ويخوض هذا الائتلاف الانتخابات علي اساس برنامج غير طائفي وكان ائتلاف المالكي هو اكبر فائز في انتخابات مجالس المحافظات في يناير 2009 وذلك بفصل سياسته في حفظ الامن وتوفير الخدمات ولكن سلسلة الانفجارات التي وقعت العام الماضي اثرت علي قدرة المالكي وائتلافه في استمرار حفظ الامن خاصة انه يخوض حرباً سياسية ضد البعثيين السابقين، وتم توظيف هذه الحرب السياسية اتهام الحزب بمعاداة الطائفة السنية بأكملها. ويلي ائتلاف المالكي التحالف الشيعي تحت اسم الائتلاف الوطني العراقي ويجمع بين صفوفه المجلس الاعلي الاسلامي العراقي وهو اكبر حزب شيعي في العراق اضافة الي حزب مقتدي الصدر "حزب الفضيلة" ويضم ايضا المؤتمر الوطني العراقي برئاسة احمد الجلبي اشهر شخصية سياسية عراقية قبل الغزو والذي قدم لامريكا معلومات مضللة حول اسلحة الدمار الشامل العراقية وبناء عليها تم غزو العراق والجلبي يترأس لجنة المساءلة والعدالة التي ابعدت عددا كبيرا من البعثيين عن المشاركة في الانتخابات. ويأمل هذا التحالف في استعادة اصوات الشيعة التي فقدوها لمصلحة المالكي العام الماضي وهناك توقعات بان يشكل تحالفاً مع ائتلاف المالكي عقب الانتخابات في حالة عدم حصول اي منها علي الاغلبية المطلقة. القوة الثالثة هي القوة الكردية حيث يسيطر التحالف الكردي الذي يضم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس كردستان سعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس العراق جلال طالباني علي اقليم كردستان ويشدد التحالف علي القومية الكردية ويتمتع بعلاقات قوية مع الولاياتالمتحدة والدول الغربية ويلعب هذا التحالف دورا رئيسيا في العراق منذ الغزو 2003 وأحد القوي التي تضمن استمرار العراق موحدا رغم امتلاك اقليم كردستان كل مقومات الدولة المستقلة ولكن الحسابات الاقليمية والدولية تمنعه من التوجه نحو الاستقلال وبالتالي تحول الي لعب دور رمانة الميزان لاستمرار العراق الموحد. وهناك قوي اخري تحل في مكانة متأخرة خلف تلك القوي الثلاث مثل الكتلة العراقية بزعامة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المتحالف مع رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي وهو شيعي علماني متحالف مع السياسي السني المتهم بدعم المقاومة المسلمة صالح المطللي ويخوض هذا التحالف الانتخابات علي اساس قومي. ثم يأتي ائتلاف وحدة العراق الذي ينازع الكتلة العراقية علي تمثيل السنة ويأتي هو الاخر باستبعاد شخصيات اتهمت بانها بعثية. وهناك جبهة التوافق التي انشقت وهي تضم الحزب الاسلامي العراقي وكانت في انتخابات 2005 تمثل التحالف الرئيسي للسنة. وفي نفس الوقت يلعب شيوخ العشائر دورا رئيسيا في الانتخابات وتسعي الكتل الانتخابية لكسب ودهم وبرز دور زعماء القبائل السنية في التصدي للمقاومة المسلحة وتنظيم القاعدة بالتعاون مع الجيش الامريكي وتشكيل مجالس الصحوات التي حققت انتصارات مهمة في تلك المعارك. ومن المؤكد ان الانتخابات القادمة ستحدد مستقبل العراق خاصة ان هناك تحولات داخلية وخارجية تساهم في تشكيل صورة العراق وتحديد مستقبله . سيف الفصل السابع علي الصعيد الدولي فان البيان الذي اصداره مجلس الامن حول التطورات التي قام بها العراق لطمأنة المجتمع الدولي بخصوص اسلحة الدمار الشامل وتوقيعه علي البروتوكول الاضافي لاتفاق الضمانات الشاملة مع وكالة الطاقة يفتح الباب امام اخراج العراق من تحت سيف الفصل السابع والذي يمقتضاه تم فرض قيود علي العراق بموجب القرارين 867 "1991" و707 "1991". وهذه القيود ماتزال تكبل العراق وتعيق عودته الي الاسرة الدولية كعضو مسئول وفاعل وتحرمه في الوقت نفسه من الاستفادة من التقدم التكنولوجي والبحثي. ولقيت رسالة وزير الخارجية هوشيار زيباري لمجلس الامن حول تقيد حكومته بمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية ترحيبا داخل المجلس واشاد رئيس مجلس الامن المندوب الفرنسي "جيرار ارو" باهمية الخطوات التي قام بها العراق في ظل تأكيدات زيباري بان الوضع في العراق قد تغير جوهريا عما كان عليه قبيل صدور تلك القرارات وان هناك حاجة لانهاء تلك القيود التي تعيق عودة العراق الي الاسرة الدولية كعضو مسئول وفاعل. الانسحاب الامريكي واستمرار النفوذ التغير المهم ايضا هو قرب انسحاب القوات الامريكية في نهاية العام القادم وتراجع الاهتمام الامريكي بالعراق مع تولي ادارة اوباما الذي لم يجري اتصالات مع رئيس الوزراء العراقي رياض المالكي كالتي كان يجريها سلفه الرئيس بوش لمراجعة الموقف في العراق والولاياتالمتحدة حسمت خياراتها تجاه العراق من خلال الاتفاقية الامنية التي ستضمن لها وجودا عسكريا في عدة قواعد لعدة سنوات قادمة اضافة الي تمتعها بنفوذ سياسي طاغ وعلاقات مع معظم القوي السياسية بمختلف توجهاتها حتي القوي السياسية المعبرة عن السنة لدرجة ان احد كبار قادة هذا التيار وهو صالح المطلك زعيم جبهة الحوار والذي استبعد من الا التغير المهم ايضا هو قرب انسحاب القوات الامريكية في نهاية العام القادم وتراجع الاهتمام الامريكي بالعراق مع تولي ادارة اوباما الذي لم يجري اتصالات مع رئيس الوزراء العراقي رياض المالكي كالتي كان يجريها سلفه الرئيس بوش لمراجعة الموقف في العراق والولاياتالمتحدة حسمت خياراتها تجاه العراق من خلال الاتفاقية الامنية التي ستضمن لها وجودا عسكريا في عدة قواعد لعدة سنوات قادمة اضافة الي تمتعها بنفوذ سياسي طاغ وعلاقات مع معظم القوي السياسية بمختلف توجهاتها حتي القوي السياسية المعبرة عن السنة لدرجة ان احد كبار قادة هذا التيار وهو صالح المطلك زعيم جبهة الحوار والذي استبعد من الانتخابات لدعمه المقاومة اكد ان علاقته بالولاياتالمتحدة تغيرت بعد زيارته الاخيرة لواشنطن. والمصالح الاقتصادية الامريكية في العراق مصانة وفي المركز الاول بحصول الشركات والمؤسسات الامريكية علي حصة الاسد في الاستثمارات خاصة في قطاع النفط وهو اكثر ما يهم الولاياتالمتحدة في هذا البلد. النفوذ الايراني مع تضاءل الاهتمام الامريكي المباشر فان النفوذ الايراني يتصاعد بشدة في العراق ورغم محاولة القوي الشيعية الابتعاد عن ايران سياسيا الا ان الصوت الايراني يبدو اقوي الاصوات في العراق، وتتصرف ايران وكأنها تدير الاوضاع في العراق وجاءت تصريحات رئيس ايران احمدي نجاد حول الانتخابات العراقية واعتراضه علي استبعاد شخصيات وموافقته علي استبعاد البعثيين بمناسبة اشارة حول تدخل ايران في الشئون العراقية وغرسها علي ملء الفراغ الذي سيتركه خروج امريكا من العراق خطوة بخطوة. ولابد ان العراق سيكون اهم ساحة للمواجهة الايرانية- الامريكية وهو بالفعل احد اوراق المساومة بين الطرفين فالولاياتالمتحدة مستعدة لفتح المجال امام نفوذ ايراني في العراق علي شريطة القبول بالشروط الامريكية حول برنامجها النووي وتأييد الصيغة السياسية في العراق وعدم دعم القوي الشيعية المتطرفة الي كانت تسعي لتقسيم العراق وفرض حل الفيدرالية او الانفصال التالي. وايران بدورها هي البلد الاقرب الي ضمان استمرار الصيغة السياسية الحالية في العراق القائمة علي استمرار الدولة المركزية الموحدة وتوافق القوي الطائفية الثلاث الكبري "السنة- الشيعة- الاكراد" وبالتالي ضمان الاستقرار في حالة انسحاب القوات الامريكية واهتمام الادارة الامريكية بالتوجه لحسم مشاكلها في افغانستان وباكستان وهو الملف الذي يحتل الاولوية بالنسبة لادارة الرئيس اوباما والذي يريد التحقق في مشاكل العراق ومشاكل الشرق الاوسط عموما وهو ما سيتيح لايران لعب دور اكثر اهمية في المنطقة. مستقبل العراق يبقي ان نجاح العراق في اتمام هذه الانتخابات يوجه من تحقيق دولة المواطنة وهزيمة مشروعات الاسلام السياسي بكل اشكالها وهزيمة الطائفية واستعادة وضعه الطبيعي وانجاح صيغة بناء عراق ديمقراطي موحد وساعتها سيكون ذلك التعويض الوحيد عن الغزو وسنوات الدمار والديكتاتورية.