معركة هائلة وكبيرة تدور الآن بين وزير التربية والتعليم وبين ناشري الكتب الخارجية، وهي تضاف إلي المعارك الكثيرة التي يخوضها معالي الدكتور أحمد زكي بدر في الانضباط وملاحقة الغائبين في المدارس وغيرها.. وكلها معارك بعيدة عن جوهر العملية التعليمية، وهي معارك لا تضيف كثيراً إلي خطوات تحسين العملية التعليمية، والتي تتلخص في التلميذ والمدرس والمناهج الدراسية. الكتاب المدرسي الحكومي حتي اليوم ليس جذاباً ولا شاملاً ولا يحتوي علي تحليل ومفردات ومعان، ولا يتضمن أسئلة وتدريبات كافية.. ومن هنا نتجه جميعاً منذ كنا تلاميذ وحتي اليوم يتجه أولادنا وأحفادنا إلي الكتاب الخارجي الذي نجد فيه كل شيء نحتاجه. تحديات العملية التعليمية اليوم أكبر بكثير مما يفعله معالي الوزير الآن وطوال الشهور الماضية، والتي لم تحقق أي خطوة باتجاه تحسين العملية التعليمية، أو تحسين مخرجات التعليم!! المدارس مكدسة بالتلاميذ، أو لنقول أن التلاميذ فوق طاقة كل المدارس والحكومة لا تستطيع بناء مدارس جديدة، ولا تملك التمويل اللازم، ولا عندها الاراضي الكافية، ومعظم المدارس يزيد عدد تلاميذها علي السبعين إلي الثمانين تلميذاً في الفصل، والمدرسون المؤهلون أقلية، ولدينا عشرات الآلاف من المدرسين غير المؤّهلين، ماذا سنفعل بهم؟ والمقررات المدرسية جامدة لا تتحرك مع العلوم الحديثة، والكمبيوتر الذي تعلمناه في منتصف التسعينيات، بدأنا منذ قليل تعميمه علي المدارس، ومعظم المدارس بلا أجهزة كمبيوتر. والعلاقة بين التلميذ والمدرس باتت مقلوبة، فالأول يدفع للثاني وفي بيته من أجل تعليم في درس خصوصي، بلغت جملة ما ندفعه كأولياء أمور أكثر من 15 مليار جنيه سنوياً. إن معالي الوزير يبتعد عن الجوهر في إصلاح التعليم ويذهب إلي الهوامش، وإلي مايحقق ضبطه إعلامياً أو صداما مع ناشري الكتب الخارجية.. والعملية التعليمية كلها في انهيار والمستوي في تدهور والخريجون حتي الإعدادية لايقرأون ولا يكتبون بصورة معقولة وإن كانوا بعضهم من الأميين! كفاية يادكتور، وأين لجنة التعليم بالحزب وأين حكومة تري أن التعليم أمن قومي! نبيل رشوان