كان هذا هو العنوان الذى اقيمت تحته ورشة عمل دولية بجامعة حلوان يومى الاثنين والثلاثاء الماضيين، فى قاعة حسن حسنى الجميلة التى كان لها أثر محسوس فى إثارة إعجاب رئيس الورشة، جويدو بونسافر، الأستاذ بقسم الدراسات الإيطالية بجامعة أكسفورد البريطانية. استضافت الورشة الكاتب الكبير عزت القمحاوى، الذى يدير حاليا مجلة الدوحة، وينهض بها، والذى عرض للقضية على نحو معالجته لها فى كتابه المنشور مؤخرا «العار بين الضفتين: عبيد الأزمنة الحديثة والموت فى مراكب الظلمات»، والذى ترجم إلى الإيطالية وسوف ينشر قريبا. المداخلة التى تحدث فيها عزت القمحاوى جاءت بعنوان دال: «الحلم والكابوس. سياسات عبور البحر من مصر إلى إيطاليا»، وأكد فيها أن المصرى لا يهاجر، وإنما يسافر، لأنه يحلم دائما بالعودة، كما عالج أثر الهجرة على التركيب الطبقى للقرية المصرية، مشيرا إلى الأثر السلبى لسلوك المهاجر العائد الذى لا يشارك بماله فى عملية الإنتاج، وإنما فى البحث عن ترقية وضعه الاجتماعى. من ناحيته حلل الناقد الدكتور يسرى عبد الله بنية السرد فى رواية الهجرة السياسية محللا رواية «نساء الريح» للكاتبة الليبية رازان نعيم قال فيها:«ثمة دوافع تضع الإنسان على حافة الفرار من المكان، ربما يأتى فى مقدمتها الاستبداد السياسى، هذا الاستبداد الذى يمكن لنا أن نتلمس ملامحه فى رواية (نساء الريح)، والذى يشكل بنية خاصة به، يتجادل فيها السياسى مع الدينى فى تخليق بيئة موازية من القمع، وبحيث تصبح بيئة الاستبداد الطاردة دافعة بالشخوص على حافة الفعل السلبى (الفرار)، عبر البحر المتوسط من ليبيا إلى إيطاليا، الذى يجد نفسه أمام نص كاشف عن المعاناة الإنسانية المحضة، واسترقاق النساء فى مجتمع ذكورى بامتياز، غير أن الكاتبة لم تزل تتعاطف مع المرأة بوصفها كائنا إنسانيا - بالأساس - يحيا فى ظل واقع خانق، ومأزوم، ومرتبك». وتحدث الدكتور حسين محمود عن صورة الآخر الأوروبى فى الرواية العربية أكد فيها أن «هذه الورشة إجمالا، تريد استكشاف أهمية الصورة التى تقدمها وسائل الإعلام، والسينما باعتبارها وسيلة إعلامية لها رسالتها الخاصة، والصورة التى يقدمها الأدب، فى عملية الهجرة. وما يجمع بين السينما والأدب هو الخيال، أى أننا لسنا بصدد تقديم «واقع» حقيقى لظاهرة الهجرة من أرقام وسياسات، وربما حكايات ومآس تقدمها صفحات الحوادث فى الصحف السيارة، ولكن هو «واقع» فنى لهذه الأرقام والسياسات وما إلى ذلك. الخيال هو الفارق بين التقديم والتمثيل، ومن هنا تهدف هذه الورقة إلى البحث عن صورة الآخر الأوروبى فى الرواية العربية. من ناحيتها حللت الدكتورة وفاء عبد الرءوف رواية «سر برهومة» المهاجر المصرى إلى إيطاليا واعتبرت الهجرة رحلة من الخوف والأمل. شارك أيضا من المغرب الدكتور محمد مخطارى نائب عميد كلية آداب الرباط وتحدث عن أغانى المهاجرين، فى إطار ثنائية البحر والمراكب»، ومن الأردن شارك الدكتور محمود جاران بتحليل رواية يونس توفيق «الأجنبية»، وهو من كتاب المهاجرين العراقيين فى إيطاليا. وبالفيديو كونفرنس شارك باحثون من أمريكا وروما وكندا، إلى جانب الأساتذة الإيطاليين كارلو فيتش والساندرو تريلوتسى، والبريطانية إيما بوند، والصحفية الإيطالية جابريلا جاكوميللا. وعرضت الأممالمتحدة فيلما ترويجيا ضد الهجرة عن طريق مكتب الهجرة التابع لها فى مصر.