«قتلى ومصابون فى تراجيديا كروية ببورسعيد.. الكل مشترك فى نية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.. ووجب إيقاف الكرة سنتين.. لأن ردود الفعل لا تحمد عقباها». ** الكل مسئول.. الكل وجب أن يوجه له الاتهام.. ليس الأدبى، ولكن الجنائى من أول المجلس القومى للرياضة واتحاد الكرة وحكم المباراة.. ومدير أمن بورسعيد أول المسئولين، لأنه لم يجر التحريات الكافية قبل المباراة، ولأنه قبل إقامة المباراة على هذا الملعب. ** والذى حدث لا يدخل فى مباراة لكرة القدم فقط.. أو صراع على النقط.. ولكنها تعم الجميع سياسيا، فكل من تخاذل لمنع اتحاد الكرة من السير فى هذا الاتجاه المحفوف بالمخاطر وسط الحالة الأمنية المتردية، وخاصة أنه تعددت الأحداث، وكانت حادثة الأهلى والمحلة مؤشرا لأن الخط البيانى يسير فى طريق الموت، ومع ذلك الكل أخرج لسانه للأحداث وكأنها أحداث عارضة، وتركوا الأمور تتدحرج إلى هذه المأساة التى لو حدثت فى أية دولة لأقاموا الحداد، ولو ضعوا المسئولين فى مكانهم الطبيعى حتى تنتهى التحقيقات.. وليس اتحاد الكرة والمجلس القومى للرياضة، إنما من أصر على استئناف مباريات الدورى منذ نزول الجمهور الملعب من أول الموسم وحكاية الرجل أبو جلابية.. وكل الشواهد تقول إن هناك تخطيطا مسبق لهذا الحدث المفجع، والذى لكل بيت فى مصر يوجع.. فعدد القتلى يدل على مسبقا الإصرار والترصد فى القتل، وأن هناك شيئا خارجا عن كونها مباراة رياضية حدثت.. ولا نستطيع أن نعود ونقول الطرف الثالث، أو اللهو الخفى.. ثم عندما يقف رجال الشرطة داخل الملعب وخارجه موقف المتفرج.. ويقولون فى داخل أنفسهم، نحن لسنا طرفا فى الموضوع.. ويقفون من الأحداث موقف المتفرجين.. والقنوات الفضائية تستنجد بالمجلس العسكرى ووزير الداخلية.. والمعركة الشرسة، وتعمد القتل يسير فى طريقه المرسوم.. فهذا وحده يضع الكثير من علامات الاستفهام.. وكيف لمراقب المباراة وحكمها يستأنفان هذه المهزلة منذ إطلاق الصواريخ فى وجوه لاعبى الأهلى منذ التسخين، ثم إلقاء الطوب ويلتقط مراقب الخط الطوبة ويذهب بها لفهيم عمر المصر على استئناف اللعب.. وعدم اعتبار هذا من أفعال الشغب، وكذا بين الشوطين عندما نزل الجمهور إلى الملعب، والبعض الآخر كسر الباب الموصل للملعب عند مدرجات الدرجة الثالثة.. وهذا معناه أن هناك مخططا لنزول مجموعات منظمة لارتكاب شىء ما.. واستطاعة إخلاء الملعب.. لا يعنى أن النية لم تكن مبيتة لحدوث شىء، والذى يدل على العمد والترصد أن جمهور بورسعيد كان المفروض أنه يخرج احتفالا بفوزه على الأهلى.. ولكن أن يحدث العكس.. فهذا ما يدل على أن ما حدث مبيت عليه، وهناك إصرار على القتل والترويع وإشاعة الفوضى فى المجتمع.. وهذا أول حدث بعد انتخاب مجلس الشعب الجديد، وهو اختيار صعب له.. كيف سيتناول هذا القتل للمصريين، والإصابات واستمرار الترويع.. وأن تنقلب كل المناسبات إلى أحداث تدمى القلوب.. وكأن أرواح المصريين رخيصة؟. والبعض يدخل فى هذه الهيصة من باب المهيصة، وهذا ليس وقت من يظهر على الفضائيات ويحمل بفتاويه وتنظيراته السيئات؟.. ومن يعوض أهالى هؤلاء الأموات، وكلهم أو أغلبهم من الشباب الصغير السن الذى ذهب ليشجع ناديه؟.. وما ذنب ألفين من جمهور الأهلى الذى تحمّل السفر بالقطار.. ليقف مع ناديه.. ليرى هذا الموت مع أنه كان عائدا يبتلع الحزن على ثلاث نقاط ضائعة، ولم يبد أى احتجاج على النتيجة.. بل تقبلها والحمد لله أن القتل والإصابات الجسيمة نفد منها بأعجوبة لاعبو الأهلى ونجومه؟.. وهذا الحدث يسبب الضغينة بين جمهور الأهلى بالملايين، وبين بورسعيد. ولا أحد يأمن من ردود الفعل فى المستقبل.. وبهذا أرى إيقافا لنشاط الكرة على الأقل سنتين حتى تبرد ردود فعل هذه الأحداث.. وأظن لأن فيها دماء فلن تبرد بسهولة.. والبعض يعول ما حدث على أن بعض الهتافات أدت إلى ما حدث، وهذا فى حد ذاته هراء يجلب القرف والاستياء.. ** ووضح أن من كان يهاجم ينوى القتل وليس الإصابة لهذا العدد غير المعقول من القتلى والمصابين إصابات خطيرة.. وتأخر عربات الإسعاف عن دخول الاستاد، والوصول لغرفة خلع الملابس تحت المدرجات التى لجأ لها جمهور الأهلى للحماية.. فطاردهم القتلة، وضربوهم بالأسلحة البيضاء وغيرها مما يظهره التحقيق.. وطبعا المحرضون استطاعوا استغلال العقل الجماعى، فوجهوا جماهير بورسعيد إلى الاصطدام مع جماهير الأهلى، والذين لم يكونوا إلا ألفى مشجع.. وهذه التراجيديا يجب ألا تمر مرور الكرام.. فكيف تأخذنا الرحمة بمن حرّض المصريين على أن يقتلوا بعضهم.. ويكون السبب بهذه الهيافة، ووجب على المجلس القومى للرياضة واتحاد الكرة أن يتحملوا تعويض.. بل منح أسر الشهداء التعويضات.. ومحافظ بورسعيد خرج فى التليفزيون بحمد الله بعد ساعات.. وساعات.. ليحمد الله على أنهم استطاعوا تأمين ما بقى من جماهير الأهلى ليصلوا القاهرة حاملين جثامين قتلاهم.. ولا استطيع إلا أن أبكى مع الشعب المصرى.. كما أن محافظ بورسعيد هو الوحيد الذى يرى أنه لم يكن هناك ما يستدعى تأجيل المباراة أو إلغاءها، ولم ير الطوب والصواريخ التى ألقيت على لاعبى الأهلى أثناء التسخين،ولم يرى اقتحام الملعب بين الشوطين.. ومدير الأمن فى أقواله يتنصل من مسئوليته، وبشغل موظفين يدافع عن نفسه.. وهذا استكمال للمهزلة، ولا أعرف بعد حمد لله للمحافظ فليقول ما هى مسئوليته؟.. وما هى مسئولية مدير الأمن فى محافظته؟.. وكفانا هزل فى مواقف الجد.. وكفانا قتلى من 25 يناير 2011.. وكفانا معاقين جدد.. ووجب أن نجد كل من ساهم فى هذه المهزلة فى قفص الاتهام.. ولا يعفى فيها أحد.. فالبعض بتهمة الإهمال الجسيم، والبعض بتهمة التحريض على القتل.. والبعض بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.. والبعض وجب أن يترك كراسيه ويرحل.. لأنه للأمور قبل وقوعها ساهم وسهّل ومن هجم على مدرج الأهلى، وألقى متفرجى الأهلى من أعلى المدرج.. فهل هذا رأى عقل ليس سابق التجهيز.. ومن لم يضع خطة آمنة لإخلاء الملعب مع الأحداث، وأدى ملعب وجبت مراجعة منافذه وأبواب خروجه ولا تقام أية مباراة فى ملعب منافذه بها عوار يعوق الخروج الآمن. وعجبى على بيان وزارة الداخلية الذى حصر الأمر فى احتقان بين الجماهير وبعض الهتافات، وأن الحالة لا تزيد على هذا.. رغم أنه اعترف ب 73 قتيلا، وعجبى على هذا البيان الضعيف، وقال إنه قبض على 47 من المشاركين والمحرّضين.. والعلاج السابق لوزارة الداخلية مع الأندية للجلوس مع روابط المشجعين.. وكان من باب تقبيل اللحى الذى استمر من قبل الثورة وبعدها.. وعندما شعرت الداخلية من أن الأمر ليس بالهين واكتفى بالجلوس مع الأندية.. ولم يتخذ إجراء بطلب وقف الدورى من الاتحاد، وليس والنبى عالجوا لنا الحكاية.. ومبروك عليكم دورى الموت!! وأسأل وزير الداخلية أن يسأل مدير الأمن من سمح لهذه الجماهير بالدخول بسنج وشماريخ وصواريخ وأجسام معدنية كأدوات قتل.. وكان الأجدر أن تصمد الداخلية حتى انتهاء التحقيق.. وفى كل دول العالم قبل الأحداث الرياضية العالمية يتحفظون على الخطرين قبل الأحداث.. وفى المباريات المحلية التى يستشعر فيها الأمن بخطورة الموقف أيضا يتحفظ على المسجلين خطر والمشبوهين لمدة ليلة بأمر القاضى، وحتى يمر اليوم على خير.. فلماذا لم يقم أمن بورسعيد بأى إجراء احترازى؟.. قلوبنا مع الأمهات والأسر التى فقدت أبناءها فى رحلة إلى بورسعيد للاستمتاع بمباراة، وتشجيع فريقهم الذى يحبونه.. هل ينفع أى تعويض ليداوى الألم العميق الذى مزّق هذه القلوب المكلومة. ** أوقفوا الفتنة المعلونة.. والفوضى المجنونة.. والكورة غير المأمونة.. والأرواح غير المصونة!