بعد حصول فيلم «الشوق» على الهرم الذهبى، وحصول «ميكروفون» على جائزة أفضل فيلم عربى فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ال 34، هل معنى هذا أن من خلال السينما المصرية بدأت تعود إلى مجدها؟ ولماذا تفشل هذه الأفلام جماهيريا؟ وماهو المؤشر الحقيقى لاختيار الأفلام الفائزة بجوائز المهرجانات؟ هذا ما سنحاول الاجابة عنه من خلال هذا التحقيق.. * فى البداية يبرر الناقد محمد الشافعى فوز هذه الأفلام بالجوائز قائلا:فى الحقيقة فوز فيلم «الشوق» فى مهرجان القاهرة السينمائى لهذا العام كان فوزا مستحقاً، لأن قصة العمل إنسانية جدا ولذلك فقد أثر على لجنة التحكيم بالمهرجان، أيضا الفنانة سوسن بدر كانت تستحق أن تحصل على جائزة أفضل ممثلة سواء عن فيلم «الشوق» أو عن أى عمل آخر لها، فى الحقيقة بالنسبة لترتيب مصر سينمائيا على المستوى العربى فهى رقم واحد مع وجود بعض المنافسات المحترمة مع المغرب، ونجد أن معظم الأفلام التى تسقط جماهيريا تنجح فى المهرجان لأن الانتاج يكون عينه على اشتراك الفيلم فى المهرجانات وليس هدفه الجمهور، فعلى سبيل المثال نجد فيلم «الأرض»، «باب الحديد» على الرغم من فشلهما جماهيريا إلا أنهما حصلا على العديد من الجوائز، والنجاح الحقيقى بالفعل للسينما المصرية يتحقق عندما يجمع الفيلم بين نجاحه جماهيريا ونجاحه فى المهرجانات. وعن اشتراك العديد من الوجوه الجديدة فى هذه الأفلام يواصل قائلا: لا أرى فى ذلك أى خطأ ماداموا أنهم قادرون على أن يقفوا على أرجلهم ويقدموا فنا حقيقيا فلم لا، فمعظم النجوم فى الوقت الحالى كانوا وجوهاً جديدة منذ سنوات، والفنان الموهوب هو الذى يستطيع أن يثبت نفسه.. * ويقول الناقد محمود قاسم: إن السينما المصرية إما أن تقدم أفلاما مميزة أو تكون فى حالة انحصار، والسينما تميزت هذا العام بالتمثيل فى المهرجانات، وخاصة فى أفلام الديجيتال مثل فيلم «ميكروفون» الذى فاز فى مهرجان «قرطاج» ومهرجان «القاهرة السينمائى»، أيضا خالد الحجر قدم فيلما متميزا هو «الشوق»، أيضا هناك فيلم مصرى متميز جدا وحاز على إعجاب لجنة تحكيم مهرجان دبى السينمائى وهو فيلم «678»، ومعنى هذا أننا حصدنا النجاح فى صورة جوائز المهرجانات، وكل هذه الأفلام التى نجحت تعبر عن تجارب استثنائية غير مقصودة ولا تعبر بأى حال عن مؤشر السينما المصرية التى هى فى الأصل سينما تجارية، والسينما التى تبحث عن الربح سينما ساذجة جدا، والدليل على ذلك أن تلك الأفلام التى حققت الجوائز فى المهرجانات أفلام إنتاجها محدود فعلى سبيل المثال فيلم «678» من إنتاج الفنانة «بشرى»، ومن هذا يتضح لنا أن الأفلام ذات الإنتاج المحدود هى الأفلام التى تحصد الجوائز.. * ولكن الناقد «أبو العلا السلامونى» كانت له وجهة نظر مختلفة فقال: إن فوز الأفلام المصرية هذا العام بالمهرجانات هو فوز ضئيل جدا وعدد الأفلام التى شاركت وفازت أيضا قليلة وكان من المفترض أن يكون عدد الأفلام المصرية التى تحصد الجوائز أكبر من ذلك بمراحل كثيرة، لأن مصر صاحبة تاريخ عريق فى مجال السينما، وقد كنا نصدر الأفلام للخارج مثلما نصدر القطن المصرى، أما الآن فأصبحنا نقدم أفلاما ساذجة وضعيفة المستوى وقليلة العدد، وفوز تلك الأفلام فى المهرجانات لا يرجع إلى تقدم السينما المصرية بأى حال من الاحوال بل هى مجرد نماذج فردية لأفلام قدمت شيئا مختلفا عما تعودنا أن نقدمه سينمائيا...