«ما أشبه» الليلة بالبارحة هذا هو لسان حال الخبراء السياسيين فى تحليلهم لأحداث موقعة بورسعيد فى مباراة الأهلى والمصرى والذين أكدوا أنها واقعة مدبرة من قبل أذناب النظام السابق لإحياء ذكرى «موقعة الجمل» الشهيرة والتى وقعت فى نفس ليلة موقعة بورسعيد.. بل ذهب بعضهم إلى أنها واقعة مدبرة للانتقام من الألتراس الأهلاوى لمشاركته فى ثورة 25 يناير. وطالب الخبراء بوضع حد لهذه المهاترات وقطع ذيل النظام السابق، وضرورة قيام كل مسئول فى البلاد بمسئولياته على أكمل وجه». أكد أيمن نور رئيس حزب غد الثورة والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أن نزلاء «بورتو طره» وبعض أذناب النظام المخلوع هم المسئولون الفعليون عن تلك الأحداث التى أرادوا منها ايصال رسالة قوية وواضحة للشعب المصرى أن الدماء التى تسيل ليست ذنبهم بحجة أنهم محجوزون الآن خلف القضبان رابطاً موقعة أحداث بورسعيد بأنها وقعت فى نفس تاريخ «موقعة الجمل»!!. وأعرب نور عن تعازيه لأسر الضحايا والشهداء وطالب المجلس العسكرى ومجلس الوزراء بتحمل مسئوليتهم معتمداً فى ذلك على المادة رقم (1) فقرة (56) من الإعلان الدستورى ، والتى تؤكد - أنهم هم الحاكمون للبلاد فى الوقت الراهن. ويقول جمال زهران الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية إن ماحدث قد يكون من الوارد مخططًا ما لتجديد إحياء «موقعة الجمل» الشهيرة والدليل على ذلك أنه حدث فى ليلة هذه الموقعة وكذلك ماهى الأسباب التى تدفع جمهور يكون فريقه فائزاً ويقوم بمهاجمة جماهير مهزومة ويقوم بسفك دمائها؟ فليس من المعقول حجم الشهداء والمصابين الذين سقطوا فى تلك الليلة ببورسعيد. كما أشار إلى أن هذه الواقعة قد تكون انتقاماً من الألتراس الأهلاوى الذى شارك بقوة فى ثورة 25 يناير وأحداث محمد محمود ومجلس الوزراء بالاضافة إلى «وايت نايتس» الزملكاوى.. كل هذا يؤكد أن هناك مؤامرة قد يكون وراءها الفلول أو أفراد من الداخلية مازالو تابعين لحبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق.. وخير دليل على كلامى هو خطاب الرئيس المخلوع الذى قال فيه» على الشعب الاختيار بين الاستقرار أو الفوضى». اما د. عثمان محمد عثمان رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة 6 أكتوبر فأكد أن ما حدث أمس فى ستاد بو رسعيد حادث مؤسف فى تاريخ الرياضة المصرية ولا يعقل أن يقوم جمهور ليفعل هذا الجرم وبهذا الشكل المنظم فى الوقت الذى خرج فريقه فائزاً بنتيجة مؤكداً على ضرورة استبعاد الجمهور من هذه المشكلة وهذا العنف الذى لا يمكن وصفه إلا بأنه بلطجة منظمه مدفوعة لأن هناك قوة تدير هذه الاحداث. كلما اقتربت الأوضاع من الاستقرار يشعلون أى تجمعات سواء كانت مباراة كرة قدم أو طابور عيش أو بوتاجاز لتنفيذ مخططهم. وأوضح د. عثمان أن توالى الأحداث التى شهدتها مصر الأسبوع الماضى وقبل الماضى والتى وصلت إلى أربع أو خمس أحداث تؤكد إصرار جماعات ما ألا تنعم مصر ولا شعبها بالأمن رسالة تؤكد ماقاله رموز النظام السابق» إما نحن وإما الفوضى» فكل هذا بمثابة رسالة إلى الشعب المصرى من داخل سجون طره بأننا لن نستطيع إدارة البلد. وأِشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن ما حدث بالأمس القريب فى بورسعيد انتقام من ألتراس الأهلى لمشاركتهم الايجابية فى احداث الثورة يقوم به الذين أضيروا من الثورة. وطالب بمزيد من الحسم وكشف الأوراق من قبل الحكومة فى مواجهة هذه الاحداث والكشف فورا عما تتوصل إليه فلا يعقل أن كل هذه الأجهزة لا تستطيع التوصل إلى هذه الأيادى. ويقول د. محمد عبدالسلام الخبير بمعهد الأهرام الاستراتيجى إن الطرف الثالث أصبح بمثابة «الشماعة» التى نعلق عليها الأحداث غير المسبوقة التى تحدث فى مصر الآن موضحا أن كل المؤشرات تؤكد وجود احتقان بين الجميع سواء ألتراس الأهلى أو جمهور المصرى وكانت واضحة للجميع إلى جانب فقدان السلطة مما أدى إلى خروج المشهد الذى أدمى القلوب. ونفى عبد السلام الربط بين توقيت ما حدث فى بورسعيد وتزامنه مع أحداث موقعة الجمل قائلا إن تاريخ المباراة محدد من قبل ولم يكن يخطر فى بال القائمين فى لجنة المسابقات مؤكداً أن الحل يكمن فى ايجاد الطرف الثالث خاصة بعد أن سيطرت فكرة الطرف الثالث على أذهاننا وأنه فى حالة عدم العثور عليه لم يبق أمامنا سوى الطرفين الأول والثانى وتقوية أيد السلطة حتى يشعر كل مواطن أنه من يفعل شىء سوف يعاقب عليه وعلى كل واحد منا أن بقدم بدوره فى ذلك.