رغم أن ظاهرة التسول فى مجتمعنا مرفوضة بوصفها سلوك سلبى يواجه سخطاً كبيراً حيث تشوه صورة مصر خصوصاً أمام السائحين، فإن الامر مختلف تماماً فى دول أوروبا وشرق آسيا التى تستغل ظاهرة التسول لجذب أكبر عدد من السائحين عن طريق توظيف الفلكلور الشعبى بصورة جميلة وشائقة ونسلط الضوء فى السطور التالية على «فن التسول» فى عدد من الدول. ** تعد الهند من أكثر دول العالم التى تنتشر بها ظاهرة التسول حيث تعتبرها أيضاً مصدراً من مصادر جذب السائحين نظراً لارتداء المتسولين الهنود الزى الفلكلورى، فهناك مدينة بالقرب من نيودلهى العاصمة مخصصة للتسول ويعيش أهلها على التسول كما أن بها مدرسة لتعليم الأطفال الفقراء فن التسول حيث يرسل الأهالى أطفالهم إلى المدرسة لتعلم فنون المهنة، وبعد تلقى الدروس جيداً يبدأ الطفل العمل فى المناطق السياحية والأثرية مثل تاج محل وميناء مومباى حيث تأتى السفن الأجنبية من كل أنحاء العالم ويتسول الهنود أمام الميناء أملاً فى كسب أية عملة أجنبية أو غذاء . ** أما المتسولون فى فرنسا فيتميزون بالزى الغجرى أو زى المهاجرين غير الشرعيين وخاصة عند ساحة برج إيفل وينتشر بائعو الزهور نظراً لأن باريس مدينة الحب، كما يمكن أن تجد راقصات باليه على أنغام فرقه موسيقية وبعد انتهاء العرض يضع السائحون النقود فى سلة مزينة بالورود!! ** ويقدم المتسولون فى انجلترا عروضاً استعراضية للفرق العالمية والمشهورة مثل رقصات مادونا والليدى جاجا وبيونسيه وعروضاً مسرحية بالشارع وخاصة من ميدان البيكاديللى بلنون. كما يفوم المتسولون برسم لوحات بأسعار زهيدة سواء لوحات بورتريه أو كاريكاتور. ويشتهر ميدان البيكاديلى بإنتشار فرق الراب المتسولة يومى الأحد?والأثنين. ** أما فى إيطاليا بلد الموضة والأناقة فلابد أن يكون المتسول أيضاً نموذجاً للأناقة، إذ يبدو المتسولون كأنهم عارضو أزياء يقيمون عروضهم فى الشارع ليجذب الانتباه على غرار العروض الكبيرة التى تشهدها عاصمة «الموضة» روما ومن الممكن أن يبيعوا ملابسهم التى ارتدوها خلال العرض للسائحين. وهناك من يرتدى شخصيات تاريخية مثل روميو وجوليت وكليوبترا وأليس فى بلاد العجائب ويقومون أيضاً برسم اللوحات والصور الفوتوغرافية للسائحين . ** وفى أسبانيا يقوم المتسولون بالرقصات الشعبية والفلكلورية فى ميادين مدريد مثل رقصة الصالصا والكلاكيت .ولاتختلف اليونان كثيراً عن أسبانيا فيتسول اليونانييون بالرقص حيث يقدمون الرقصات اليونانية المشهورة وتقيم الحكومة لهم مهرجاناً سنوياً. ** أما سويسرا فلها أسلوب خاص على عكس باقى جيرانها فى القارة الأوروبية حيث جميع المتسولات من الفاتنات ويرتدين ملابس فرق كره القدم وفى ألمانيا والنمسا يرتدى المتسولون وملابس المزارعين القدامى فى القرن ال 15 . ** أما أمريكا الشمالية فظاهرة التسول تختلف عن القارة الأوروبية حيث يمسك المتسولون لافتات تعبر عن رغبتهم وأيضاً تحتوى على تعليقات غربية تلفت الانتباه وتثير ضحك المارة، وكشفت إحصائية بصحيفة «الواشنطن بوست» ان كل متسول يمسك لافته قد يصل دخله إلى أكثر من 150 دولاراً فى اليوم وذلك بسبب العبارات المضحكة التى ?تحملها اللافته. ** وفى البرازيل وبالتحديد فى ريودو جانيرو يقوم المتسولون على الشواطئ بعمل حركات بهلوانية مقابل المال وتعد أحد مصادر السياحة ومهنة من لا مهنة له. وتختفى ظاهرة التسول تماماً فى كندا وإيرلندا ونيوزيلاندا واستراليا واليابان وكوريا الشمالية وتايوان وسنغافورة، فى حين أن الصين تمنع المتسولين ولكن تسمح لهم بالتجول ببضائع وأيضاً تقوم بذلك تايلاند واندونسيا، أما ماليزيا فتنتشر بها ظاهرة الإتاوة أى وجود قطاع للطرق يقطعون الطريق على السائحين مقابل مبلغ من المال.