ويأتي في مقدمة هذه المفارقات الغريبة هو أنه رغم إقامة المونديال علي أرض إفريقية للمرة الأولي في تاريخ بطولات كأس العالم، إلا أنه لا يوجد بهذه المسابقة غير مدير فني إفريقي واحد فقط وهو رابح سعدان مدرب المنتخب الجزائري الذي صعد إلي البطولة في ظل أحداث مثيرة للجدل وكان قريباً جداً من الرحيل حتي آخر لحظة، إلا أن المسئولين في الاتحاد الجزائري قرروا في النهاية تجديد الثقة به والاعتماد عليه في المنافسات ليكون المدرب الإفريقي الوحيد في مونديال 2010. وتشارك ستة منتخبات من القارة السمراء في كأس العالم في جنوب افريقيا التي يقودها مدرب برازيلي فيما تلعب نيجيريا وساحل العاج والكاميرون وغانا تحت قيادة اوروبية. ويأتي الاستثناء في المنتخبات الافريقية من خلال الجزائر التي سيقودها المدرب المحلي رابح سعدان في أول ظهور للفريق في كأس العالم منذ عام 1986. وقال سعدان تعليقاً علي ذلك: "اشعر برضا كبير رغم انه شيء لم اتوقعه حقا." واضاف "اعتقد اني امثل جميع المدربين الافارقة والعالم العربي أيضا لذلك فهي مسئولية كبيرة." وغالبا ما تعتمد المنتخبات الافريقية علي مدربين محليين لقيادتها خلال مشوار التصفيات ثم تستعين بمدربين كبار من اوروبا من أجل النهائيات. وقال سعدان الذي يلعب فريقه مع انجلترا وسلوفينيا والولايات المتحدة في المجموعة الثالثة بنهائيات كأس العالم "هذه مسألة تخص المسئولين ولا اريد تقديم اي نصيحة لهم." واضاف "لكني استطيع أن اقول أن هناك مدربين كثيرين اصحاب امكانيات عالية في افريقيا." ولم يكن هناك وجود لمدربين من افريقيا في كأس العالم حتي نهائيات عام 1978 في الارجنتين عندما قاد التونسي عبد المجيد شتالي منتخب بلاده في البطولة. وقبل ذلك تولي اليوغوسلافي بلاجوي فيدينيتش تدريب المغرب في 1970 ثم زائير بعد اربع سنوات فيما كانت مصر تحت قيادة مدرب اسكتلندي في نهائيات 1934. وفي كأس العالم 2002 شاركت نيجيريا وجنوب افريقيا وتونس تحت قيادة محلية لكن الانجولي لويس اوليفيرا جونكالفيس كان الوحيد في نهائيات 2006 بالمانيا عندما تولي مسئولية منتخب بلاده في البطولة. كما تولي سعدان (64 عاما) تدريب الجزائر في نهائيات 1986 ثم عاد لتدريب الفريق منذ عامين ونصف العام بعد فترات عديدة مخيبة للآمال مع مدربين اجانب. وهذه الفترة الخامسة لسعدان مع منتخب الجزائر من بينها فترتان كمدرب مؤقت اذ ان اتحاد اللعبة في الجزائر يلجأ اليه عندما يسئ الاوضاع. وقال سعدان "انه شيء يعتمد علي الظروف وفعلته الكثير من المرات رغم انه استثنائي. هذه حياة المدرب في افريقيا. ولا اعرف ان كنت محظوظا أو سيء الحظ." وجاء الظهور الاول للجزائر في كأس العالم عام 1982 عندما فجرت مفاجأة من العيار الثقيل وفازت 2-1 علي المانياالغربية في مباراتها الاولي في المجموعة لكنها لم تصعد للدور التالي بسبب أكثر حدث اثارة للجدل في تاريخ النهائيات. وبعدما أكملت الجزائر مبارياتها في المجموعة كانت المانياالغربية تعلم أن فوزها بفارق ضئيل علي النمسا في اللقاء الاخير سيضمن صعود الفريقين معا للدور التالي علي حساب المنتخب الافريقي. وفازت المانياالغربية 1-صفر علي النمسا في واحدة من أكثر المباريات اثارة للجدل في كأس العالم. وبعد ذلك قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم تغيير اللوائح واقامة آخر مباراتين في كل مجموعة في نفس الموعد تجنبا لحدوث تلاعب. وقال سعدان الذي رفض الخوض كثيرا في هذه القضية "اعتقد أن المهم هو أن الاتحاد الدولي قام بتغيير اللوائح المتعلقة بموعد المباريات الحاسمة بعد ما حدث بين المانياالغربية والنمسا." واضاف "اذا كانت الجزائر صعدت للدور الثاني كانت الناس ستعرفنا علي الصعيد الدولي ومن يعلم الي اي مدي كنا سنصل في البطولة."