعوبات وعلى خلق مستقبل أفضل للأمة كما تمتلك الدول الثلاث المؤهلات المطلوبة لتحقيق ذلك، حيث تؤكد أحدث الدراسات العلمية أن الدول الثلاث «السودان – مصر – ليبيا» تنفرد بامتلاك مجموعة من المؤهلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية , اضافة للموارد الطبيعية ومساحات الارض الخصبة الصالحة للزراعة وخامات البترول والذهب والمعادن حيث تتكامل اقتصاديات الدول الثلاث بشكل يخدم التنمية التى يحلم بها كل مواطن عربى. وكما أن حكاية المثلث الذهبى بدأت سنة 1970بصدور ميثاق طرابلس بالوحدة بين مصروالسودان وليبيا، وكانت فكرة عبقرية تهدف إلى تكامل يندر وجوده بين ثروة النفط الليبية والخبرة والقوة البشرية المصرية وملايين الأفدنة من الأرض الزراعية والمياه السودانية واستمرت الفكرة مطروحة فى البيانات الرسمية والندوات الإعلامية منذ عام 2001 وحتى اليوم ولكن يبقى السؤال المشروع: هل يمكن إحياء هذا الحلم رغم الضغوط الخارجية والداخلية وهل يمكن تأسيس شركة للتعامل برأس مال محدد من الدول الثلاث ومن خلال هيئة مستقلة تنجز هذه الفكرة وتختصر الزمن الذى اهدر فى بيانات تطالب بالتعاون دون تنفيذ.