وزير التعليم يبحث مع نظيره بالمملكة المتحدة آليات التعاون في مدارس (IPS)    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    «الخشت»: أحمد فتحي سرور ترك رصيدا علميا يبقى مرجعا ومرجعية للقانونيين    جامعة بنها تفوز بتمويل 13 مشروعا لتخرج الطلاب    تراجع أسعار الفراخ البيضاء في بورصة الدواجن الرئيسية    محافظ أسوان: توريد 225 ألفا و427 طن قمح محلي بنسبة 61.5% من المستهدف    اليوم.. وزير التنمية المحلية يفتتح عددا من المشروعات الخدمية بالغربية    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    استقرار أسعار اللحوم اليوم الثلاثاء.. البلدي ب 380 جنيهًا    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    أسعار الحديد اليوم الثلاثاء 21-5-2024 في أسواق محافظة قنا    عاجل| لابيد: ميليشيا يرعاها نظام نتنياهو هي من تهاجم شاحنات المساعدات لغزة    روسيا تفشل في إصدار قرار أممي لوقف سباق التسلح في الفضاء    المصري يستعد لمواجهة فيوتشر بودية مع النصر القاهري    رئيس لجنة كرة القدم للساق الواحدة عن بطولة كأس أمم أفريقيا: المسئولية على عاتقنا    النصر السعودي يضغط لحسم صفقة صديق رونالدو    إصابة 10 أطفال إثر انقلاب سيارة بترعة في أبو حمص بالبحيرة    سقوط سيارة ميكروباص محملة ب26 عاملا في ترعة بمنشأة القناطر بالجيزة    بسبب لهو الأطفال.. أمن الجيزة يسيطر على مشاجرة خلفت 5 مصابين في الطالبية    طلب تحريات حول انتحار فتاة سودانية صماء بعين شمس    تفاصيل الحالة المرورية في شوارع وميادين القاهرة الكبرى اليوم (فيديو)    وزيرة الثقافة تشهد احتفالية الأوبرا بالموسيقار الراحل عمار الشريعي    تاريخ المسرح والسينما ضمن ورش أهل مصر لأطفال المحافظات الحدودية بالإسكندرية    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لمنطقة أبو غليلة    خبيرة تغذية توجه نصائح للتعامل مع الطقس الحار الذي تشهده البلاد (فيديو)    مبعوث أممي يدعو إلى استئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس    الحالة الثالثة.. التخوف يسيطر على الزمالك من إصابة لاعبه بالصليبي    حسم اللقب أم اللجوء للمواجهة الثالثة.. موعد قمة الأهلي والزمالك في نهائي دوري اليد    بشير التابعي: معين الشعباني لم يكن يتوقع الهجوم الكاسح للزمالك على نهضة بركان    القاضي في محاكمة ترامب المتعلقة بالممثلة الإباحية يخلي القاعة من الصحافة وهيئة المحلفين    داعية إسلامي: الحقد والحسد أمراض حذرنا منها الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    لجان البرلمان تواصل مناقشة مشروع الموازنة.. التموين والطيران والهجرة وهيئة سلامة الغذاء الأبرز    وزير الصحة يوجه بسرعة الانتهاء من تطبيق الميكنة بكافة المنشآت الطبية التابعة للوزارة    جهات لا ينطبق عليها قانون المنشآت الصحية الجديد، تعرف عليها    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    أمل دنقل.. شهيد الغرفة رقم 8    الجنايات تنظر محاكمة 12 متهما برشوة وزارة الري    رغم انتهاء ولايته رسميًا.. الأمم المتحدة: زيلينسكي سيظل الرئيس الشرعي لأوكرانيا    قبل طرحه في السينمات.. أبطال وقصة «بنقدر ظروفك» بطولة أحمد الفيشاوي    مؤلف «السرب»: الإيرادات فاجأتني وتخوفت من توقيت طرح الفيلم (فيديو)    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    مندوب مصر بالأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن: أوقفوا الحرب في غزة    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    مارك فوتا يكشف أسباب تراجع أداء اللاعبين المصريين في الوقت الحالي    احذروا الإجهاد الحراري.. الصحة يقدم إرشادات مهمة للتعامل مع الموجة الحارة    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    «في حاجة مش صح».. يوسف الحسيني يعلق على تنبؤات ليلى عبداللطيف (فيديو)    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بدون فرن.. طريقة تحضير كيكة الطاسة    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المعلم‏..‏ والرجل الآخر شوقي غريب خطط لخلافة شحاتة

مع المصلحة العامة تتضاءل أدوار الشخصيات‏..‏ ومع الحلم الشعبي لا وجود لطموحات فردية‏..‏ ومع سعادة الملايين ليس مهما غضب فرد بعينه‏..‏ هكذا كان حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني يدير عمله في الأعوام الستة الماضية ليصبح الفراعنة أبطال كأس الأمم الافريقية‏3‏ مرات متتالية.
في انجاز تاريخي غير مسبوق‏..‏ لم يهتم يوما بصناعة علاقة صداقة مع مسئول في اتحاد الكرة بمن فيهم سمير زاهر‏..‏ وصمد في العديد من المواجهات العاصفة ضده والتي كانت تحاك للاطاحة به‏..‏ كان يدير المنتخب بمفهوم وطني وهو احراز الالقاب وصناعة الامجاد واهداء الانتصارات الي الملايين من الجماهير المصرية‏.‏
وبقي شحاتة دائم الاخلاص لفريقه جهاز فني معاون لا يتفاوض لنفسه فقط بل يحرص علي توفير كل الحقوق المالية والأدبية لهم الي جواره‏..‏ وطالما بقي شحاتة ملتزما بالعهد الذي قطعه شوقي غريب وحمادة صدقي وأحمد سليمان وسمير عدلي عندما جري اختيارهم لقيادة المنتخب من قبل مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة عصام عبدالمنعم عام‏2004‏ وهو قسم العمل الجاد والاخلاص للمهمة الجماعية وعدم الخروج عن الشرعية والبعد عن المؤامرات‏.‏
ظل حسن شحاتة مخلصا لكن في المقابل لم يجد ممن أحاطهم الي جانبه وسعي لضمان حقوقهم يبادلونه نفس المشاعر‏..‏ ونتحدث هنا عن شوقي غريب المدرب العام للمنتخب والرجل الثاني في الجهاز الفني وصاحب أكبر معدلات الثقة لدي شحاتة‏.‏
من حق شوقي غريب أن يحلم بأن يكون مديرا فنيا للمنتخب الوطني مستقبلا خاصة أنه يقترب من عامه الحادي والخمسين‏,‏ ومن حق شوقي غريب ان يفكر في خلافة حسن شحاتة مستقبلا‏..‏ لكن لا يجب أن يكون لهذا الطموح ترجمة في أرض الواقع الا مع نهاية عقد حسن شحاتة واعلانه هو نفسه التقاعد عن قيادة المنتخب‏..‏ وخالف غريب هذا الأمر من خلال اقدامه علي تصرفات مثيرة للجدل‏.‏
وكان من الممكن ألا تحظي هذه التصرفات بالاهتمام لولا التراث القديم لشوقي غريب وكواليس علاقته بالمدير الفني للمنتخب الوطني وكذلك ماأثير في الماضي من تصريحات شخصية له‏..‏ وكذلك أحداث ارتبطت باسمه وكلها كانت تسير نحو اتجاه واحد لا ثاني له وهو رغبة المدرب العام في الحصول علي منصب المدير الفني للمنتخب الوطني ليس فقط مؤخرا بل منذ عدة أعوام‏..‏ وكلما كان الحلم يقترب كانت المفاجأة تلعب دور البطولة في تقديم نهاية مأساوية لطموحات المدرب العام‏.‏
بداية القصة في أبيدجان
الحديث عن نتائج سلبية شهدتها رحلة المنتخب الوطني تحت قيادة حسن شحاتة يرتبط في المقام الأول بخروج شوقي غريب عن عباءة الرجل الثاني والتفكير في خلافة المعلم أو أن يكون المصري الأول في الجهاز الفني‏.‏
فعندما سقط المنتخب أمام كوت ديفوار وخسر بهدفين دون رد في لقائهما بابيدجان بالتصفيات المؤهلة الي كأس العالم بألمانيا وتبخر حلم المونديال في يونيو‏2005‏ كان هناك مخطط واضح وصريح لغريب وهو الحفاظ علي منصب المدرب العام بعد اقالة حسن شحاتة لعدم قناعة مجلس إدارة المنتخب وقتها برئاسة سمير زاهر بالمدير الفني والرغبة في التعاقد مع مدرب أجنبي لتسلم المهمة‏.‏
وكان يعتمد غريب في تلك الفترة علي تأييد هاني أبوريدة ويسعي للاقتراب أكثر من سمير زاهر‏..‏ وبعد العودة من أبيدجان ظهرت ملامح المؤامرة ضد شحاتة داخل اتحاد الكرة بربط استمراره بالتعادل أو الفوز علي الكاميرون في عقر دارها بالتصفيات ذاتها‏..‏ وكانت هناك اختيارات معلنة تتمثل في استعارة البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي وقتها لقيادة المنتخب الوطني في كأس الأمم الإفريقية عام‏2006‏ مع استمرار الجهاز المعاون بقيادة شوقي غريب‏.‏
لكن التعادل مع الكاميرون بهدف لكل منهما أصاب المؤامرة في مقتل‏..‏ ووقتها صدر قرار شهير لممدوح البلتاجي وزير الشباب باستمرار حسن شحاتة علي رأس الجهاز الفني للمنتخب الوطني المنتظر له خوض المنافسات‏,‏ وجاء التتويج ليجبر الجميع علي التجديد للمعلم‏.‏
وكانت محصلة أول مخطط انقلابي هو ضياع فرص التأهل الي نهائيات كأس العالم بألمانيا عام‏2006‏ بعد الخسارة من كوت ديفوار بهدفين دون رد ليتجمد رصيد المنتخب عند‏13‏ نقطة بفارق‏6‏ نقاط عن الافيال وقبل نهاية التصفيات بجولتين فقط‏.‏
وثاني أشهر الانكسارات هو ضياع بطاقة التأهل الي نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا عام‏2010.‏
وبعيدا عن كواليس الخسارة أمام الجزائر بهدف دون رد في أم درمان بالسودان خلال اللقاء الفاصل لابد من الاشارة الي ان السبب الأبرز في ضياع بطاقة التأهل الي المونديال هو التعادل مع المنتخب الزامبي بهدف لكل منهما في افتتاح لقاءات المجموعة الثالثة وفقدان نقطتين غاليتين في ستاد القاهرة لو حصل عليهما المنتخب لتغير المشهد تماما في التصفيات بالكامل وما تعاظمت طموحات الجزائر في حصد بطاقة التأهل لأمم افريقيا الي الترتيب للتأهل الي المونديال‏.‏ في هذا التعادل انكسار حقيقي للمنتخب يتحمل مسئوليته شوقي غريب المدرب العام الذي أدلي بتصريحات خطيرة قبل اللقاء أكد فيها أنه الأحق بخلافة حسن شحاتة في تدريب المنتخب الوطني مستقبلا‏..‏ وهو التصريح الذي أصاب اللاعبين بهزة نفسية وهدد استقرار الجهاز الفني وظهر تأثيره السلبي في اختيار التشكيل الأساسي مثل الدفع بعماد متعب أساسيا علي حساب ميدو رغم حضوره للمنتخب قبل اللقاء بساعات معدودة وكذلك اشراك محمد بركات ظهيرا أيسر والابقاء علي محمد أبوتريكة وحسني عبد ربه علي دكة البدلاء فكان طبيعيا ان ينهار المنتخب بين جماهيره وعلي ملعبه ويعاني فنيا ويخرج متعادلا مع زامبيا وإهداره لنقطتين غاليتين في سباق التأهل إلي المونديال العالمي‏.‏
الجوهري أول ضحية له
وحلم الرجل الأول ليس وليد لحظة في طموحات شوقي غريب بل حلم قديم تعود جذوره لما قبل تولي حسن شحاتة تدريب المنتخب الأول في أواخر عام‏2004.‏
حلم الرجل الأول داعب مخيلة شوقي غريب عندما قاد منتخب الشباب لإحراز الميدالية البرونزية والمركز الثالث في كأس العالم للشباب بالأرجنتين صيف عام‏2001‏ أمام وفي الوقت نفسه كان المنتخب الأول فقد حلم التأهل إلي نهائيات كأس العالم بكوريا الجنوبية واليابان تحت قيادة محمود الجوهري المدير الفني وقتها‏.‏
في ذلك التاريخ أعلن الجوهري برفقة اللواء حرب الدهشوري رئيس اتحاد الكرة أن كأس الأمم الإفريقية في مالي المقررة إقامتها شتاء‏2002‏ هي آخر بطولة للجوهري كمدير فني للمنتخب الوطني‏..‏ وفجأة ظهرت تصريحات لشوقي غريب قال فيها‏:‏ أرحب بالعمل مع الجوهري في المنتخب الأول ولكن شريطة انضمام حمادة صدقي وأحمد سليمان إلي الجهاز الفني‏..‏ وقال غريب أنا صاحب الإنجاز الأهم في تاريخ الكرة المصرية بعد حصولنا علي المركز الثالث والميدالية البرونزية في كأس العالم‏.‏
وكان مخطط غريب في تلك اللحظة استخدام الإعلام كأداة ضغط علي حرب الدهشوري لتصعيده مدربا عاما للمنتخب الوطني ومن بعدها اكتمال السيناريو بتسلم القيادة وهو في الثالثة والأربعين من عمره عند تقاعد الجوهري من العمل مع المنتخب الأول فور نهاية الأمم الإفريقية خاصة أن حرب لم يكن يؤيد استقدام مدرب أجنبي بعد رحيل الجوهري لتجنب أحداث تجربته المؤلمة كرئيس لاتحاد الكرة مع الفرنسي جيرارجيلي الذي قاد تدريب المنتخب الوطني في كأس الأمم الإفريقية نسخة‏2000..‏ ولكن انتهت أحلام غريب برفض الجوهري إجراء تغيير في الطاقم المعاون له وتمسكه باستمرار الثلاثي محمد أبو العز وعلاء نبيل وفكري صالح برفقته‏.‏
حرب شرسة ضد صالح
ولم تنته طموحات شوقي غريب لعام كامل بين يوليو‏2002‏ ومايو‏2003‏ في خلافة محسن صالح خاصة بعد تقديم المنتخب عروضا سيئة في لقاءاته الودية أمام منتخبات أوروبية كبري مثل الخسارة من الدنمارك بأربعة أهداف لهدف والسقوط المدوي أمام فرنسا بخمسة أهداف دون رد‏..‏ وتولي الإعلام تقديم غريب مديرا فنيا للمنتخب وخلافة محسن صالح لكن تصدي لها بالكامل اللواء حرب الدهشوري الذي كان يريد الاستقرار للمنتخب الأوليمبي وتحقيق حلم التأهل لدورة الألعاب الأوليمبية عام‏2004..‏ وكانت العلاقة بين محسن صالح وغريب سيئة للغاية وتعمد الأخير إشعال الفتنة في وجه صالح والإعلام‏..‏ فتارة وفي عز خلافات محسن صالح وحسام حسن هداف الزمالك يعلن غريب عن قرار له بضم حسان حسن إلي المنتخب الأوليمبي كأحد الثلاثي الكبير في حال التأهل إلي دورة الألعاب الأوليمبية لتكريم أكبر رمز كروي في تاريخ الكرة المصرية‏..‏ لتزداد حرب التصريحات بين حسام حسن ومحسن صالح‏.‏
أخطاء دمرت المنتخب الأوليمبي
والفترة المشار إليها هنا هي الفترة التي كان شوقي غريب يتولي تدريب المنتخب الأوليمبي من مواليد عام‏1981‏ وهو منتخب ضم جيلا ذهبيا من اللاعبين أبرزهم رضا شحاتة ومحمد شوقي وحسام غالي وجمال حمزة ومحمد اليماني ومحمود فتح الله وأحمد أبو مسلم ووائل رياض وهو الجيل الذي انضم إليه محمد زيدان المحترف في الدوري الدنماركي وقتها‏..‏ وكان حرب الدهشوري كمسئول أول عن الكرة المصرية وكذلك الإعلام يراهنون علي حصده بطاقة التأهل للمشاركة في دورة الألعاب الأوليمبية بأثينا‏2004..‏ وحصل هذا الجيل علي احتكاك هو الأكبر في تاريخ المنتخبات الوطنية أجمع فتواجد في معسكرات أوروبية وخليجية لأكثر من‏20‏ دولة وكذلك خاض ما لا يقل عن‏60‏ مباراة ودية في سبيل إعداده ليس للتأهل فقط بل لإحراز ميدالية أوليمبية فريدة من نوعها ولم تحدث من قبل في تاريخ الكرة المصرية‏.‏
ومن يتابع تصريحات شوقي غريب وقت تركيزه في القفز علي مقعد الرجل الأول للمنتخب الوطني ثقة غير عادية لديه في تحقيق إنجاز أسطوري لم يسبقه إليه أي مدرب آخر‏..‏ وحاز المنتخب الأوليمبي علي فترة إعداد دامت‏18‏ شهرا قبل انطلاق التصفيات الإفريقية المؤهلة إلي دورة الألعاب الأوليمبية‏..‏ وما أن انطلقت التصفيات بالإعلان عن وجود المنتخب في مجموعة ضمت منتخبات نيجيريا والسنغال وتونس حتي انتهي الحلم سريعا ومن خلال‏3‏ مباريات فقط شهدت سقوطا مدويا والخسارة بداية من الهزيمة أمام نيجيريا بهدفين دون رد في القاهرة مرورا بخسارة أخري بالنتيجة نفسها من السنغال بداكار ونهاية بالسقوط في بورسعيد أمام المنتخب التونسي بثلاثة أهداف مقابل هدف‏.‏
وكانت المحصلة في نهاية الدور الأول هي نهاية الحلم الأوليمبي المصري بصورة درامية ومخزية ورحل معها شوقي غريب دون إكمال مشواره في التصفيات ووقتها حل حسن شحاتة بدلا منه كمدير فني مؤقت للمنتخب الأوليمبي لإكمال التصفيات بدلا من الانسحاب وخشية التعرض لعقوبات لا ضرورة لها في ذلك الوقت‏..‏
بالإضافة إلي أخطائه الفادحة في إدارة المباريات نفسها وقيامه بإحداث تغييرات دائمة في التشكيلة من مباراة إلي أخري في ارتباك واضح كلما تعرض لهزيمة أو نزيف نقاط‏..‏ ومن الخطايا التي ارتكبها المدير الفني في مهمته أيضا مع المنتخب الأوليمبي إحداث فتنة ودفع لاعبيه للخطأ وهو ما انقلب عليه بعد ذلك فلا احد ينسي له قيامه بدور مؤثر في تفجر ازمة محمود الجوهري ومحمد اليماني مهاجم ستاندرليج البلجيكي قبل امم افريقيا عام‏2002‏ التي تغيب اليماني بسبب توقيعه اقرارا لناديه بعدم اللعب للمنتخبات‏..‏ ووقتها كان الاتجاه السائد في اتحاد الكرة حرمان فيها اليماني من اللعب للمنتخبات الوطنية لمدة عامين لكن غريب تدخل وضم اللاعب دون ان يكون هناك ظهور للاقرار‏..‏ وتعالي اليماني علي المنتخب الاوليمبي بعد ذلك وانصب تركيزه علي احياء مشواره الاحترافي بعد تجميده في ناديه البلجيكي‏..‏ وهو من اصاب جمال حمزة بالغرور عندما قال بعد احراز اللاعب‏3‏ اهداف للمنتخب الوطني في لقاء ودي مع قطر‏:‏ جمال حمزة هو مستقبل هجوم مصر وقدمته لمحسن صالح لينقذ المنتخب من السقوط في التصفيات القارية‏..‏
كما اقحم لاعبين في صراعه مع محسن صالح مما ادي الي تشتيت اذهانهم والتركيز فقط علي اللعب مع المنتخب الاول مثل حسام غالي واحمد فتحي ومحمد شوقي ولم يعد للمنتخب الاوليمبي مكانا في طموحات هؤلاء اللاعبين‏.‏
الدكتور من ضحاياه
وحلم الرجل الاول لم يكن له ضحايا في المنتخب الاول فقط بل المقربون لغريب عانوا من طموحاته في وقت سابق‏.‏ فلا احد ينسي ان الدكتور محمد علي رحمه الله لم تسند اليه مهمة تدريب منتخب الشباب مواليد‏1981‏ بسبب اتهام غريب الذي عمل مساعدا له في ادارة منتخب الشباب مواليد‏1979‏ بتحمل مسئولية الخروج من التصفيات الافريقية المؤهلة لكأس الامم وعدم القدرة علي السيطرة علي اللاعبين امثال ابراهيم سعيد واحمد صلاح حسني‏..‏ والمثيران المنصب تم اسناده الي شوقي غريب فيما بعد‏..‏ ويعد الدكتور محمد علي هو من قدم غريب في عالم التدريب بكأس الامم الافريقية عام‏1997‏ وبلوغ دور الثمانية لكأس العالم بنفس العام‏..‏ ومع تصاعد طموحات غريب سقط نفس الجيل في المرحلة السنية التالية‏..‏ وتناسي غريب صلة النسب التي تجمعه بمحمد عمر ووافق علي ان يخلف الاخير في منصب المدير الفني بنادي الاتحاد السكندري موسم‏2003‏ 2004‏ رغم حرب التصريحات المتبادلة بين محمد عمر وعفت السادات رئيس النادي السكندري في تلك الفترة‏.‏
سلاح ميدو في وجه المعلم
من القضايا الاساسية التي ترتبط بشوقي غريب أداؤه دورا مؤثرا لايمكن التغاضي عنه في افساد احمد حسام ميدو وعدم تحقيق المنتخب الاول ادني استفادة منه مطلقا‏..‏
ولايختلف احد علي ان ميدو يملك امكانيات فنية وبدنية تضاهي كبار النجوم في القارة السمراء من عينة ديدييه دروجبا وصامويل ايتو والحاج ضيوف‏..‏ ميدو كانت له بداية صاروخية مع المنتخب الوطني وكان عنصرا مميزا للغاية في الفترة بين‏2003,2000‏ والتي شهدت احرازه ل‏20‏ هدفا في اقل من‏40‏ مباراة دولية وودية‏.‏
فجأت تراجع واصبح رمز التمرد‏..‏ ومن ير الصورة جيدا يجد ان شوقي غريب هو من صنع في ميدو لاعبا يهاجم الجهاز الفني للمنتخب الوطني ويرفض علي الدوام الجلوس احتياطيا‏..‏ لا احد ينسي ان ميدو بمساندة من غريب انقلب علي حسن شحاتة وقت تولي الاخير منصب المدير الفني لمنتخب الشباب ورفض اللعب الي جانب عماد متعب وعمرو زكي بين عامي‏2003,2002‏ والتركيز في المنتخب الاول‏.‏
رومانيا‏..‏ نقطة سوداء
وبعيدا عن عالم التدريب يؤخذ علي شوقي غريب خروجه عن عباءة المدرب والتفكير والعمل في مجالات تبتعد تماما عن كرة القدم وطبيعة وظيفته‏..‏ وللاسف هو كمدرب احدث العديد من التجارب السيئة السمعة للكرة المصرية من خلال خوضه في مجالات لها علاقة بالمنتخبات خارج المستطيل الاخضر‏..‏ ومن الخطايا الشهيرة لشوقي غريب اداؤه دور المهندس لاسوأ معسكر خارجي للمنتخبات الوطنية عبر تاريخها والذي حمل اتهامات اعلامية بالفساد كادت تطيح في ذلك الوقت بمجلس صاحب الايادي البيضاء اللواء حرب الدهشوري‏..‏ نتحدث هنا عن معسكر رومانيا الشهير الذي شهد اقامة للمنتخبين الاول تحت قيادة محسن صالح والاوليمبي تحت قيادة شوقي غريب عام‏2002‏ وهو المعسكر الذي اعلن اقامته بأكاديمية يملكها رجل اعمال مصري يدعي طلعت شتا‏..‏ وخلاله جرت احداث درامية مثل اقامة المنتخبين في منطقة نائية باحدي الغابات ولا احد ينسي نجاة احد اعضاء مجلس ادارة اتحاد الكرة من الموت بعد ان طارده دب هجم عليه خلال استقلاله سيارة‏..‏ وغاب عنصر الامان عن البعثة المصرية‏..‏ ويضاف الي ذلك عقد معسكر وهمي كما وصف دون ادني استفادة فلم يخض المنتخب الاول او المنتخب الاوليمبي مباريات ودية قوية لاكثر من‏15‏ يوما‏..‏ المثير ان شبهات أحاطت بمسئولين بالحصول علي عمولات من اجل اقامة المعسكر في الاكاديمية‏..‏ وكانت لهذه الواقعة دور كبير في فتح ملف اكثر سخونة وهو اعتماد مجالس سابقة لاتحاد الكرة شهادات تدريبية لمدربين حصلوا عليها من رومانيا دون سفرهم وتردد انها شهادات تم شراؤها دون دراسة فعلية‏..‏ ووقتها لم يجر حرب الدهشوري لانقاذ سمعة الاتحاد سوي سحب اختصاصات تحديد المعسكرات من المديرين الفنيين للمنتخبات ومنع اقامة معسكرات في رومانيا‏..‏ وبقيت الواقعة في النهاية نقطة سوداء لدي شوقي غريب الذي لم يتم الاقتراب منه بسبب لقبه الشهير وقتها بالمدرب البرونزي بعد حصوله علي برونزية مونديال الارجنتين عام‏2001‏ للشباب‏.‏
ومن الاحداث التي لاتنسي ما تردد في صيف عام‏2003‏ من اتهامات اطلقها مسئولو النادي المصري البورسعيدي ضد غريب تشير الي انه لعب دورا بارزا في انتقال محمد شوقي لاعب وسط المصري الي الاهلي في صفقة انتقال حر‏..‏ وطالت الاتهامات بان المدير الفني للمنتخب الاوليمبي سهل تعاقد الاهلي مع لاعبي منتخب الشباب امثال رضا شحاته وحسين امين وابوالمجد مصطفي واحمد ابومسلم‏..‏ كما يحسب عليه تدخله في اعداء كشوف المكافآت الخارجية للاعبي المنتخب بعد كل انجاز وله واقعة شهيرة تتمثل في تقديمه دورا كبيرا في تفجير ازمة علبة الامارات الشهيرة التي حصل عليها مسئولون في اتحاد الكرة تم اضافة اسماءهم من جانب غريب وزاهر عند سفر المنتخب للحصول علي تكريم اماراتي بعد الفوز بكأس الامم الافريقية بغانا عام‏2008.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.