على بعد مئات الكيلو مترات وبالقرب من الحدود الشرقية لمصر عقدت جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب (مستقبل سيناء) مجموعة من الندوات بمحافظة شمال سيناء لبحث مشكلات تلك البقعة المهمة من ارض مصر ووضع التوصيات امام الجهات المسئولة من اجل تنميتها خاصة بعد زيارة د.عصام شرف رئيس الوزراء حين عقدت جمعية المحاربين ثلاث ندوات خلال الأسبوع الماضي في العريش والبرث بشمال سيناء، والقسيمة بوسط سيناء للاستماع إلى مطالب البدو وإجراء نقاش موضوعي معهم بحضور نخبة من الخبراء الاستراتيجيين والاقتصاديين وعلماء الدين والفنانين، للخروج بتوصيات حول سبل تنمية سيناء وتلبية متطلبات البدو. وجاء في مقدمة الأهداف التي سعت الندوات لتحقيقها تقريب الرؤى والحد من حالة الاحتقان بين القبائل والحكومة، والوصول بتوصيات فعالة لتنمية سيناء على أن تكون التوصيات قابلة للتنفيذ وترفع للحكومة، وكذلك المساهمة في عمل مشروعات والمشاركة بها وليس الخروج بتوصيات فقط. الندوة الاولى انعقدت بمقر المجلس الشعبي المحلي للعريش والثانية بمقر مكتب شئون القبائل بالبرث أما الثالثة فعقدت بمقر مكتب شئون القبائل بالقسيمة بحضور اللواء أ.ح/ السيد عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء وسالم العكش رئيس المجلس المحلي وأعضاء المجلس وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية ورئيس جمعية مجاهدى سيناء وأبناء القبائل . وقال اللواء مبروك إن هذه أول ندوة تعقد بالمحافظة عقب ثورة 25 يناير، موجهاً التحية لجمعية المحاربين القدماء التي نظمت الندوة، كما وجه التحية لشباب الثورة وشهدائها، لأنها فتحت الباب للقضاء على عدة أمور سلبية في مصر بشكل عام وشمال سيناء بصفة خاصة، وأوضح أن مستقبل مصر سيكون في شمال سيناء لأنها صمام أمن مصر وبوابتها الشرقية ، مشيدا بدور مجاهدي سيناء في الحروب التي خاضتها مصر ضد إسرائيل منذ حرب 48 وحتى 1973 ، مؤكدا أن مجاهدي سيناء ساعدوا في عملية العبور وساعدوا القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر المجيدة. واكد اللواء عبدالوهاب مبروك ان رئيس الوزراء وعد خلال آخر لقاء له في عيون موسى 25 أبريل الماضي أن سيناء وشعبها لن يعانوا الاضطهاد أو التهميش أو التمييز بعد اليوم، ووعد أنها ستكون من أولويات الحكومة في التنمية الشاملة في برنامجها والذى بدأ بتوجيهات من رئيس الوزراء لإنشاء هيئة مستقلة للتنمية وبدأت جميع الوزارات في تخصيص أراض لتوزيعها على أبناء شمال سيناء، كما يجرى مد خط السكك الحديدية حتى رفح. وأكد أن الأمن والأمان يبدأ من شمال سيناء لذا كان الاهتمام بها ، لتحقيق الاستقرار ومن هنا تم فتح ملف كان مغلقا وهو ملف المعتقلين السياسيين وتم التنسيق مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزيرى الداخلية والعدل وتم الافراج عن 169 من المعتقلين من ابناء شمال سيناء. كما تم اسقاط الأحكام العسكرية الغيابية عن 120 فردا بالتنسيق مع المجلس الأعلى والافراج عن 31 مسجونا في أحكام جنائية عسكرية، كذلك تم إحضار لجنة تجنيدية من منطقة تجنيد الزقازيق حلت مشكلة أكثر من 380 مواطنا كان لهم مواقف تجنيدية وتخطوا 30 سنة. حاليا نبحث مع وزيرى العدل والداخلية إنهاء الاحكام الغيابية الجنائية التي تصل إلى أكثر من 252 حالة وستظهر أخبار سارة قريبا، حتى يتعايش جميع المواطنين في سيناء في أمن وأمان وقال ان القوات المسلحة تعطي مهلة لتسليم السلاح حتى نهاية الشهر بدون الوقوع تحت طائلة القانون، وبعدها ستطبق الإجراءات القضائية. أما اللواء أ.ح / محمود الميهي مدير جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب فأكد خلال اللقاء على اهتمام الجمعية بسيناء وعقد الندوة تحت شعار(مستقبل سيناء) كأول نشاط لها بعد 25 يناير، مؤكدا أن الهدف من الندوة هو الاستماع لآراء ومقترحات أهالي سيناء للاستجابة لها وتحقيق آمالهم، وأشار إلى أن الاهتمام بسيناء جاء على رأس أولويات الدولة وترجمة ذلك بخطوات ملموسة . وطالب اللواء الميهي شيوخ وعواقل سيناء بالاتحاد وتكوين تحالفات أو ائتلافات للتعبير عن مواقفهم ومطالبهم ومناقشة الحكومة في خطة تعمير وتنمية سيناء، مشددا على ضرورة أن يعمل شيوخ سيناء بشكل جماعي وليس بنزعة فردية. كما شدد الميهي على ضرورة أن يكون هناك تنسيق للرؤى والمطالب ما بين شيوخ وعواقل سيناء لإقامة مشروعات برأس مال وطني بدلا من انتظار المستثمرين الأجانب. من جانبه قال الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق، إنه إن لم تتغير نفوسنا ستبوء جميع الجهود نحو المستقبل بالفشل، ويجب أن نعمل من أجل مصر، وسيناء في قلب مصر، مؤكدا أن الجدل حول اختيار شخصية أو أخرى لمنصب أو لآخر هو جدل عقيم، قد يجعلنا نستمر به لأعوام دون تحقيق أي شىء. واكد الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الاوقاف على اهمية وحدة ابناء سيناء من اجل التنمية ودور العمل والتنمية فى الاسلام وقال ان العودة الى ما قبل 25 يناير تفكير ساذج وغير مقبول، مشيرا الى ان التنمية لا تأتى بالأمانى والأحلام ولكنها تحتاج الى العمل والجهد. واضاف «نحتاج الى ثورة نتوحد فيها لزراعة مليون شجرة مثمرة ، نريد مليون عامل نريد استصلاح واستزراع مليون فدان. وقال اللواء عبد المنعم كاطو الخبير الاستراتيجى ان عهده بأبناء سيناء على مدى تاريخ طويل أنهم يتمتعون بوطنية ومصرية لا تقارن فى حين قال الدكتور ابراهيم سليمان عبده استاذ الاقتصاد بجامعة الزقازيق ان سيناء مشروع قومى واقعى يحتاج فقط الى تفعيل فهو ليس مجرد فكرة مازالت تحتاج الى الدراسة ولكنه يحتاج فقط الى العمل , وقدم فكرة اقامة تعاونيات زراعية بين ابناء المحافظة لتسهيل الاستثمار الزراعى الصغير والذى يعد المستقبل الحقيقى لهذه البقعة من ارض مصر لتسهيل تسويق المنتجات الزراعية . وتذكر اللواء أركان حرب ممدوح خليفة الخبير الاستراتيجي والذى حارب على ارض سيناء منذ عام 1952 وحتى 1973 دور أبناء سيناء من المجاهدين مع القوات المسلحة وكيف جعلوا سيناء كتابا مفتوحا للقوات العابرة للضفة الشرقية للقناة فى حرب أكتوبر . وعرض العديد من ذكرياته مع ابناء سيناء وتلاحمهم لمواجهة عملاء اسرائيل والقبض على عدد كبير منهم . واشار العميد ايمن هنداوى مدير العلاقات العامة بوزارة الداخلية الى ان الوزارة اتخذت استراتيجية جديدة فى الأمن تقوم على التعاون بين الشرطة والشعب من منطلق الاحترام المتبادل ومعالجة سلبيات الشرطة خلال المرحلة القادمة والحفاظ على تقاليد المجتمعات . والتقت اكتوبر بالشيخ عبدالله جهامة رئيس جمعية مجاهدى سيناء على هامش الندوة التى عقدت بالقسيمة على الحدود المصرية الذى اكد ان ابناء سيناء قدموا الدماء والارواح فداءً لهذا الوطن الذى يعشقه ابناء سيناء وقال ان جمعية مجاهدى سيناء عمرها يصل الى 60 عاما وطالب الدولة بالاهتمام بهذه المجموعة لترسيخ الولاء والانتماء لدى الشباب ، فما حدث للمجاهدين كان تكريما معنويا فقط ورغم حصول المجاهدين على نوط الامتياز من الطبقة الاولى كان المعاش 13 جنيها فقط . واضاف الشيخ عبدالله ان سيناء اهملت على مدى سنوات عديدة فمنطقة وسط سيناء ارض بكر تحتاج فقط الى المياه وسوف تكون سلة غذاء مصر اذا تمت تنميتها وطالب بإعادة النظر لهذه المنطقة وزراعتها الشجر لتكون حائط صد امام اى عدوان . وقال الشيخ مسلم سلام محيسن ان تنمية سيناء تحتاج الى قرار حقيقى يتم العمل به وليس تصريحات اعلامية كما شاهدنا فى العهد السابق بل تنمية تلامس الارض وترويها مياه نهر النيل الذى مازالت مياهه حلما لوسط سيناء اخصب بقعة فى مصر التى تحتاج فقط الى نقطة المياه وسوف تتحول الى اكبر منطقة مأهولة بالسكان . وقدم الفنان محمود الجندى بعض النماذج من الاعمال الفنية للفنان الكبير سيد درويش التى تحث على العمل واستعرض تاريخ الفن فى خدمة المجتمع ودوره فى رفع الهمم ورفع الروح المعنوية وتأثيرها فى وجدان الشعوب . كما قدمت الشاعرة ايمان البكرى عددا من قصائدها الشعرية فى حب مصر . كما طالب المشاركون فى الندوات بعودة الشرطة على أن تتعامل بطريقة محترمة مع المواطنين لا أن تعود كما كانت في السابق. ومن الجدير بالذكر أن الندوات الثلاث أدارها اللواء أركان حرب محمود الميهى.