الصورة التى تجدها مع هذه السطور هى صورة الزوجين اللذين سجلا يوم الجمعة 8 يوليو أكبر ضربة حظ وكسبا جائزة يانصيب «اليورو مليون» وقدرها مائة وواحد وستون مليونا وستمائة وثلاثة وخمسون ألف جنيه إسترلينى واضربها إنت فى تسعة جنيهات ونصف جنيه لتعرف كم قبضا بالمصرى ! هذا اليانصيب أو اللوتارية كما يسمونها بدأت منذ عام 1994 وتنشغل بها أوروبا كل يوم جمعة؛ موعد السحب الذى يشترك فيه الملايين من أنحاء أوروبا وعبر الإنترنت. تذكرة بجنيه أو اتنين جنيه، فيها - كما حكى لى صديق مقيم فى لندن - سبعة مربعات خالية وعلى من يشترى التذكرة من أى بائع أو محل أن يملأ المربعات الخمسة الأولى بخمسة أرقام مختلفة يختارها من بين الأرقام من واحد إلى خمسين والمربعان الآخران برقمين يختارهما من بين أرقام من واحد إلى 11 وفى السادسة مساء كل يوم جمعة تتعلق العيون بعملية سحب الأرقام الفائزة. وأحيانا ما تكون هناك أكثر من ورقة تحمل الأرقام الفائزة فتتقاسم قيمة الجائزة، وأحيانا أخرى لا تكون هناك ورقة واحدة بها الأرقام الفائزة فيتم ترحيل قيمة الجائزة إلى الأسبوع التالى وهكذا. ولكى يزيدوا من الإغراءات تصرف جوائز لمن نجح فى تسجيل رقمين (عشرة جنيهات) تزداد لمن سجل ثلاثة أرقام وهكذا. وفى خلال 17 سنة هى عمر اللوتارية تحول 2400 شخص إلى مليونيرات من وراء اللوتارية، ولكن لا تظن أنهم ابتكروا هذه اللوتارية لتكسب الأفراد وإنما لفائدة الحكومات أكثر لأنها تخصم أربعين فى المائة من حصيلة البيع وتخصصه لتمويل مشروعات الخدمات المختلفة. فالمدينة الأوليمبية التى تقيمها لندن على سبيل المثال والتى ستقام فى العام القادم ممولة فى معظمها من حصيلة اللوتارية وكذلك مشروعات المدارس والمستشفيات وغيرها والذى حدث أنه فى الأسابيع الماضية لم يستطع أى شخص تسجيل الأرقام الفائزة فتم ترحيل قيمة الجائزة على الأسبوع التالى حتى وصلت الجائزة الأولى فى سحب يوم الجمعة 12 يوليو إلى الرقم الذى ذكرته لك، وقد كانت قناة البىبىسى أول من أذاعت أن صاحب الورقة الذى اختار الأرقام الفائزة وهى: 7/19/38/42/45 ثم الرقمين 9 و10 لكن القناة أعلنت أنها لا تعرف من الفائز ومن أى دولة. عرفنا الساعة 12 ليلا تحكى «كريس ويير»» من بلدة فى أسكتلندا أنها كانت تجلس فى بيتها عندما بدأت فى منتصف الليل تبحث على التليفزيون عن الأرقام التى ظهرت فى الشريط الأحمر الذى يجرى أسفل الصورة على الشاشة بصورة متكررة هى نفسها كما تتذكر نفس الأرقام التى اختارتها مع زوجها «كولين» إلا أنها لم تتخيل أن تكون هى الفائزة فأخذت تراجع الأرقام مرات ثم قامت وأخرجت الورقة وطابقتها فوجدت أنها فعلا الأرقام التى كسبت. تحكى كريس أنها رغم بدانتها وأمراضها استطاعت أن تصعد سلالم الدور الثانى الداخلية لتصل إلى زوجها فى غرفة نومه وكان قد غط فى النوم وقد استيقظ على وقع خطواتها السريعة المهرولة فوق سلالم البيت وأحس أن هناك «مصيبة» لكن وجه زوجته كان ينطق بأنها ليست مصيبة بل مفاجأة. وقد انعقد لسان الزوجة التى نظر إليها الزوج مندهشا يسألها: فيه إيه؟ قالت وهى تتلعثم: اللوتارية. ويحكى «كولين» أنه فهم أن ورقة اللوتارية كسبت مبلغا لكنه لم يتصور أبدا أن يكون ما كسباه هذه الملايين! كان الوقت متأخرا فحاولا الاتصال بالخط الخاص باليانصيب للتأكد ولكنه كان مغلقا فكان عليهما الانتظار لليوم التالى للتأكد وليوم الإثنين للتقدم. وقد حدث مرة مع شخص فاز بالجائزة الأولى وكانت سبعين مليون جنيه أن خشى أن تبقى الورقة الفائزة معه إلى أن يأتى يوم الإثنين ليصرف القيمة فأيقظ مسئول البنك الذى يتعامل وأصر على أن يفتح له البنك أبوابه فى منتصف الليل لكى يودع الورقة فى خزانة البنك خوفا من اعتداء اللصوص والعصابات المتخصصة فى مطاردة الفائزين الذين هبطت عليهم الملايين فجأة. ولهذا كثيرا ما يطلب الفائزون - وهذا من حقهم - عدم الإعلان عن أسمائهم وهو ما يحدث مع معظم الذين حققوا الفوز. فيقال كانت قيمة الجائزة كذا ولكن لا يكشف عن الفائز حماية له سواء من العصابات أو المجرمين أو من الشحاذين فى كل دول العالم الذين يلاحقون الفائزين بطلباتهم الخاصة. احتفال غير عادى بالنسبة للزوجين كولين وكريس فقد كان أول ما فعلاه أن قامت كريس وفتحت زجاجة نبيذ واحتست كأسا وهو تصرف لا تفعله إلا يوم رأس السنة وبعد ذلك اختلفت الحياة واختلفت الأفكار ولم يستطيعا النوم الذى طار من العيون فقد وجدا نفسيهما أمام مسئولية ضخمة على حد وصف الزوج . غريبة هى الحياة فالزوج (64سنة) كان يعمل مصورا تليفزيونيا وأحيل إلى المعاش بسبب عجزه ومعاناته من التهاب المفاصل، والزوجة (55) سنة ممرضة سابقة أرهقتها الأمراض التى تعانيها ولهما ولدان: جامى (22 سنة) يعمل سويتش فى مركز اتصالات وكارلى (24سنة) تدرب على التصوير. والزوجان بدينان كما يتضح فى الصورة وبالتالى فالملايين التى جعلتهما فى ثراء لاعب الكرة «ديفيد بيكهام» كما صنفتهما الصحف جاءت فى الوقت بدل الضائع. قالت الزوجة ربما اشترينا بيتا جديدا وسيارة فاخرة. وقال الزوج أنا أحب بيتى ولا أريد أن أفارقه وسيارتى السوزوكى تقوم بالغرض، ولكن - يقول كولين - لعل الفلوس تعالج أمراضنا ونسافر إلى بعض البلاد التى نود رؤيتها هذه المرة بالدرجة الأولى.