بعد توقف دام لأكثر من 12 عاما يعود معهد العالم العربي بباريس لتنظيم بينالي السينما العربية أو ما يعرف بمهرجان السينما العربية بباريس، وهو مهرجان كان يقام مرة كل عامين، منذ العام 1992، وكان يفتح الأبواب واسعة لإبداعات المخرجين السينمائيين العرب، بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، وكاد يشكل ظاهرة هامة للعرب في أوروبا وليس فقط في فرنسا. وتوقف هذا المهرجان في العام 2006 نتيجة لظروف مادية أو بسبب التقشف بحسب المنظمين حينها، ولكن المعهد الذي استطاع عقد شراكات هامة مع عدة مهرجانات، كمهرجان بانوراما السينما المغاربية والشرق أوسطية ومهرجان دبي السينمائي الدولي، استمر في تقديم نشاطات فنية وسينمائية، تشتمل على عروض للأفلام السينمائية العربية الجديدة، بمرافقة نقاشات لمختصين في الحقل، وقدم مؤخرا جوائز الصحافة العالمية للأفلام الفرنسية الإنتاج أو ذات الإنتاج المشترك. وستعقد دورة هذا العام من بينالي السينما العربية في باريس بدءا من 28 يونيو القادم، بحسب المشرفة العامة على الدورة ليان الشواف السورية المقيمة في فرنسا، والتي بدأت بالعمل في معهد العالم العربي منذ الدورة الأولى لبينالي السينما العربية في العام 1992، وستقوم الدورة بتكريم شخصيتين سينمائيتين بارزتين، كان لهما الأثر الكبير في صناعة السينما، هما المخرج اللبناني جان شمعون، الذي لقّب برائد السينما الوثائقية والذي وافته المنية في أغسطس من العام الماضي 2017، بحضور زوجته وشريكته المخرجة مي المصري، ومن المتوقع أن يعرض له فيلم “طيف المدينة” وهو الفيلم الروائي الوحيد للمخرج الذي قدمه في العام 2000، وكان من أشهر أفلامه الوثائقية التي لاقت أصداء واسعة “تل الزعتر”، “أنشودة الأحرار”، “رهينة الانتظار”، “يوميات بيروت” وغيرها من الأفلام. كما سيتم تكريم الممثل والمخرج الجزائري محمود زموري الذي رحل عنا في نوفمبر من العام 2017، وسيعرض المهرجان فيلما له من تأليف ماري لورانس عطية، وكان الزموري قد اشتهر بأفلامه التي تطرقت وناقشت موضوع الثورة الجزائرية، كما في فيلم “سنوات التويست المجنونة”، وفيلم “شرف القبيلة” وغيرهما. وسيقيم منظمو البينالي هذا العام البعض من الورشات السينمائية المتوقعة، منها ورشة تدريبية لكتابة السيناريو، تشرف عليها المخرجة اللبنانية الأصل الأميركية الجنسية دارين حطيط، التي تمتلك شركة إنتاج مستقلة في نيويورك، وهي شركة على صلة قوية مع منطقة الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا. وقد عرف عن دارين اهتمامها بالمواضيع التي تتعلق بالمستقبل والإنسان والتقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، كما سيتم تنظيم لقاءات حول “ورش وإقامات ورش كتابة السيناريو” في فرنسا والعالم العربي بحضور منظمي تلك الورشات. وستشتمل هذه الدورة التي ستشارك فيها العديد من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية، على جوائز مادية للأفلام الفائزة بالمسابقة وجوائز عينية لأفضل ممثل وممثلة، وجائزة لأفضل سيناريو للفيلم القصير، بالإضافة إلى جائزة مساعدة توزيع، التي تمنح للفيلم الفائز للتوزيع ضمن صالات العرض الفرنسية، كما سيتم التركيز على إنتاجات السينما السعودية بشكل خاص.