نظم في باريس معرض عالمي مخصص للفن الإفريقي المعاصر. عنوان المعرض «Also Known As Africa» (AKAA)» (تُعرف أيضاً باسم افريقيا) وقد شاركت فيه 30 صالة عرض من 11 بلداً هي المغرب والجزائر والكاميرون وفرنسا وجنوب أفريقيا وبريطانيا وإثيوبيا وكينيا والولايات المتحدة وألمانيا وزيمبابوي. ترجع فكرة إطلاق المعرض إلى الشابة الفرنسية الأميركية فيكتوريا مان التي خططت له سنوات وكان يفترض أن يقام العام الماضي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لكن الاعتداءات الإرهابية التي حصلت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 في باريس أدت الى إلغائه. واليوم وبسبب إصرار منظميه وعلى رأسهم مان، انطلقت دورته الأولى وحققت نجاحاً شعبياً وإعلامياً. تقول فيكتوريا: «علاقة فرنسا بإفريقيا قديمة وتاريخية»، لكن على رغم ذلك فإن المعارض المخصصة لنتاجها الإبداعي المعاصر تظل نادرة ومنها المعرض الذي أقيم عام 2005 تحت عنوان « Africa Remix » في مركز بومبيدو الثقافي. من هنا أهمية معرض AKAA لأنه يساهم في إبراز الكثير من المواهب غير المعروفة خارج بلدانها الأصلية، ويتيح لها حضوراً في عاصمة عالمية للفنون كباريس ما يساعدها على الترويج لأعمالها ويدعم انفتاحها على آفاق جديدة تجارية وفنية. وفي موازاة أعمال الفنانين الذين ولدوا في القارة الإفريقية يشارك في المعرض فنانون أوروبيون وأميركيون يستوحون عوالمهم من الفضاءات الإفريقية، ومنهم الإيطالي نيكولا لو كالزو. وبعض الفنانين المشاركين معروفون في باريس والعالم وفي طليعتهم الجزائري رشيد قريشي المولود في الجزائر عام 1947، والذي حل ضيف شرف على المعرض، وشارك بمقاماته المعلقة عند مدخل المعرض كستائر تختصر ملامح أساسية من فنه المستوحى من روح الخط العربي وأجواء الصوفيين الكبار في التراث الإسلامي. ويقول قريشي إن هذه المقامات مهداة «للمعلمين غير المرئيين»، ويقصد بهم أعلام التصوف ومنهم ابن عربي والنفري ورابعة العدوية... تطالعنا هذه الأعمال المعروضة أيضاً في كتاب فخم وجميل صدر أخيراً عن دار آكت سود Actes Sud الفرنسية تحت عنوان «المعلمون غير المرئيين». هذا الكتاب وغيره من الكتب التي تبرز تجارب الفنانين المعاصرين في القارة الإفريقية خصص لها جناح في المعرض إلى جانب الأعمال الفنية. نتعرف في المعرض أيضاً على نتاج مبدعين آخرين من دول عربية يعملون في مجال الصورة الفوتوغرافية التي صارت فناً قائماً بذاته تخصص لها مهرجانات وصالات بأكملها. من هؤلاء الجزائرية فريدة همك التي تشارك بمجموعة جميلة من الصور لنساء جزائريات داخل منازلهن، والفنان المغربي هشام قرداف الحاضر ببورتريه لرجل جالس في مقهى في مدينة طنجة.