لماذا اتسعت مساحة الخلاف بين شوقي غريب المدرب العام للمنتخب الوطني وحسن شحاتة؟.. لماذا أصبح هناك تضارب في التصريحات بينه وبين الرجل الأول صانع الإنجازات في الأعوام الستة الماضية؟ أسئلة تفرض نفسها الآن بعد أن كتبت الخسارة الأخيرة للمنتخب أمام نظيره الإنجليزي بثلاثة أهداف لهدف سطرا جديدا غريبا من نوعه في إدارة الجهاز الفني. شوقي غريب يمتلك شخصية اجتماعية تتيح له جذب الأنظار.. خطف الأضواء.. إقناع الآخر.. احتواء المعارضة.. له براعة في إتقان الحديث الهادئ والخروج بمكاسب ضخمة من وراء تنفيذ مقولة الرأي والرأي الآخر لهذا حصل علي شعبية إعلامية ضخمة وبات أشهر مدرب عام في تاريخ المنتخب الوطني وساعدته علي ذلك المساحة الكبيرة التي منحه إياها حسن شحاتة المدير الفني. في الماضي لم يكن لغريب خروج عن النص سوي مرات محدودة للغاية في6 أعوام كان المدير الفني قادرا علي السيطرة عليها.. لكن الوضع اختلف الآن مع المدرب العام الذي باتت له مواقف متعارضة ومتضاربة وتضع الجهاز الفني في حرج إعلامي وجماهيري كبير. القضية هنا في التصريحات الأخيرة لشوقي غريب بعد الخسارة من إنجلترا بثلاثة أهداف مقابل هدف عندما قال: نعاني من التجمعات القصيرة وراح غريب لينسف أهم مبادئ حسن شحاتة في تطبيق الفكر الاحترافي عند إدارة المنتخب الوطني بتأكيد أن التجمعات القصيرة المدة تعد من السلبيات التي يعاني منها المنتخب ولا تمنح الجهاز الفني الفرصة الكاملة لتنفيذ فكره الفني. وتتعارض وتتضارب تصريحات شوقي غريب شكلا وموضوعا مع أهم سياسة نفذها شحاتة منذ توليه مهمة تدريب المنتخب الوطني في نوفمبر2004 وهي عدم اللجوء إلي المعسكرات الطويلة سوي قبل خوض نهائيات كأس الأمم الإفريقية, بل ان شحاتة اعترف قبل إحراز اللقب الأخير بأنجولا بأنه ضد المعسكرات الطويلة حتي لا تفسد بطولة الدوري الممتاز ولاحترام ارتباطات الأندية مع لاعبيها فنيا وماليا, بل وأكد أنه أطول معسكر قضاه قبل أي مباراة بعيدا عن أعين التجمعات الطويلة كان قبل مواجهة المنتخب الجزائري في ختام التصفيات الإفريقية المؤهلة إلي نهائيات كأس العالم في الرابع عشر من نوفمبر2009, بل إن سر نجاح حسن شحاتة في عمله طوال الأعوام الستة الماضية قدرته علي بث أفكاره في عقول لاعبيه بأقل فترة زمنية من الإعداد.. وكذلك نجاحه عبر إلغاء المعسكرات الطويلة في منح مسابقة الدوري الممتاز انتظاما كبيرا رغما عن أنف اتحاد الكرة أسهم في تقديم العديد من الوجوه الجديدة خريجي البطولة المحلية. المثير أن تداعيات ما بعد الخسارة من انجلترا شهدت تضاربا كبيرا بين حسن شحاتة وشوقي غريب.. فالمدير الفني تجنب الحديث عن الأخطاء وراعي أن اللقاء ودي أمام الإنجليز والأخطاء شأن داخلي يجري علاجه في الغرف المغلقة مستقبلا وركز في أثناء تصريحاته بعد اللقاء مع الإعلام الإنجليزي علي نجاح المنتخب الوطني عبر أدائه خاصة في الشوط الأول.. تغيير الكثير من المفاهيم لدي الإنجليز في الكرة الإفريقية. والغريب أن تصريحات حسن شحاتة وجدت تأييدا غير متعمد من الإيطالي فابيو كابيللو المدير الفني للمنتخب الإنجليزي الذي خصص5 دقائق كاملة للحديث عن أداء الفراعنة, وتأكيد أنه ظلم للمونديال عدم وجود المصريين في النسخة المقبلة, بل وأشاد في الوقت نفسه بجماعية الأداء خاصة في الشوط الأول, واعتبر الفراعنة أفضل منتخب في إفريقيا علي الصعيد التكتيكي. في المقابل, كان شوقي غريب يقدم علي فاصل آخر لا يرتبط بتصريحات المدير الفني أو رؤيته للمباراة, بتأكيد وجود أخطاء بالجملة ظهرت في اللقاء يتحمل مسئوليتها اللاعبون, مثل غياب التركيز والأداء الفردي والتراجع الدفاعي والأداء الفردي بصورة مغالطة لتعليمات الجهاز الفني. والأسوأ في تصريحات شوقي غريب تقليله من التفوق المصري في الشوط الأول عندما قال الانجليز لاحت لهم أكثر من فرصة لهز الشباك في الشوط الأول لم يسجلوا منها حتي نكون منصفين ونحن انتهزنا فرصة زيدان في احراز هدف.لكن الجانب الأخطر انها المرة الأولي التي يتم فيها انتقاد اللاعبين من قبل الجهاز الفني بصورة مباشرة.. والمتابع لتصريحات حسن شحاتة تحديدا في حال تقديم عرض سييء هو الاعتراف بوجود أخطاء والتأكيد علي علاجها في المستقبل ولم يحدث أبدا أن يتعرض لاعب بعينه أو خط دفاع أو وسط أو هجوم للهجوم أو القول انهم خالفوا تعليمات الجهاز والمتابع لفترة مابعد نهائيات كأس الأمم الإفريقية الأخيرة في أنجولا يجد أن ماحدث في رحلة إنجلترا ماهو إلا حلقة جديدة من حلقات تضارب مواقف شوقي غريب في إدارة المنتخب وهناك العديد من الأخطاء التي ارتكبها المدرب العام منذ الأول من فبراير موعد عودة بعثة المنتخب حاملة الكأس الافريقية للمرة الثالثة علي التوالي تعارضت مع السياسة العامة للجهاز الفني. وأول الاخطاء التي ارتكبها شوقي غريب من خلال تصريحاته ماقاله بعد عودة المنتخب الوطني متوجا بطلا لكأس الأمم الافريقية الأخيرة في أنجولا عندما قال في عز الاحتفال بأمم إفريقيا: الوصول إلي نهائيات كأس العالم يتطلب مزيدا من احتراف اللاعبين المصريين في أوروبا فالمنتخبات المتأهلة عن إفريقيا للمونديال القادم تمتاز بوجود عدد ضخم يصل إلي قوام كامل من المحترفين ونأمل في أن يكون ظهور لاعبين جدد في الصورة بأنجولا فرصة لبدء تجارب احترافية أوروبية.. ويحمل هذا التصريح خطأ كبيرا جانب غريب الصواب فيه خاصة أن المنتخب الحالي المتوج بطلا للنسخة الانجولية لم يكن يضم من المحترفين سوي محمد زيدان وعبدالظاهر السقا وحسام غالي وحسني عبدربه ومن قبله كانت التشكيلة الفائزة بأمم إفريقيا بغانا تضم من المحترفين أحمد حسن ومحمد شوقي ومحمد زيدان وكانت النسخة الأولي في مسلسل ثلاثية حسن شحاتة بالقاهرة لاتضم سوي3 محترفين فقط هم أحمد حسام ميدو وعبدالظاهر السقا وأحمد حسن, وهو مايعني عدم تأثر المنتخب فنيا بزيادة أو تراجع عدد المحترفين لديه في الخارج عند احرازه اللقب القاري3 مرات متتالية أمام منتخبات كاملة العدد بمحترفين لديها. في الوقت الذي لم تكن هناك ترجمة حقيقية في أرض الواقع لتصريحات المدرب العام للمنتخب الوطني عند أدائه مباراته الودية أمام نظيره الإنجليزي.وشهدت الاختيارات ابتعاد ثنائي محترف يشارك في المباريات ولديهما من العمر الصغير مايساعدهما علي البقاء في الملاعب ل6 أعوام مقبلة وهماوذهب غريب لابرام تعاقد مثير للجدل يعمل من خلاله محللا لمباريات الدوري الممتاز باحدي القنوات الفضائية وهو تعاقد يتعارض مع مهامه حاليا وينطبق الخطأ هنا أيضا علي حماده صدقي المدرب المساعد الذي تعاقد مع غريب برفقة القناة ذاتها للانضمام إلي فريق التحليل الفني للدوري الممتاز لديها.. وإلي جانب هذه الاخطاء هناك سقطات حدثت في رحلة شوقي غريب بعد العودة من أنجولا بصمته عند تقديمه في أحد البرامج بوصفه المدير الفني الثاني للمنتخب الوطني وعدم اصلاحه للخطأ التعبيري في ظل كون دوره المدرب العام.