مابين حفل افتتاح المهرجان المبهر.. وحفل ختام دورة هذا العام وتوزيع الجوائز فروق شاسعة.. فقد كان الحضور في حفل الافتتاح وبرنامجه في غاية من الإبداع ولكن حفل الختام أصيب بنوع من التوهان وفقدان البريق الذي حققه حفل الإفتتاح ببرنامجه. والحضور الطاغي من النجوم المصريين.. والنجوم الأجانب.. المكرمين.. وأعضاء لجان التحكيم.. وحضور أبطال الأفلام المشاركة في أقسام المهرجان والذي وصل عدد أفلامها إلي250 فيلما من71 دولة تشارك في أقسام المهرجان.. والزحام علي البساط الأحمر من كل النجوم.. وفلاشات الكاميرات تلمع وتضيء طوال مشوار الحوارات بين النجوم والنجمات.. والمقابلات التليفزيونية.. المنتشرة في جنبات البساط الأحمر.. وفجأة جاء حفل الختام مخيبا للآمال.. فقد الإبهار واختفت نجمات ونجوم الإبهار.. وانتظر البساط الأحمر من يسير عليه.. ولكن لم يستجب إلا القليل.. وصلت حالة من الهدوء المشوب بفقدان أضواء النجاح.. وتحمل د. عزت أبو عوف رئيس المهرجان وحده مسئولية استقبال الحضور.. وتوزيع الجوائز فردا فردا. وحاول بكل قوة التغلب علي عدم وجود وزير الثقافة الذي سافر في مهمة.. ووحده كان يذهب إلي الداخل علي خشبة المسرح لإحضار النجوم والنجمات لتسلم جوائزهم ويصفق بعد كل جملة يقولها الفائز حتي يصفق الجمهور الصامت.. ولاتوجد مساعدات تقوم بمهمة إحضار النجوم والنجمات.. وحاول النجم الكبير عمر الشريف انقاذ مايمكن إنقاذه.. علي الرغم من إصابته التي ظهرت في ساقيه وهو يحضر المهرجان.. متغلبا عليها بقوة وهو يشارك في تقديم الجوائز مع عزت.. وحصلت مصر علي عدد منها فيلم الشوق الهرم الذهبي وعمرو واكد كأفضل ممثل مناصفة وميكروفون جائزة الديجيتال100 ألف جنيه. وسوسن بدر أفضل ممثلة في فيلم الشوق وكثرت شهادات التقدير التي قدمت لكثير من النجوم المشاركين في المسابقات.. وكل هذا لم يسهم في إبهار كان يحتاجه حفل الختام المفقود.. ولكننا نتمسك بحفل النجاح في الافتتاح.. ليكون هو الأمل الذي نرجوه لمهرجاننا وللسينما المصرية في كل مشوارها ومهرجاناتها. وقد عشت كل تفاصيل نجاح المهرجان هذا العام. وأخطاء في بعض تفاصيله.. وعشت حفل الختام.. وتمسكت بالنجاح لأجعله سببا يطالب بانطلاقة سينمائية كبيرة تؤكد مشوار السينما المصرية وتاريخها الطويل صاحب المائة عام التي نرددها دائما عندما نتعرض لمشاكل السينما المصرية وعندما نتمسك بماضيها وتاريخها العظيم دفاعا عن حاضرها الذي نعيش فيه.. علها تشفي الجراح. ولكن التاريخ وحدة لايكفي لمواجهة التحديات التي تواجهها السينما المصرية.. والتنافس الشديد بين المهرجانات الدولية.. أو الأخري التي تحاول الحصول علي صفة الدولية.. والتي ظهرت علي خريطة الساحة السينمائية في العالم. وتدق أجراس المنافسة وسباق التطور التكنولوجي في عالم صناعة السينما والذي بدأ مشواره السينمائي منذ أعوام ومنذ أفلام السينما الصامتة إلي أفلام السينما ثلاثية الأبعاد التي غيرت تماما من شكل الرؤية والمشاهدة السينمائية.. واخترعت نوعا جديدا للأماكن التي تدور فيها أحداث الأفلام.. ممزوجة بالخيال العلمي الذي يبهر المشاهد.. باكتشافات عالم جديد يعيش في الكواكب.. وأعماق البحار.. وفي الفضاء في مراكب فضائية.. وعالم ماوراء الرؤية.. والكوارث.. والبراكين وأسماك القرش.. والحرائق.. ونهاية العالم.. وذوبان الثلوج في القطب الشمالي والجنوبي.. والإستنساخ.. والإنسان الآلي.. والتغيرات المناخية المفاجئة التي أصبحت ظاهرة عالمية. كل هذا يتطلب منا انطلاقا سينمائيا مستغلا كل ماهو حديث من تطور الصناعة.. والاستعانة بها في أفلام جديدة تحمل موضوعات علي مستوي عالمي فكرا وإبداعا.. وتكنيكا.. مهما كانت التكلفة الإنتاجية علي الرغم من أن هناك أفلاما تصل إلي قمة صناعة السينما.. بأقل تكلفة.. وتحقق نجاحا جماهيريا.. وماديا.. ونقديا.. وجوائز من مهرجانات عالمية دولية. ويجب أن تعود صفة أن السينما واحدة من أهم روافد الدخل القومي.. ماديا.. ومن أهم الوسائل الثقافية.. التي تغزو العالم بأفلامها وحضارتها الحقيقية.. وتغير معظم المفاهيم الخاطئة عن المجتمع المصري والعربي بوجه عام وتصبح السينما بدلا منان يطلق عليها مصر في عيون السينما العالمية الذي قدمها المهرجان هذا العام.. يطلق عليها مصر في عيون السينما المصرية وذلك بما تقدمه السينما من أفلام تستحق أن تحمل اسم مصر.. وتغزو بها مهرجانات العالم.. وتنافس بكل قوة وثقة رافعة شعار حضارتها.. وماضيها السينمائي صاحب المائة عام.. كان وعد الوزير الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الذي أعلنه منذ أعوام.. أن أحدها هو عام السينما.. ولكن تأخر تنفيذ الوعد لعدة أسباب, وظهرت بشائره هذا العام في إنتاج بعض الأفلام.. والمساهمة الجادة والنشطة في نجاح مهرجان القاهرة السينمائي في دورته هذا العام(34) وأجراس النجاح والمنافسة.. في حاجة إلي الاهتمام بتخفيف أو رفع كل المعوقات من أمام تنفيذ هذه الأفلام.. والدولة لأنها يهمها هذا الرافد القومي القوي.. عليها وضع كل التسهيلات والمساهمات المادية.. والقانونية.. وفتح أبواب تصوير الأفلام الأجنبية علي أرض مصر بلامشاكل أو معوقات.. والمساهمة في تخفيض الأجور المبالغ فيها لأماكن التصوير.. وتخفيف الضرائب أو إلغائها التي تتحصل من هذه الصناعة.. ولنا نماذج في العالم العربي.. مثل سوريا.. والأردن.. ودبي.. وأبوظبي.. في اهتمامها بالسينما والتليفزيون.. وإعتبارها من أهم روافد الدخل القومي.. ماديا.. وسياسيا.. واجتماعيا.. وعلينا أن نساعد كل الشباب في محاولاتهم السينمائية الجديدة.. في مصر.. أو في الأفلام العالمية ونوفر لهم كل وسائل التشجيع والاطمئنان والرعاية ليحققوا أحلامهم السينمائية التي هي أحلام مصر كلها.. ولنا دور لايخفي ولاينكر في مشاركة أفلامنا ونجومنا في جميع المهرجانات العربية الآن والأجنبية أيضا.. ونرجو مشاركتهم في صحوة جديدة للسينما المصرية.. التي بدأت بعد نجاح مهرجانها تدق أجراس المنافسة!!