بدأ مجلس الوحدة الإقتصادية العربية اليوم سلسلة من الإجتماعات لبحث أسس تطوير وتنمية التجارة والإستثمار بين الدول العربية وآليات العمل اللازمة لتحقيق ذلك فى ضوء التغييرات الكبيرة التى شهدتها المنطقة العربية مؤخراً لاسيما بعد ثورات الربيع العربى . فقد عقدت اليوم لجنة آلية التجارة العربية اجتماعاً برئاسة السفير الدكتور محمد محمد الربيع الأمين العام لمجلس الوحدة الإقتصادية بحضور نواب وممثلى وزراء التجارة العرب وأعضاء الإتحادات النوعية المتخصصة التابعة للمجلس . وقال السفير الربيع أنه سيتم على مدار يومين مناقشة مذكرات للأمانة العامة للمجلس وأوراق عمل حول تحليل أثرالأزمة الإقتصادية العالمية على الإقتصاديات العربية والحلول المقترحة وتجربة المناطق الصناعية فى الوطن العربى ودراسة حول تأسيس شركة عربية مشتركة لصوامع تخزين الحبوب والإطار التنفيذى لمبادرة تطوير الموانىء الأفريقية والعربية وأهمية التحول من الإدارة التقليدية إلى الإدارة الإلكترونية. وأشار إلى أنه سيتم خلال الإجتماع عرض دراسة حول أحياء مايسمى “بالمثلث الذهبى” الذى يضم مصر والسودان وليبيا , وتهدف الدراسة إلى استغلال الدول الثلاث لإمكانياتها الهائلة فى مجال الموارد البشرية والطبيعية والزراعية والحيوانية لتحقيق التكامل والتعاون بين هذه الدول الثلاثة . وتقترح الدراسة استراتيجية تقوم على تسعة جوانب منها الجانب السياسى ويتضمن إعتبار الأرض الممتدة للدول الثلاث دول داخل حدود سياسية واحدة ، تتيح حرية الحركة والتنقل بين مواطنى الدول الثلاث واعتبار المياه الاقليمية مياه ممتدة ايضا لحركة المواطنين وكذلك الحال داخل مياه نهر النيل والتعاون السياسى . وفيما يتعلق بالشق الإقتصادى فى استراتيجية “المثلث الذهبى” أكدت مذكرة الأمانة العامة لمجلس الوحدة الإقتصادية ضرورة أن ترتبط إقامة الطرق بإقامة المزارع التجريبية غرب النيل والتى تقدر مساحاتها بنحو مليون فدان ، على أن يتم التخطيط لزراعة احتياجات شعوب الدول الثلاث فى الأراضى الخصبة فى مصر وشمال السودان دون الحاجة إلى الإستيراد. وكذلك الحال بالنسبة للثروة الحيوانية وتوفير البروتين اللازم لشعوب وادى النيل من اللحوم وتنمية الصناعات المرتبطة بالزراعة والثروة الحيوانية . وتشتمل الإستراتيجية على مجالات للتعاون فى ميدان التعليم والبحث العلمى وتكنولوجيا المعلومات , وبالنسبة للإعلام تشيرالمذكرة إلى أهمية تكوين أرضية ثقافية لخلق الوعى لدى الشباب لنقل فكرالتكامل لشعوب الدول الثلاثة . وإنتهت المذكرة الى التأكيد على ان تحقيق حلم “المثلث الذهبى” يحتاج إلى توافر إرادة قومية سياسية لتتحول الفكرة الى واقع عملى إيجابى .