جاء البيان الختامى للأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب والذى عقد بالقاهرة مؤخرا يحمل طابعا سياسيا وآخر مهنيا، فالطابع السياسى جاء مواكبا للظروف التى يعيشها الوطن العربى فى ظل ثورات الشعوب التى أطلق عليها «الربيع العربى» والذى كسر قيود الحريات التى كانت مفروضة على حرية الرأى والتعبير فى ظل حكومات تمارس القهر والاستبداد. أما الجانب المهنى فأكد البيان على أهمية الالتزام بالضوابط المهنية الموضوعية والتى تعكس الواقع بكل صدق وشفافية. وأشار البيان إلى أن ظروف عمل الصحفى صعبة وقد تؤدى إلى استشهاده، وشدد على أهمية إزالة كافة المعوقات التى تعترض عمل الصحفيين من قبل الحكومات العربية. وطالب البيان الصحفيين العرب بعدم تجاهل مبادئ الاتحاد التى تقوم على حرية العمل الصحفى بدون قيود، ولكن وفق الحرية المسئولة التى تفرضها مواثيق المهنة والعمل الصحفى. وناقش أعضاء اتحاد الصحفيين العرب فى اجتماعهم بالسفير نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية بمقر الجامعة تطورات القضية الفلسطينية وبحثوا سبل دعمها من أجل كسب اعتراف الأممالمتحدة، بدولة فلسطين لأن ذلك من شأنه أن يغير قواعد المعادلة الدولية فى التعامل مع أزمة فلسطين، وطالب أعضاء نقابات الصحفيين فى العالم العربى ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدنى مساندة وحشد التأييد اللازم لإنجاح مساعى السلطة الوطنية الفلسطينية من أجل كسب الاعتراف بالدولة الفلسطينية فى إطار حدود الرابع من حزيران عام 1967. كما ناقش أعضاء الاتحاد مع الأمين العام للجامعة العربية نتائج زيارته لسوريا، وشددوا خلال اللقاء على أهمية أن تقوم الأنظمة العربية بممارسة مسئولياتها لوقف أعمال القتل والعنف فى بعض البلدان العربية، كما طالبوا بإصلاح سياسى وإعادة صياغة أنظمة الحكم فى عالمنا العربى بما يوسع حق المشاركة وينظم تداول السلطة. كما ناقش أعضاء الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين سبل التعاون بين الجامعة والاتحاد فى تدعيم أنشطة الاتحاد فى مجال تدريب وتأهيل الصحفيين الشبان. تحديات الصحافة من جهته رئيس اتحاد الصحفيين العرب فى كلمته أن الانتفاضات العربية وثوراتها كان لها تأثير بالغ الأهمية على الصحافة العربية بما تحمله من آمال عريضة فى تعزيز حرية الرأى والكلمة، ولكنها تحمل مخاطر محتملة نتيجة شيوع بعض الآراء من جانب بعض القوى السياسية والحزبية والدينية التى تدعو إلى تقسيم الصحفيين إلى معارضين وموالين، وتطالب بتطهير جداول النقابات والاتحادات واجتثاث كل من عملوا فى ظل أنظمة الحكم السابقة، وهذا من شأنه أن يلحق الأذى البالغ بحرية الرأى والتعبير التى ينبغى أن تكون من حق المؤيدين والمعارضين، حيث يؤدى إلى ثراء وتنوع الآراء، فضلا عن أنه يصادر الحق فى الخلاف فى الرأى وهما يشكلان أهم محركات التقدم، كما طالب نافع بضرورة احترام المعايير المهنية فى ظل ما أسماه ب «انفلات النشر الصحفى» الذى يسود بعض الصحف العربية. تكريم الشهداء وعلى صعيد متصل، كرم اتحاد الصحفيين العرب شهداء الصحافة العربية الذين لقوا مصرعهم خلال تغطيتهم الإعلامية والإخبارية للأحداث التى يشهدها الوطن العربى منذ بداية العام الجارى. وأكد مكرم محمد أحمد الأمين العام للاتحاد تقدير كل العاملين بالحقل الإعلامى لشهداء العمل الصحفى الذين ضحوا بأرواحهم وهم يؤدون واجبهم المهنى. وقد تم منح 23 درعا لأسر شهداء الصحافة العربية، من بينهم أسرة أحمد محمد محمود الصحفى بجريدة «التعاون» وطالبت زوجة الشهيد الحكومات العربية بضرورة مواجهة الفساد والوقوف بجانب الحق والعدل. ومن ليبيا تم تكريم 4 شهداء منهم محمد عاشور التليسى ابن نقيب الصحفيين الليبيين وتسلم السعدى السبع أمين سر نقابة الصحفيين العراقيين 13 درعا لشهداء الصحافة العراقية، كما منحت دروع لأسر شهداء الصحافة من اليمن وقطر والصومال. كما تسلم سالم الجهورى الأمين المساعد بالاتحاد درع الشهيد جمال الشرعبى الصحفى والناشط اليمنى الذى استشهد أثناء عمله فى تغطية مجزرة جمعة الكرامة أمام جامعة صنعاء. وقال الجهورى إن هذا التكريم أقل ما يمكن أن يقوم به الاتحاد تجاه من حملوا أرواحهم فوق أكفهم وضحوا بها فى سبيل إعلاء الكلمة. وقرر اتحاد الصحفيين العرب فى ختام اجتماعه عقد مؤتمر لشباب الصحفيين للتعرف على مطالبهم وتمكينهم من تحقيق أحلامهم المهنية مع استمرار تواصل الأجيال من الصحفيين العرب، وضخ دماء شابة تعبر عن الواقع الجديد الذى تعيشه الشعوب العربية بعد نفض غبار سنوات من القمع وكبت الحريات، وسيعقد هذا المؤتمر فى بغداد فى ختام اجتماعات المكتب الدائم والأمانة العامة فى النصف الثانى من ديسمبر القادم تلبية لدعوة نقابة الصحفيين العراقية. *********** كواليس الاجتماع * غاب عن اجتماع الأمانة وفود اليمن وسوريا والكويت ولبنان. * «نظرية المؤامرة» ترددت هذه العبارة كثيرا فى كواليس اجتماع اتحاد الصحفيين العرب نظرا لعدم تسديد بعض الدول الخليجية اشتراكاتها وهذا من شأنه أن تقلل أنشطة الاتحاد خاصة فيما يتعلق بتدريب وتأهيل الصحفيين العرب الشباب. * هذا الاجتماع كان مقررا عقده بالعراق، ولكن الظروف الحالية فى بعض الدول العربية حالت، دون ذلك ولذلك عقد بالقاهرة. * لجنة المساعى الحميدة المشكلّة من اتحاد الصحفيين العرب لتوحيد صف الصحفيين المورتيانيين فى منظمة واحدة انهت أعمالها وشددت على ضرورة وجود نقابة واحدة لكل بلد عربى لتوحيد صفوف الصحفيين العرب، مؤكدة أن الاتحاد ضد مبدأ التعددية النقابية التى من شأنها تفتيت العمل النقابى لصالح قوى أخرى تسعى إلى تفتيت وحدة الصف النقابى العربى على كافة المستويات.