حذّر مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، منير البرش، اليوم الخميس، من أن المخاطر التي يواجهها القطاع مع كل منخفض جوي تتجاوز حدود الطقس، مؤكدًا أن الظروف الإنسانية والصحية باتت أكثر تهديدًا للحياة. وأوضح البرش، في تصريحات لقناة «الجزيرة»، أن غزة تعاني من نقص حاد في الأدوية، خاصة أدوية الأمراض المزمنة التي يحتاج إليها المرضى بشكل يومي، وهو ما يضع آلاف المرضى ضمن دائرة الخطر المباشر. وأضاف أن موجات البرد القارس «فتحت بابًا جديدًا للموت» في ظل غياب وسائل التدفئة ومستلزمات الوقاية، بينما يعيش النازحون في خيام لا توفر الحد الأدنى من الحماية. وكشف البرش عن وجود 9300 طفل يعانون من سوء تغذية حاد نتيجة الحصار ونقص الغذاء وعرقلة وصول المساعدات، محذرًا من تفاقم الوضع الصحي إذا استمرت الظروف الحالية. وفي وقت سابق اليوم، توفيت رضيعة تبلغ من العمر ثمانية أشهر نتيجة البرد القارس في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وتوفيت الطفلة الرضيعة رهف أحمد ناجي أبو جزر داخل أحد مخيمات النزوح في مواصي خان يونس، التي نزحت إليها عائلتها من رفح جنوب القطاع. وتعرّضت مئات الخيام للغرق في مواصي رفح وخان يونس وسط انخفاض درجات الحرارة، مع استمرار تساقط الأمطار. وأشارت المصادر إلى أن الحادث يعكس خطورة الأوضاع الإنسانية في القطاع، خاصة على الأطفال والنازحين المقيمين في خيام ضعيفة وغير مؤهلة لمواجهة الطقس البارد. وأعلن الدفاع المدني في رفح عن إخلاء 14 خيمة غمرتها مياه الأمطار في مناطق متفرقة من مواصي خان يونس، ونُقل النازحون إلى أماكن أكثر أمانًا. كما قامت الطواقم بسحب مركبتين عالقتين في الطرق الرملية والطينية، رغم صعوبة الوصول وضعف الإمكانات المتوافرة، وذلك ضمن جهود مستمرة للتخفيف من آثار الأمطار على السكان والمناطق المتضررة.