هذا هو أقل وصف لما شهدته مباراة الأهلي والمصرى في بورسعيد ، فالمخاوف تحققت ودفعت الكرة المصرية من سمعتها ثمناً لمشاكل جماهير الألتراس ، وتكررت موقعة الجلابية لكن هذه المرة بكل أنواع وأشكال الملابس .. ووسط متابعة الملايين واستسلام رجال الأمن .. ودماء العشرات . كل شيء حدث في هذه المباراة التى حسمها المصري بالفوز 3-1 ، فعلي مستوي كرة القدم قدم الفريقان مباراة ممتعة خاصة في الشوط الأول وحتى منتصف الشوط الثاني ، حكم المباراة فهيم عمر اتهمه الجميع .. ونال إهانة مباشرة من حسام غالي رد عليها بطرده ، كما كانت هناك إهانة معتادة من مانويل جوزيه عندما أشار بيده ليوحي بأنه حصل علي رشوة ، أما جماهير المصري فقدمت عرضاً لأحدث فنون إهانة المنافس وجماهيره بداية من توجيه السباب والشتائم للاعبين واحداً واحداً وبالاسم من قبل بداية المباراة .. مروراً بقذف الملعب بالطوب والزجاجات والشماريخ والألعاب النارية ، وصولاً لاعتبار الملعب وكأنه " طريق عام " ينزلون لأرضيته في أي وقت .. واكتمل المشهد مع نهاية المباراة بعد الهجوم علي لاعبي الأهلي من آلاف المتفرجين وكأن المصري كان يلاقي منتخب العدوان الثلاثي ، ونال الجهاز الفني وشريف إكرامى ومدرب الحراس أحمد ناجى وسيد عبد الحفيظ مدير الكرة علقة ساخنة من الجمهور بحجة أن جماهير الألتراس الأهلاوي شتمت بورسعيد !! وأكتمل المشهد المآساوي بوفاة أحد جماهير النادي الاهلي في غرفة اللاعبين عقب المبارة بينما ظهر حسام عاشور وهو يبكي على الهواء ويصرخ "إحنا بنموت " وينهار بركات وهو يتوسل لأي رجل أمن حتى ينقذهم مع وعد منه بألا يلعب الأهلي كرة قدم مرة أخري .. ثم جاءت الكارثة مع ظهور خبر علي التليفزيون المصري عنوانه " عاجل : وفاة 7 وإصابة 35 في أحداث بورسعيد " !!! . وقد اضطرت إدارة استاد المصري إلي إطفاء الأنوار عقب انتهاء المباراة لحجب الرؤية عن الجماهير التي احتشدت في أرض الملعب عقب انتهاء المباراة ، واختفت قوات الأمن من استاد المصري وسط الحشود الكبيرة التي توجهت إلي مدرجات جماهير الأهلي ، رغم أن هذه النتيجة كانت متوقعة خاصة وأن العشرات من جماهير المصري كانوا ينزلون للملعب بعد كل هدف يحرزه فريقهم وسط مشاهدة سلبية من رجال الأمن .. وصمت من حكم المباراة ، كما إن الشغب الذى حدث بين شوطي المباراة كان كفيلاً بأن يتوقع الجميع ماذا سيحدث عقب نهايتها . وبمرور الوقت ازدادت الأوضاع سوءا بعد أن أعلن الدكتور حسن الاسناوي مدير المستشفى المركزي ببورسعيد عن وجود 13 حالة وفاة في المستشفي من الجماهير وجنود الأمن المركزي، وأضاف أن هناك 11 حالة وفاة في مستشفى المبرة و11 في مستشفى الحميات بالإضافة إلى ثلاث حالات أخرى داخل الملعب، مؤكدا أن حالات الوفاة كلها بسبب الاختناق والكسور الخطيرة، نافيا وجود أى اطلاق رصاص على الجماهير. ووسط حالات الاستغاثات والنداءات من لاعبي الأهلي بانقاذهم من الموت المحقق، وجه نادر السيد، مدير البرامج الرياضية بقناة الأهلي نداءً للمشير حسين طنطاوي والمجلس العسكري، للتدخل لإنقاذ الموقف حتى لا يحدث ما هو أسوأ، وطالب إيهاب علي توفير إسعافات طبية فورية تتوجه إلي استاد المصري لإسعاف المصابين نتيجة الاشتباكات المستمره عقب احداث اللقاء. ومع تطور الأحداث للأسوأ في بورسعيد، ألأغى محمد فاروق حكم لقاء الزمالك والإسماعيلي باستاد القاهرة، المباراة بعد مطالبات من الجهازين الفنيين للفريقين وبعض الصحفيين على ما يحدث في بورسعيد، وبالفعل استجاب الرجل وأنهى اللقاء، الغريب أنه بعد إعلان ذلك بدأت الأصورة تتغير في استاد القاهرة وتنتقل حمى بورسعيد إليه، واشتعل حريق كبير بمدرجات الدرجة الثالثة السؤال الآن : كل هذا حدث رغم فوز المصرى 3-1 .. تخيلوا ماذا كان سيحدث لو خرج الأهلي فائزاً بالمباراة كما فعل في الشوط الأول ؟!