لا جدال فى أننا نحتاج إلى? ?جامعة عظيمة لكن الحق الذى? ?لا مراء فيه أن الجامعة العظيمة لا تستورد?،? ?ولا تتكرس بزيارات مكوكية?،? ?ولا تدار من بعد بالريموت. وبالطبع فإننا نعانى? ?من مشكلات كبيرة? ?يقدر الدكتور أحمد زويل على? ?تقديم الحلول الذكية لها بل? ?يقدر على? ?حلها خلال شهور لكننا حتى? ?هذه اللحظة لم نر ?من هذا المشروع الذى? ?ينتسب إلى العالم الكبير د. أحمد زويل ?إلا الحديث المكرر عن الأراضى? ?المخصصة والمبانى? ?المصادرة لصالح جامعة بل إن الأمر قد وصل إلى? ?أن? ?يوضع ماكيت جامعة أخرى ?أمام العالم الجليل ليشرح عليه فكرته لخمسة وزراء ورئيسهم عصام شرف بينما لم? ?يسأل أحدهم سؤالا مفيداً? ?أو? ?غير مفيد?،? ?ليس هذا فحسب بل إننا نرى? ?حديثاً? ?على? ?شاشات التليفزيون المفتوحة لهذه اللقاءات العالية دون أن? ?يحدثنا أحد عن جوهر هذا الذى? ?يحدث?،? ?ودون أن تتكرم علينا الحملة الزويلية بأى? ?قدر من الإيضاح لهذا الذى? ?شرعت فيه أو شرعت فى? ?تشجيعه. ومن العجيب أننا جميعا نعرف أن صديقنا العزيز? ?وزير الإعلام الاسبق كان فى? ?عهد مبارك بمثابة الصحفى? ?الذي? ?يتولي? ?مهمة? ?المقدم الأول للدكتور زويل من خلال صالونات الأوبرا الثقافية وقد بذل جهداً? ?فائقاً? ?فى? ?التعريف بالرجل وتقريبه من الشباب،? ?ومن الإنصاف للوزير أن نقول إن دور الصالون فى? ?الترويج لزويل? ?قد فاق دور أى? ?صالون آخر بما فى? ?ذلك الصالونات التى? ?عملت? ?فى? ?الترويج للرئيس أو الوريث، كذلك فإننا نعرف أن عصام شرف? ?رئيس الوزراء الأسبق كان رئيسا لجمعية عصر العلم التى? ?كانت تتخذ من زويل أيقونة لها،? ?وقد نجح فى? ?أن? ?يضيف إلى? ?أيقونة زويل قدراً? ?لا بأس به من التقديس?،? ?التقديس الذى? ?قابله زويل بما لايمكن الحديث عنه على? ?صفحات الصحف مهما كان عظيماً??،? ?وهكذا فإن علاقة الرجلين? ?(أى? ?رئيس الوزراء ووزير الإعلام?) بزويل كانت من المفروض أن تكفل لهما أن? ?يرشدا المجتمع المصرى? ?المعاصر إلى? ?مدى? ?ما? ?يمكن أن? ?يتحقق لمصر من مشروع زويل ومن جامعة زويل ومن زويل نفسه، لكن هذا لم? ?يحدث حتى? ?الآن اكتفاء بمونولوج طويل أداه د. زويل وبكلام عام وعائم كرره هذا وذاك?. ومن الإنصاف مرة أخرى? ?أن نذكر أن المسئولين السابقين? ?(الرئيس والوزير?) لم? ?يورطا نفسهما حتى? ?هذه اللحظة فى? ?التبشير بشىء،? ?وكأنهما آثرا أن? ?يكونا من دراويش زويل على? ?أن? ?يكونا من دراويش الوطن،? ?وكأنهما آثرا مرة أخرى? ?أن? ?يكونا من نجوم حفل زويلى? ?بدلا من أن? ?يكونا أصحاب دعوة الحفل الذى? ?غطت مصر نفقاته من أصولها ومواردها المحدودة ومن لحمها الحى?،? ?ولا نزال وسوف نظل? ?نغطى? ?تكاليف هذا الحفل الترفى? ?الذى? ?لا نعرف له هدفاً? ?محدداً. ربما كان من المفيد أن نتساءل??: هل? ?يتحمل المجتمع المصرى? ?المعاصر أن? ?يكون ضحية حفلات ترفع شعار العلم بينما هى? ?حفلات ذاتية جداً? ?تقوم علي? ?نجم مدعو??،? ?ونجوم داعية،? ?وجمهور ممول فحسب؟،? ?هل? ?يليق بمصر أن تكرر تجربة إنشاء مدن علمية متوازية بينما هى? ?لم تشغل المدن التى? ?بحوزتها على? ?نحو? ?يكفل الإفادة من الموارد البشرية المكدسة فيها؟. وقد قيل فيما مضى? ?إن تأسيس مدينة مبارك العلمية? ?كان تكراراً? ?لا ضرورة له للمركز القومى? ?للبحوث،? ?وتكرر هذا همسا خوفا? ?من اسم مبارك الذى? ?رفع على? ?المدينة? ?وسرعان ما أثبتت الأيام أن الذين قالوا هذا لم? ?يكونوا مدعين ولا ظالمين، هل? ?يا ترى ?نكرر الأمر مع زويل ونحذف اسمه بعد سنوات؟! ونعود لنسأل أنفسنا? ?(لأن أحداً? ?لن? ?يجيبنا?) ما هى? ?جدوى? ?المسارعة إلي? ?إنشاء كيانات بحثية جديدة تستنزف الموارد المفترض توجيهها للمؤسسات القائمة حتي? ?تؤدى? ?وظيفتها؟? ?ما هى? ?جدوى? ?إنشاء مركز بحوث وإنفاق مليار جنيه على? ?مبانيه بينما لن? ?يتعدى ?تمويل الموازنات اللازمة للبحوث المفترض إجراؤها فيه مبلغاً? ?يكاد? ?يقترب من المليون كما حدث من قبل?؟. ما هى? ?الجدوى? ?التى? ?يمكن تصورها من الحديث عن إنشاء معهد جديد حتى? ?لو كان صورة طبق الأصل من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا? ?(كالتك) الذى? ?يعمل فيه عالمنا الكبير زويل وعشرون آخرون من الحاصلين على? ?نوبل؟ ما جدوى? ?هذا حتى? ?لو كان فى? ?يد الساحر تريليون دولار? ?(أى? ?ألف مليار أو مليون مليون?) بينما لا تستطيع موازنات الوطن المتوقعة أن توفر لبحوث مثل هذا المعهد الجديد أكثر من مائة مليون جنيه فى? ?العام؟ نحن اليوم نعانى? ?من كثرة هذه المبانى? ?التى? ?أصر المسئولون على? ?بنائها لما تجلبه لهم من أرباح خاصة إذا كانت? ?تحاكى? «الأهرام?» فى? ?صفاتها المعمارية بينما هى? ?عاجزة عن تقديم أى? ?علاج لأى? ?مريض بسبب نقص الموازنات والاعتمادات المخصصة لها. هل لابد لنا أن ?يكون عندنا هرم لزويل كما أن عندنا أهراماً? ?لخوفو وزوسر وخفرع ومنقرع؟!? ?هل سأل رئيس الوزراء نفسه سؤالا? ?يقول?: ما هو المشروع المحدد الذى? ?ينتوى? ?عالمنا الكبير أن? ?يقدم خبراته فيه؟ ولماذا لا? ?يمكن أن تتم هذه الخبرات إلا من خلال مبنى ?جديد ومؤسسة جديدة وإنفاق جديد وحملة جديدة للتبرعات والتمويل.. إلخ؟. ولماذا أيضا? ?يتم الاستيلاء على? ?أصول جامعة النيل وتشريد طلابها؟. وقد عرضت هذه القضية بالتفصيل فى? ?جريدة الأهرام لكن أحداً? ?لم? ?يهتم ولو لدقيقة واحدة?،? ?وكأن الوزراء الحاليين? ?ينتظرون مصير أسلافهم. ثم نأتى? ?إلى? ?الأهم من هذا?،? ?وهو لماذا هذا التسرع الصاروخى? ?فى? اإفتتاح مدارس للعلوم والرياضيات للمتفوقين? ?(فى? ?إطار هذا المشروع?) كى? ?تقوم للأسف الشديد بدور المزرعة التى? ?ينتقى? ?منها عالمنا زويل ما? ?يريده من بذور؟ ألا? ?يعنى? ?هذا بلغة البيولوجيا? ?نوعاً? ?من الإخصاء أو التعقيم لغدة الموهبة فى? ?الوطن؟. أرجو أن? ?يدلنى? ?أى? ?منصف فى? ?هذا الوطن? ?(أو خارجه?) على? ?عالم دولى? ?قبل على? ?نفسه أن? ?يحرم وطنه من تدفق نهر العلم فيه على? ?هذا النحو الذى? ?تؤدى? ?إليه مثل هذه السياسات التى? ?بدأ د. زويل? ?يشجعها ويتبناها بكل حسن نية?، بينما هى? ?لاتقود إلا إلى? ?ماهو ضد مصلحة الوطن. أذكر أنى? ?أشرت من قبل فى? ?مقالات منشورة إلى? ?أن ثورة? ?25? ?يناير قد أتاحت للجماهير أن تناقش الحديث عن حقيقة موقف نظام مبارك مما سمى? ?جامعة زويل وهو الموقف الذى? ?بدأ بترحيب سرعان ما انقلب إلى? ?فتور وإن لم? ?يبلغ? ?الأمر مرحلة العداء. وكان أهم ما? ?يحدد قبول الموضوع والفتور تجاهه هو مدى? ?تداخل نظام مبارك وإفادته من علاقة العالم المصرى? ?الكبير بالولاياتالمتحدة، خاصة أنه - كما نعرف - مواطن أمريكى? ?كامل المواطنة وكامل الأهلية بل إنه عين فى? ?عهد أوباما مستشاراً? ?لرئيس الولاياتالمتحدة الأمريكية?،? ?ويرتبط بهذا علاقته الوثيقة بإسرائيل?،? ?وهى? ?دولة تحظى? ?فى? ?وجدان المصريين بمشاعر معروفة حتى? ?وإن كانت مرتبطة مع مصر رسميا بمعاهدة سلام لاتكف هى? ?عن انتهاكها من خلال الجواسيس ومن خلال إساءة معاملة العرب?، كما لا يكف بعض الأقطاب الفاسدين فى? ?النظام المصرى? ?السابق بأن? ?ينسبوا إلى? ?هذه المعاهدة بعض إجرامهم بينما المعاهدة بريئة من هذه الإجرام? ?(قضية الغاز نموذجا) كذلك لايكف الحاقدون على? ?انتصار مصر فى? ?السبعينات أن? ?ينسبوا إلى? ?المعاهدة بعض مشكلات مصر مع أن مثل هذه المشكلات لم ولن تنشأ عن معاهدة سلام. ومن أعجب ما? ?يمكن أن موضوع د. أحمد زويل? ?يمثل تجسيداً? ?لموضوع العلاقة مع إسرائيل. فالذين? ?يتحفظون على? ?زويل??،? ?وعندهم حق بالطبع فى? ?التحفظ?،? ?يذكرون? ?(دون أن? ?يرد عليهم أحد??) أنه أقام فى? إسرائيل وساعدها فى? ?مشروعها الذي? ?استهدف تحطيم القوى? ?الدفاعية التي? ?كانت تحمى? ?العرب المجاهدين? ?(أى? ?حماس وحزب الله?) من سطوة طيران إسرائيل وهكذا فإن زويل فى? ?نظر هؤلاء? ?(الذين لا? ?يتحدثون الآن كثيراً? ?بسبب تحالفات لا? ?يعلم حدودها وطبيعتها ونتيجتها إلا الله??) ينبغى? ?أن? ?ينظر إليه على? ?أنه جزء مشتبك إلى? ?حد كبير بطبيعة علاقاتنا مع? ?العدو?،? ?ومن هم وراء العدو!، ولكن بعض رجال الصف الأول فى? ?مجلس الوزراء المصرى? ?الحالى? ?يودون لو وجدوا من? ?يضمن لهم قبولا اسرائيليا مؤكداً? ?حتى? ?يمكنهم الوصول إلى? ?ما? ?يحلمون به من رياسة مصر. ومع إدراكى? ?لما لا? ?يمكن التصريح به فى? ?هذا الموضوع فإنى? ?أرى? ?أن من واجبنا أن نفكر أولا فى? ?الإفادة بتجربة ذلك العدو المرتبط معنا بمعاهدة سلام حين أراد أن? ?يتعاون مع نفس العالم الكبير أى? د. زويل. وهنا أقترح علي? ?أكبر المصريين من محبى? ?زويل أن? ?يكون تعاونه مع مصر على? ?نفس نمط التعاون الذى? ?تم مع إسرائيل?،? ?أى? ?أن? ?يتولى? ?حل مشكلة ضخمة بالوسائل العلمية من خلال مؤسسة قائمة فى? ?وقت محدد أو مفتوح?،? ?وبالطبع فإن العلم متصل الحلقات والفروع حتى? ?إن زويل قادر بالعلم على? ?أن? ?يحل مشكلة انتشار مرض الكبد فى? ?مصر أو إنتاجية القمح أو اللحوم أو الطاقة المتجددة??. أما أن تختزل القضية فى? إنشاء جامعة جديدة تضاف إلى? ?الجامعات القائمة أو الكيانات? «البحوثية?» المتواجدة? ?فإن الأمر? ?يمثل إهداراً? ?للطاقة? «الزويلية?» والبشرية والمصرية مع تقليل أكيد من قيمة العالم والعلم والتعاون العلمى? ?ذلك أن الجامعات كائنات حية لابد لها أن تأخذ حقها من النمو الطبيعى? ?فى? ?البيئة التى? ?تنشأ فيها بعيداً? ?عن دواعى? ?السياسة والإعلام والإعلان والطاقات الإعلامية التى? ?لا حدود لها.