حكومة تدعي أنها بجانب الشعب والحقيقة أن الفجوة بمرور الوقت تتسع بينها وبين أغلب المواطنين شيئاً فشيئاً وهذا يعني أن كل ما تزعمه الحكومة من سعي نحو الإصلاح والتنمية هو عبارة عن تهدئة وقتية أمام الرأي العام ليس إلا. خطط حكومية تفتقد مبادئ العدالة والشعب تائه ما بين شعارات وإسطوانات محفوظة ووعود قد تبث في نفسه الأمل بأن هناك من يسعي لتعديل الوضع المصري المتأزم من أجل واقع أفضل نشعر به ونلمسه. شريحة من أهم شرائح الشعب تسمع كثيراً من المسئولين بأنها علي قائمة أولوياتهم وتتلقي تباعاً الوعود بأن سوف يكون لها النصيب الأكبر من الرعاية والإهتمام وهم (الفلاحين المصريين). الفلاح المصري الفصيح الذي أسهم في نهضة الحضارة المصرية منذ عهد الفراعنة وما زال يعطي حتي الآن،،،، ابتكر أدوات الزراعة التي ساعدته علي الحرث والري وغيرهما من شئون الزراعة وقام بتجديد هذه الأدوات منذ كان علي ضفاف النيل والسوق المصرية المليئة باحتياجاتنا من الخضروات والفواكه التي لم نشكو يوماً عدم توافرها خير شاهد علي ذلك. وضع مخجل ومؤسف أن يشكو الفلاح البسيط إهمال الحكومة له وعدم معرفتها بمشاكله التي تؤثر علي إنتاجيته وتعوق إزدهار الثروة الزراعية في مصر ولا أحد يهتم. ولا أظنني مغالياً إن قلت إن الفلاح يتحدث في وادي والحكومة في وادي آخر والمشكلة أن معاناة الفلاحين إن كانت في الأصل علي دائرة الاهتمام الحكومي سوف تبقي لأن،،،،، الحكومة المصرية لا تدرك تماماً ما يعانيه الفلاح أي انها أمام مشكلة مجهولة الملامح بالنسبة إليها لأنها لم تحتك في الأصل بالفلاح موضوع المشكلة وبالتالي فإن عدم إحاطتها بجوانب القضية يجعلها عاجزة عن وضع الحلول الفعلية والقاطعة لما يشكوه الفلاح المصري من معوقات. مؤتمر الحزب الوطني الأخير الذي زعمت الحكومة أنه مؤتمر من أجل الفلاح المصري،،،، ماذا جني منه الفلاح غير الكلام والوعود وما رأي إلي الآن أياً من الخطي نحو تنفيذ الخطة الحكومية المزعومة لإصلاح أحواله وتنمية الثروة الزراعية والحيوانية في مصر. ،،،،،،،، إن قلنا بأنها سياسة الترضية التي تنتهجها الحكومة فالمعروف أنها تكون لفترة مؤقتة لاحتواء ثورة وغضب فئة ما حتي تتم معالجة مواطن الخلل والقصور لكن علي الحكومة أن تضع تحت كلمة مؤقتة عدة خطوط لأن الوضع لم يعد يحتمل أكثر من ذلك. نهايةً،،،،،، الفلاح أساس مصر يجب أن نلتفت إلي مشكلاته العديدة من ندرة وعجز وتكلفة عالية للكيماوي والتقاوي والمبيدات نهاية ً بالرسوم والتكاليف الخاصة بالإرشاد الزراعي والميكنة والصرف المغطي لري الأرضي ومعاناته حتي في تسويق محاصيله بأسعار مرضية لأن الغالبية تعتمد علي الزراعة كمصدر لدخل أسرهم فراحتهم المادية مطلب ضروري لاستمرار عطاؤهم وتمسكهم بمهنتهم. وإن كنا نرغب في الحفاظ عليهم وإذهار ثروتنا الزراعية فعلينا بإنشاء نقابة للفلاحين ترعي مصالحهم وتساندهم في وقت المرض أوالمحن والأزمات شأنهم شأن كل طوائف المجتمع. كما أنه لا يصح علي الإطلاق أن تكون مفاوضاتنا علي المياه مع دول حوض النيل مازالت قائمة وآلاف الأفدنة تحتاج لقطرات المياه وتقوم الحكومة بتوصيل المياه لأصحاب المنتجعات السياحية والملاهي المائية من ذوي السلطة والنفوذ في مصر. الفلاح ابن مصر أعطي لها وآن الآوان أن نلتفت إليه قبل أن يخلع جلبابه ويهمل أرضه من أجل عمل آخر ولن نتمكن من إعادته مرة أخري فتتدهور ثروتنا الزراعية ولن ينفعنا آنذاك الندم. كنا نتغني قديماً ونقول "محلاها عيشة الفلاح" فهل ياتري هذه الأغنية يمكن ان نعود لنرددها مرة ثانية ولا كان زمان.