كشفت أزمة الفيلم المسىء للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ) والذى أنتج وعرض بأمريكا وما أعقبها من الرسوم فى عدد من الصحف والمجلات الأوروبية عن وجود ثغرة كبيرة وخلل فى آلية التواصل مع الشعوب الغربية التى مازالت تجهل مبادئ وتعاليم الدين الإسلامى وهذا يتطلب ضرورة تجنيد كل الطاقات والجود سواء من العلماء العرب والمسلمين والجاليات بالدول الأجنبية من أجل إيصال الصورة الصحيحة للإسلام التى تدعو إلى التسامح والسلام لا العنف والإرهاب. «أكتوبر» التقت نخبة من المفكرين والعلماء لاستطلاع آرائهم فى هذه القضية المهمة للتوصل إلى حلول عاجلة. *?د. عماد عبد الغفور: نحتاج إلى العمل بآلية مدروسة لمواجهة المخططات الصهيونية * السفير مخلص جبة: يجب مخاطبة الغرب بالأسلوب العقلانى * محمد البهنسى: حان الوقت لتفعيل دبلوماسية «حوار الثقافات» * محمد أنور السادات: لابد من قانون دولى لمنع ازدراء الأديان فى البداية وحول رؤيته لهذه القضية المهمة يقول د. عماد عبد الغفور مستشار رئيس الجمهورية: التقيت العديد من الشخصيات العالمية ومنهم الرئيس السابق جيمى كارتر، والجميع يحترمون الإسلام ونحن نحتاج للعمل بصورة منظمة ومدروسة لمواجهة المخططات الصهيونية التى تحاول النيل من الإسلام والمسلمين، وتحاول أن تلصق بالمسلمين تهمة الإرهاب، وتصور المسلم على أنه الشخص المحب للدماء والذى لا يعرف التسامح أو الحب، كما يحاولون زوراً وبهتاناً طمس الصورة الحقيقية للإسلام السمح. ويعتقد د. عماد عبد الغفور أن إظهار الحقيقة يتطلب جهداً أقل بكثير من الأكاذيب وهناك جهود كثيرة بدأتها الأحزاب الإسلامية التى نشأت بعد ثورة 25 يناير، والآن يمكن التنسيق مع العلماء ورجال الدين لتوضيح صورة الإسلام الحقيقية فى العالم الغربى، ولابد من زيادة اللقاءات مع علماء المسلمين وأساتذة الجامعات فى أمريكا وأوروبا، وكذلك زيادة ورش العمل التى تقوم بتوضيح الصورة الناصعة للإسلام. ويطالب عبد الغفور بضرورة مشاركة كل فئات الشعب المصرى فى توضيح الإسلام للغرب، ويوجه الدعوة للفنانين والمثقفين أن يقدموا مسلسلات توضح صورة الإسلام الصحيحة، وأن تترجم هذه المسلسلات باللغات الأجنبية ويكون ذلك مشاركة فعالة من الفنانين بدلاً من الأعمال المكررة التى تذاع فى القنوات ويعاد بثها طوال الوقت ولا تقدم شيئاً مفيداً للمشاهدين. أين المراكز الإعلامية من جهته يلوم المستشار نبيل فوزى رئيس الرابطة المصرية الألمانية ببرلين المسلمين لأنهم - حسب وصفه - يعيشون فى عشوائية دائمة، ولا يعرفون التواصل مع الآخرين، بالرغم من أن الإسلام دين تسامح وتعاون، والمعادون للإسلام يخططون لأكثر من مائة عام عن طريق الدعاية الكافية لأنفسهم، ونحن لا نعمل شىء مثلهم سوى رد الأفعال، هم يعملون.. ونحن نتحدث فقط ونستدرج لردات الفعل.. ونحن حتى الآن لم نقدم الصورة الحقيقية لنبى الإسلام محمد الرمز العظيم للمسلمين، وعلى الجاليات الإسلامية فى أوروبا أن تجتمع على قلب رجل واحد وتجمع الأموال لإنشاء مركز إعلامى «إسلامى وسطى»، وغير متشدد تشرف عليه لجنة من علماء الأزهر، ويصدر هذا المركز «سى دى» يوضح مفاهيم الدين الإسلامى، ليعرف أهل الغرب أن الإسلام دين سماحة وليس دين عنف وإرهاب كما يدعى أعداء الإسلام، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك. وأضاف: على المراكز الإعلامية المزمع إنشاؤها تقديم أفلام تسجيلية عن رموز الإسلام مثل الرسول محمد، والصحابة أبوبكر وعمرو عثمان وعلى وغيرهم من عظماء الإسلام. ويؤكد فوزى أن هناك الكثير من الشعوب الأوروبية يجهلون الدين الإسلامى، لأن هناك منظمات صهيونية تمول بمبالغ طائلة، وتعمل على طمس الدين الإسلامى بل وتشويهه أمام دول العالم، وإظهار العرب والمسلمين بمظهر الأعداء الكارهين لبقية البشر الذين يختلفون معهم فى العقيدة، وهذا غير صحيح ومدسوس على الإسلام.. وهؤلاء الحاقدون يظهرون الإسلام على أنه دين عنف وتطرف وإرهاب.. ويربطون التفجيرات الإرهابية دائماً بالإسلام ويستخدمون فى ذلك آلة إعلامية جبارة لتزييف الحقائق وتفخيم السلبيات، وهناك سياسات ممنهجة تقوم بها الصهيونية العالمية لمحاربة الإسلام. ودعا المستشار نبيل فوزى الجاليات الإسلامية فى مختلف بلدان العالم لعقد مؤتمرات بصفة دائمة لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام، وتوزيع كتيبات مترجمة بلغة البلد المقيمين فيه بها معلومات عن الإسلام والرسول محمد حتى تتمكن الشعوب الغربية من معرفة الحقيقة، مطالباً كل مواطن مسلم بأن يكون سفيراً لبلده فى مقر إقامته فى الدول الأجنبية. ثقافة المحبة والسلام كما يطالب محمود البهنسى المستشار الإعلامى المصريين مسلمين ومسيحيين أن يعكسوا ثقافة المحبة والسلام التى يتمتع بها الشعب المصرى فى عاداتهم وتصرفاتهم، مضيفاً: لدينا زخم من الثقافات الفرعونية والقبطية والإسلامية، وكلها ثقافات تتمتع بروح التسامح والمحبة واحترام الآخر. مشدداً على ضرورة أن يبادر سفراء وقناصل الدول العربية والإسلامية بإدخال أنواع جديدة من الدبلوماسية وهى دبلوماسية «حوار الثقافات» والاستفادة بإمكانيات الصحافة ووسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية لنشر ثقافة حوار الأديان، والتأكيد على أن الثقافة العربية والإسلامية تحترم الآخر، وتدعو إلى روح السلام وعدم الاعتداء وأن ينعكس ذلك فى سلوك البعثات الدبلوماسية قولاً وعملاً بما يدعم قضيتهم. أما المنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى وحركة عدم الانحياز.. يجب أن تعدل برامجها ومواثيقها.. ويكون أولويات عملها حوار الثقافات والأديان والثقافة العربية بصفة خاصة لديها مزايا، أبرزها عدم الاعتداء واحترام الآخر. أما الباحثون والعلماء فالمطلوب منهم إبراز القضايا العربية والإسلامية.. وعليهم أن يثبتوا للعالم الخارجى أن نهضة أوروبا قامت بفضل أبحاث العلماء العرب والمسلمون مثل ابن خلدون وابن رشد وجابر بن حيان وغيرهم. كما أن الفنانون المصريون والعرب والمسلمون عليهم تقديم الروح السمحة للإسلام والثقافة الإسلامية التى تعترف بالآخر. ويطالب البهنسى الفن والثقافة العربية بأن يكونا خير سفير للإسلام فى العالم. الفيلم والفخ ومن جانبه يقول د. عثمان محمد عثمان رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة 6 أكتوبر إن أزمة الإساءة إلى الرسول والإسلام أخذت أكثر من حقها، لأن هذه الأفلام والرسوم المسيئة لا تحظى بالاهتمام إلا بعد رد الفعل عليها، وكان من الممكن أن يمر هذا الفيلم دون أن يشعر به أحد، ولكن كان هذا الفيلم بمثابة الفخ لقياس ردود الأفعال العربية والإسلامية، التى يحاولون تصويرها فى أسوأ صورة، وإذا كنا ضد الإساءة للأديان فإنه كان على الحكومات العربية والإسلامية أن تتخذ رد فعل أكثر إيجابية لمحاسبة القائمين على هذا الفيلم وذلك بشكل قانونى، وإذا كانت قوانين أمريكا وأوروبا لا يمكن من خلالها محاسبة الذين أساءوا للرسول، فإن رد الفعل العنيف أضاع حقوق المسلمين. مضيفاً: كان من الممكن أن تتخذ الجاليات الإسلامية والعربية مواقف قانونية وفقاً لظروف وقانون الدولة التى وقع بها الإساءة مثل أمريكا وفرنسا، لكن هذه الجاليات لم تتحرك إلا بعد أن تحركت القوى الشعبية فى بلدان العالم العربى والإسلامى فى مظاهرات عارمة. مشيرا إلى أنه كان يمكن مقاضاة صناع الفيلم والموزعين لتكون المواجهة بين أشخاص وأشخاص ولا تتورط الدول، أما ما حدث من اعتصام أمام السفارات وقتل السفير الأمريكى فى ليبيا، فهذه أخطاء فادحة، والإسرائيليون فى الخارج يقومون باتخاذ إجراءات قانونية ضد من يهاجمهم، وعلى الجاليات العربية والإسلامية أن تقوم بمثل هذا، وكذلك فأمامهم وسائل الإعلام الخاصة بهم، وبهذا يكون رد الفعل أكثر تأثيرا من أن تتصدى الحكومات لهذا، وتقع فى حرج، كما حدث فى ليبيا وهذا الحدث لن يمر بسهولة لأنه تصرف أحمق من أشخاص فوضويين. قانون دولى للأديان ويطالب محمد أنور السادات عضو مجلس الشعب السابق وزارة الخارجية الاتصال بالبعثات والجاليات فى كافة الدول، وأن تتخذ من السفارات فى هذه البلدان مقرات لعقد المؤتمرات وطرح الكتيبات وعمل إعلانات مدفوعة الأجر لتقديم الصورة الصحيحة للإسلام ولنبى الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم وهذا سيؤدى إلى شىء أفضل. مؤكدا أن حرية الإبداع والرأى لا تعنى الإساءة للأديان السماوية، وعلى ذلك يجب أن يعيد قانون دولى يضع خطوط حمراء بعدم التعرض للأديان، وعلى الجميع أن يلتزم بهذه الخطوط. كما يطالب حمدى جبر الخبير العسكرى أن يلتزم المتظاهرون بأصول التظاهر السلمى وأن يبتعدوا عن العنف وعدم تخريب المنشآت العامة والخاصة والمحافظة على سفارات الدول الأجنبية، لأنهم فى حماية ورعاية الدولة المضيفة لهم طبقا للأعراف والقوانين الدولية والإنسانية. ويجب أن تعرف الجماهير أن هناك مؤامرة تدبر لتمزيق وحدة البلاد وإشاعة الفزع والقلاقل فيها بهدف التدخل الأجنبى، وهو الهدف من الأحداث الأخيرة التى مرت بها البلاد، بينما الإسلام هو دين السماحة، ويدعو إلى المحبة والوئام والاعتراف بالآخر والتعايش معه، أما تصدر من تجاوزات من الآخرين فجمالها الوحيد الرد عليها وإحالتها إلى القانون الدولى، ورفع دعاوى قضائية ضد كل من يسىء إلى الأديان، وهؤلاء الأشخاص الذين أساءوا للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم فإن مصيرهم إلى «مزبلة» التاريخ. معرفة المجتمع الأمريكى ويقول رخا أحمد حسين مساعد وزير الخارجية السابق للشئون الأمريكية إن الجالية الإسلامية فى أفريقيا نجحت فى فتح نوافذ مع الإدارة الأمريكية بإقناعها بعدم جدوى الربط بين الإسلام والعنف، وعدم اعتبار الإسلام مسئولاً عن تنفيذ بعض المنتسبين إليه فى عمليات العنف، وكذلك التعامل مع المجتمع الأمريكى وفقا لعاداته وقيمه وثقافته، ومواصلة التصدى للمعادين للإسلام، ومقاومة هذه الحملة والعداء للإسلام أضر بالمصالح الأمريكية.. وعلينا كمسلمين التصدى لهذه الحملات، وذلك بالحجج العقلية والحوار البناء. أهم ملفين ويقترح السفير جمال بيومى بأن يكتب كل مواطن عربى ومسلم خطاباً للشركة التى أنتجت الفيلم المسىء أنها أساءت لمليار و500 ألف مليون مسلم، وكذلك مخاطبة محطات التليفزيون لإمكان التأثير على الرأى العام العالمى. ويضيف بيومى: لدينا ملفان مهمان الآن.. الأول: ملف الدعوى للدين الإسلامى وهو من اختصاص الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف وعلماء الإسلام فى كل مكان، أما الملف الثانى فهو ملف الدعاية ضد الإسلام، ونحن ليس لدينا قلق على الإسلام فإنه دين منتصر، والدليل على ذلك الذين يدخلون فيه باستمرار خاصة من أهل الغرب، أما أسوأ دعاية للإسلام فهى سلوك المسلمين، لهذا يجب أن يغير المسلمون من سلوكهم ويكونوا قدوة للشعوب الأخرى، حتى يمكن أن نستقطب من يدافعون عن الإسلام ويحترمونه. سلوكيات المسلمين ويطالب السفير مخلص محمد جبة مساعد وزير الخارجية السابق الجاليات العربية والإسلامية أن يقدموا صورة حقيقية للإسلام من خلال سلوكياتهم وتعاملهم مع المجتمعات التى يعيشون فيها، وبهذا يكونون قدوة حسنة ومثالا طيبا.. وذلك أفضل من أن يقدم الشخص خطبا وبيانات، وأن يكون لدى هؤلاء الأشخاص من الثقافة ما يجعلهم قادرين على الإجابة عن أى سؤال يوجه لهم عن أساسيات الإسلام وإتباع تعاليمه التى تشدد على أهمية القدوة الحسنة. وقال إنه عندما كان يؤدى فريضة الحج منذ 5 سنوات كان برفقته سفير ايطاليا فى السعودية.. وعندما سأله كيف أعتنق الإسلام؟. إجابه أنه كان صديق أحد الدبلوماسيين المصريين، وأنه رأى من سلوكياته وخلقه واهتمامه بعمله ما لفت نظره بأن الدين الذى يعتنقه هذا الدبلوماسى هو دين طيب.. ومن هنا بدأ يقرأ عن هذا الدين حتى اقتنع بأنه دين صحيح وسليم فاعتنق الإسلام بناء على ذلك. من هنا يتضح لنا كيف أن القدوة الحسنة تستطيع ترسيح أفكار جيدة فى نفوس الآخرين وبالذات أهل الغرب. ويطالب السفير مخلص جبة بمخاطبة الغرب بالأسلوب العقلانى، أما أسلوب الخطابة والصوت العالى فلا يؤثر كثيرا على عقلية هذه الشعوب. تجاهل الموتورين ويقول د. عماد مكاوى عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة إن ردود أفعالنا السلبية والسيئة ليس التى تشجع مثل هؤلاء الموتورين بأن يقدموا الأفلام وبرسوم المسيئة لاستفزازنا. استفزاز المسلمين وأننا كمسلمين لا نقوم بعملنا كما وجهنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولا نلتزم بالصدق.. ولا نخاطب الآخرين بالرفق.. وقد قام بعض المسلمين بردود فعل عنيفة ومنها الاعتداء على السفارات وقتل السفير الأمريكى بليبيا..وكان علينا أن نظهر الصورة الصحيحة للإسلام بدلا من الصورة الخاطئة.. يجب أن نحسن صورتنا السيئة وأن نلتزم بتعاليم الإسلام. وبالنسبة للجاليات العربية والإسلامية فإن الدعوة الإسلامية هى مطلب أساسى على عاتقهم.. ولكن يجب أن يكون هناك دور لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى.. ولابد من وضع خطة مرسوم تخاطب العقلية الغربية لتوصيح الصورة الحقيقية للإسلام.. وهذا أفضل رد. وينهى د. عماد مكاوى حديثه إلى تجاهل مثل هذه الأعمال الموتورة لأن الاهتمام الزائد بها يساعد على انتشارها. وعلى الجاليات الإسلامية والعربية أن تكون نموذجا جيدا لنشر الدين الإسلامى. وأوضح أنه من الضرورى استخدام وسائل الإعلام هناك لرصد الإساءات والاعتداءات على الإسلام، على أن يكون الرد عليها باستخدام وسائل الإعلام الغربية دون الاعتماد على وسائل الإعلام الخارجى.. لأن المواطن الغربى لا يهتم إلا بمشاهدة وسائل إعلامه الوطنى. استفزاز المسلمين ويشير د.عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق إلى أهمية دور الاتحادات والروابط بالجاليات الإسلامية والعربية، حيث إنهم مطالبون بنشر الصورة الصحيحة للإسلام، مطالبا الجاليات الإسلامية بالتوحد بدلا من حالة التمزق التى تمر بها الآن، مشيرا إلى أنه بالرغم من ذلك فإن هذه الجاليات كان لها دور إيجابى فى عمل منشورات تدافع عن الإسلام والتصدى للإساءة التى تمت مؤخرا. وأكد الأشعل أن الفيلم والرسوم لها أهداف سياسية وخطة مدروسة لاستفزاز المسلمين، وكذلك الإساءة للعلاقات بين مصر وأمريكا، بالإضافة إلى زغزعة العلاقة بين المرشحين للرئاسة فى الولاياتالمتحدة ليذاع أن الرئيس الحالى أوباما لا يستطيع أن يتعامل مع المسلمين. يوم عالمى للإسلام ويضيف سيف الأمير عضو اليوم العالمى لاحترام الإسلام المشكل من المسلمين والأقباط لأنهم يهدف إلى تحديد يوم عالمى باسم الإسلام يشارك فيه العديد من الشخصيات الدولية فى كافة التخصصات. وقد انضم لهم من الفنانين حسين فهمى وعزت أبو عوف وغيرهما، ويسعى هؤلاء الفنانون إلى مقابلة نجوم الفن العالمى مثل إنجيلينا جولى وآخرين لكى يسجل هؤلاء الفنانون «فيديو» يقولون فيه (نحن نحترم الإسلام).. ويسعون إلى مقابلة الرئيس الأمريكى السابق كارتر وبابا الفاتيكان، ويقول الجميع (نحن نحترم الإسلام)، وهناك أفكار عديدة يطرحها المشاركون فى هذه المبادرة، وسيتم تنفيذ عدد من المحاور، والعمل فى كافة دول العالم حتى يعرف الجميع الصورة الصحيحة للإسلام. التمسك بالدين ويقول الشيخ عبدالهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية إنهم ينسقون مع الأزهر الشريف لنشر تعاليم الإسلام بالخارج بجانب وجود دور فعال للخارجية المصرية لدعم الجاليات بالخارج، مطالبا بحزمة من الإجراءات لمواجهة الحملات التى يتعرض لها الإسلام.. أما الشىء المهم فهو تحقيق الوحدة والتعاون بين الدول الإسلامية.. والدعوة إلى التمسك بالدين حتى يحترمنا الآخرون. ودعا القصبى أثرياء العالم الإسلامى إلى توظيف أموالهم للاستثمار فى الدول الإسلامية، ولو أنهم فعلوا ذلك لعمل لهم الغرب ألف حساب، وهذه الدول لا تعرف إلا لغة المال.. وتخشى على بنوكها من الإفلاس. انقسام حول جدوى إنتاج أعمال فنية للرد على الإساءة يبدو الوسط الفنى فى حالة انقسام حيال مسألة إنتاج أعمال فنية للرد على الاساءات المتكررة للإسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم. ويقول المنتج محمد العدل انه لابد من توفير الموارد اللازمة بمساعدة الدولة لإنتاج أعمال فنية ترد على هذه الإساءات وتبين الوجه الحضارى للإسلام ونبيه ولمحاربة أعداء الإسلام بنفس السلاح الذى يستخدمونه ضدنا لأننا لا نستطيع أن نحمل القطاع الخاص مسئولية هذا الأمر بمفرده،ولابد من تعاون الجميع لإخراج عمل فني محترم يقدم الوجه الحضارى للإسلام ثم إننا أعطينا هذا الفيلم أكثر من حقه وأعطينا له الفرصة ليحقق نسب مشاهدة عالية على المواقع الإليكترونية وأدعو الأزهر الشريف للموافقة على تجسيد الصحابة والأنبياء في الأعمال الفنية، كما دعا إلى مثل هذه الأعمال. مطلوب تدخل الدولة الفنانة سميرة أحمد قالت إن مسالة وجود أعمال دينية تبين الوجه الحضارى للإسلام فى الوقت الحالى ليست بالسهولة التى نراها, فالمنتجون لا يستطيعون القيام بمثل هذه الأعمال الضخمة، فنحن نحتاج للدولة وليس المنتجين، لأننا عندما نقوم بمثل هذا العمل إما أن يكون على مستوى الحدث أو لا نقوم به من الأساس. وأبدت اعتراضها على فكرة ظهور الصحابة والأنبياء في الأعمال الفنية، موضحة أن الأمر يمكن أن يتم بدون تجسيد شخصيتهم مستشهدة بفيلمى الشيماء والرسالة وغيرهما من الأعمال الدينية التى حققت نجاحا كبيرا بدون تجسيد شخصية النبي أو الصحابة. دور الأنبياء والصحابة ويرى المنتج أحمد السبكى أنه ليس هناك مانع من تجسيد الصحابة والأنبياء فى الأعمال الفنية ولكن بشرط أن تكون أعمالا محترمة ومصروفا عليها بشكل جيد ومحترم ولذلك لا نستطيع أن نحمل المنتجين وحدهم مسئولية إنتاج عمل فني محترم يقدم الوجه الحضارى للإسلام ولابد من تعاون الحكومة مع المنتجين لأن إنتاج مثل هذه الأعمال يحتاج إلى مبالغ طائلة وعادة لا يحقق أرباحا عند عرضه. القيادة للفن المصرى أما الفنان الكبير محمود ياسين فقد أبدى استياءه من هذا العمل الذى وصفه بالقذر والقبيح نظرا لما يحتويه من اهانة جارحة وكلمات جديرة بالاستهجان والبصق على من قام به لأنه لم يسئ للدين الإسلامي فقط بل للأديان السماوية بأكملها, مضيفا أنه قد آن الأوان أن نقبحهم ونلعنهم لما أحدثوه من جرح عميق في قلوب الناس ومشاعرها. وبسؤاله عن أسباب عدم وجود أعمال دينية تبين الوجه الحضاري للإسلام قال..قدمنا فى الماضى أعمالا عديدة تتحدث عن الإسلام والصحابة وأئمة المسلمين كما قدمنا هذا العام أيضا مسلسل «الإمام الغزالى» خلال شهر رمضان والذى أراه عملا رائعا بكل المقاييس. وعن إمكانية تقديم فيلم عالمي عن الإسلام قال إن الوقت الحالى غير مناسب نظرا لما نعانيه من أزمة تسويقية في حين تتكلف هذه الأعمال ملايين الجنيهات بينما الوضع الحالي لسوق السينما أصبح يرثى له خاصة بعد الثورة والأوضاع السياسية غير المستقرة لكنه أثنى فى النهاية على الفن المصرى قائلا إنه سيظل يلعب دورا قياديا جبارا فى ظل عالمه العربى والإسلامى والإفريقى. **** د. محمود رفعت: لابد من تغيير صورة العرب لدى الأوروبيين أوضح د. محمود رفعت رئيس المعهد الأوروبى للقانون والعلاقات الدولية بالاتحاد الأوروبى أن هناك ما يسمى بتأييد النقاط فى العلاقات الدولية.. وقد استطاعت إسرائيل أن توجه الرأى العام والناخب الاوروبى ليقتنع بسياساتها.. ونحن نحتاج إلى مجهودات لتغيير الصورة لدى المواطن الأوروبى.. وهناك خطوات يجب أن تتبعها الحكومات.. وذلك بإيجاد لجان حقيقية وخاصة للملحقين الثقافيين وان يتم اختيارهم بناء على الكفاءة وليس بالواسطة أو المحسوبية.. وألا يتم اختيارهم من جهة واحدة وهى وزارة التعليم العالى.. ولابد ألا يقتصر الترويج على النواحى التاريخية فقط.. بل بث معلومات حقيقية وحديثة عن جميع الأحداث من خلال مؤتمرات وندوات ومواد صحفية.. وعلى مصر والدول العربية والإسلامية أن تستعين بشركات علاقات عامة أجنبية فى الخارج لبث صورة إيجابية لمصر والدول العربية والاسلامية وكذلك التعريف بالاسلام وقواعده الانسانية.. أما الجاليات العربية والإسلامية فلابد أن يطالبوا بتكوين لوبى لهم فى البرلمان الأوروبى للدفاع عن الإسلام.. والضغط على البرلمان الاوروبى للاقتناع بقضاياهم.. وعلى رجال الأعمال دور مهم لاستغلال لغة المصالح لتحقيق أهداف معنوية لصالح قضايا الإسلام والمسلمين. والعرب والمسلمون لديهم امكانات مادية يجب توظيفها لنصرة الإسلام ونبى الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. **** د. عمار على حسن: ليس لدينا إعلام يواجه الدعايات المضادة قال د. عمار على حسن الباحث فى علم الاجتماع السياسى إن البعض فى الغرب يتهمون المسلمين بالتخلف.. ويسيئون للإسلام ورموزه سواء بأفلام مسيئة أو ببث صور على شبكة التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» بقصد خلق بلبلة تؤثر على الاستقرار الداخلى.. وقد تجاهلنا هذه المحاولات.. مما أدى إلى توغل وانتشار هذه الفئات.. وقد ساعدهم فى ذلك عدم وجود وعى إسلامىفى الدول الغربية.. بوجود برامج موجهة للغرب لشرح الدين الاسلامى، وقصص الأنبياء.. وتقدم قصة حياة الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وأسباب تعدد زوجاته.. وليس لدينا إعلام لمواجهة الدعايات المضادة لنا.. وعلى المنتجين فى العالمين الإسلام والعربى ان ينتجوا أفلاماً دينية تعبر عن الإسلام والرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) لكى يراها العالم.. ومن الأفضل أن تترجم هذه الأفلام للغرب إلى جانب قيام بعض المسلمين المقيمين فى الغرب بإنشاء جمعيات دينية تقدم ندوات واجتماعات للمسلمين وغيرهم لمن يريد أن يتعرف على الإسلام ومبادئه وعن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ومسيرته.. وان تصدر هذه الجمعيات كتيبات قليلة التكلفة تعبر عن السيرة الذاتية للرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) مترجمة بكل اللغات.. ويتم توزيعها بالمجان فى مختلف وسائل المواصلات والتجمعات السكانية. وأضاف أن مجهودات لبعض المسلمين فى فرنسا الذين طبعوا أوراقا بجهودهم الذاتية ووزعوها على المواطنين توضح قصة حياة الرسول وسيرته العطرة وأحكام الاسلام وآياته المباركة.. وهذه المجهودات غير كافية..ويجب ان تعمم. وأوضح د. عمار على حسن أن بعض الجاليات الاسلامية فى اوروبا عقدت ندوات ومؤتمرات لكافة اتباع الأديان من كل الجنسيات.. ودعت إلى انشاء مركز يقوم بإجراء تواصل اجتماعى مع أصحاب الأديان السماوية الثلاثة بهدف منع بعض الفئات التى تسعى إلى ايجاد فتنة طائفية بين الاديان السماوية الثلاثة.. والذين يسعون عن طريق نشر الافلام المسيئة للأديان إلى اشعال فتيل الحرب الدينية لأهداف خبيثة تكرر السلم العالمى وتنشر الفوضى بين الشعوب. وقد أجمع العقلاء الذين عقدو المؤتمر على عدم ازدراء الأديان يأتى شكل من الاشكال.. ونبذ العنف والتطرف.. ونشر الصورة الحقيقية للاديان السماوية التى تدعو إلى السلام والمحبة بين البشر أجمعين على اختلاف انتماءاتهم وعقائدهم. *** د. محمد فراج إظهار عظمة الإسلام بكل الوسائل الحديثة يقول د. محمد فراج الخبير فى الشئون الروسية إن هناك أشكالاً مختلفة من الإساءة للرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) والدين الإسلامى تكررت فى السنوات الماضية، وقد تكرر رد الفعل العنيف عليها نتيجة للغضب المشروع من جانب جموع المسلمين انتصاراً لدينهم ولنبيهم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وهذه الإساءات ستتكرر فى المستقبل، وذلك لوجود اتجاهات متطرفة معادية للإسلام تمثلها اتجاهات يمينية متطرفة فى بعض المجتمعات الغربية، وهى اتجاهات تعادى الأديان والحضارات الأخرى. ويجب أن نذكر بالإنصاف أن القوى الديمقراطية فى الغرب لا تؤيد هذه الإساءات، وتعتبر أن تأجيجها يمكن أن يسبب متاعب للغرب هو فى غنى عنها، واشتعال العداء فى بلدان العالم الإسلامى ليس فى مصلحة الغرب على مستوى الأمن والمصالح المشتركة. ويحدد د. فراج المدخل فى تعاملنا مع الغرب فى هذه القضايا أن نشرح جوهر ديننا الإسلامى الحنيف وإبراز قيمته الروحية والحضارية بطريقة مفهومة ومبسطة، وفى نفس الوقت يجب أن يفهم أبناء الشعوب الأخرى عظمة الإسلام ونبل رسالته وشرح جوانب الإسلام المضيئة والمشرقة، ويجب أن نتبع مختلف أشكال التواصل والتعبير من الكتب إلى الصحف والنشرات واستخدام وسائل الاتصال الحديثة مثل شبكة الإنترنت والقنوات الفضائية، بالإضافة إلى الدعوة المباشرة بواسطة الدعاة والأئمة الذين يعملون فى المراكز الإسلامية والمساجد المنتشرة فى بلدان العالم، وعلينا أن نعبر عن روح التسامح فى الإسلام الذى يحترم عقائد ومقدسات الآخرين، وهذا أمر ضرورى لإقناع الآخرين، وهناك قيم مشتركة بيننا وبين باقى شعوب العالم يجب التركيز عليها لصالح رقى وتقدم الشعوب، ويجب أن نبين عظمة ديننا، وضرورة احترامه وعدم الإساءة إليه، وعلينا أن نشير إلى الضرر الذى يصيب بعض أبناء العالم الإسلامى الذين يقيمون فى البلاد الأجنبية، وليس من المفيد أن يقوم شخص متطرف بإحراق نسخة من الإنجيل، فهذا أمر يجب ألا يتكرر وينبغى محاسبة هذا الشخص وعقابه من خلال القانون، والإنجيل يمثل ديناً سماوياً يعترف به الإسلام ويقدسه، ويرفض الإسلام هذا السلوك ويحرمه دينياً.. والإسلام يحرم الاعتداء على الكنائس ودور العبادة بصفة عامة، وهذه التصرفات الحمقاء تؤثر على العلاقات بين أبناء الوطن الواحد، وتنعكس بالسلب على الجهود المبذولة لإنجاح حوار الأديان والحضارات.