تقرر إلغاء أول معرض للفن الأفريقي المعاصر كان من المقرر أن تستضيفه العاصمة الفرنسية باريس في الفترة من 3 إلى 6 ديسمبر المقبل بسبب الهجمات الأخيرة التي وقعت في باريس وباماكو. وأوضحت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن فيكتوريا مان مديرة المعرض قالت، في تصريحات سابقة نشرتها الصحيفة عقب هجمات باريس التي أسفرت عن مقتل 130 شخصًا وإصابة أكثر من 350 آخرين مساء 13 نوفمبر، "لا يمكن إلغاء المعرض الذي بات يكتسب اليوم أهمية رمزية أكثر مما كان عليه قبل 13 نوفمبر نظرا لأنه يستضيف أعمالا تعكس التنوع وحرية التعبير، بالطبع سيغيب البعض عن فعاليات المعرض من الذين يفضلون الابتعاد، ولكن الذين سيقررون زيارتنا سيفعلون ذلك عن اقتناع كبير". وذهب أزو نواجبو، مؤسس مهرجان لاجوس للتصوير وعضو لجنة اختيار الأعمال المشاركة في المعرض، إلى ما هو أبعد من ذلك قائلا: "هناك البعض الذين سيغريهم الانسحاب لكن التعددية والابتكار وصناعة الإبداع والاحتفاء بالجمال القائم على التقارب أكثر من التطابق كلها أمور خليقة بالدفاع عنها الآن أكثر من أي وقت مضى، لا يمكنا الخضوع لحظر تجول ثقافي". ودفعت الأحداث الأخيرة الفنان التشكيلي الجنوب إفريقي بروس كلارك إلى الإعداد لحلقة نقاش كان من المقرر عقدها يوم 3 ديسمبر حول مقال نشره كلارك غداة مذبحة باريس تحت عنوان "تخيلوا" كتب فيه "لا يمكننا الاستمرار وكأن شيئا لم يكن وأن نمضي كعادتنا بالتفكير في أشغالنا، كان ينبغي التوقف والتأمل في العالم الذي نعيش فيه، يتعين على الفنان أن يكون صاحب موقف لديه إجابات على كافة الأسئلة دون أن يظن أنها الأفضل بالضرورة". بيد أن الهجوم الذي استهدف فندق راديسون بلو بالعاصمة المالية باماكو في 20 نوفمبر غير مجرى الأمور حيث قرر ثلاثة عارضين من بين 25 عارضا مشاركا في معرض الفن الأفريقي المعاصر الانسحاب في اليوم ذاته. ومن ثم قررت فيكتوريا مان إلغاء المعرض، موضحة "لم أكن متأكدة من القدرة على وقف نزيف الانسحابات، تكلمت كثيرا مع لجنة اختيار الأعمال وأجريت تقييما للآراء المؤيدة والمعارضة للقرار، كان بوسعنا الاستمرار ما إذا كان المعرض مجرد منبر ثقافي مثلما هو الحال بالنسبة لملتقى لقاءات باماكو السينمائية، ولكن هناك بعدا اقتصاديا أيضا، اتفق الجميع على أن المبيعات ستكون ضعيفة للغاية، إن الجو العام يثير الكآبة لا سيما في مثل هذه الفترة، وبالتالي فإن هواة جمع الأعمال الفنية ليسوا في حالة مزاجية جيدة تسمح لهم بالشراء، إذا كنا صممنا على تنظيم المعرض، أتوقع تدني كبير في المبيعات كان من شأنه أن يضع مستقبل المعرض على المحك". إلا أنها أكدت عزمها إطلاق المعرض العام المقبل، قائلة: "سنتعافى قريبا من آثار ما حدث وسوف ننظم الدورة الأولى في عام 2016، وأكد العارضون لي حضورهم العام المقبل، إن كل الجهود التي بذلناها هذا العام من أجل افتتاح المعرض لم تذهب هباء، إنها استراحة قصيرة من أجل العودة بقوة".