أكد مجلس جامعة الدول العربية علي مستوي المندوبين الدائمين الذي عقد بمقر الأمانة العامة للجامعة علي ضرورة تضافر الجهود العربية في مواجهة التحديات الراهنة والسياسيات الاستعمارية التي تنتهجها إسرائيل في الأراضي العربية المحتلة، وسياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها الإدارة الأمريكية والتي تشكل استمراراً لنهج الرئيس السابق جورج بوش في التعامل مع قضايا المنطقة. وأكد مجلس الجامعة أهمية انعقاد تلك الدورة التي تأتي في وقت بالغ الأهمية وخاصة مع بدء العد التنازلي لانعقاد القمة العربية المقبلة في دورتها الثانية والعشرين بليبيا. وانتقد السفير يوسف أحمد، مندوب سوريا الدائم لدي الجامعة العربية، التعامل الأمريكي مع قضايا المنطقة، قائلاً" "إننا العرب بحثنا عن رؤية أوباما التي بشرنا بها في خطاباته وكلماته التي استقبلناها بكل التفاؤل والترحيب، فإذا برؤية الرئيس بوش تطل علينا بكل مفرداتها ومعاييرها وأدائها، حيث عادت إلي الواجهة من جديد لتكون نهجاً لإدارة الرئيس أوباما في التعامل مع قضايانا من فلسطين إلي العراق إلي لبنان والسودان والصومال وجزر القمر وإلي ملايين النازحين والمهاجرين الذين تزيدهم سياسات الجور والتهجير خيبة ونقمة ويأسا من المجتمع الدولي". وحذر السفير يوسف أحمد من استهداف إسرائيل للهوية العربية والإسلامية والمسيحية للأراضي الفلسطينية والتي كان آخر صورها منذ أيام مع إعلان حكومة الاحتلال الاسرائيلي ضم الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم، إلي ما يسمي زوراً بالتراث اليهودي، بالإضافة إلي استمرار سياسة الاستيطان نظرياً وعملياً دون استجابة لكل القرارات والمناشدات الدولية التي لم ترق حتي اليوم إلي حد ممارسة أدني أشكال الضغط علي الحكومة الاسرائيلية المتطرفة. ودعا السفير أحمد إلي استعادة التضامن العربي وتجاوز جراحات الماضي في مواجهة التحديات الراهنة، مشدداً علي حرص سوريا علي السلام العادل والشامل، والذي لن يتحقق إلا باستعادة الأراضي العربية المحتلة كاملة غير منقوصة، كما دعا الفصائل الفلسطينية إلي تحمل مسئولياتها وإلي العمل الجاد والسريع من أجل التوصل إلي نهاية إيجابية للحالة الفلسطينية القائمة. اشار إلي أن هذه الدورة لمجلس الجامعة تنعقد تحضيراً للقمة العربية المقبلة في ليبيا أواخر الشهر الجاري. وحذر السفير يوسف أحمد من المخاطر التي تحيط بالوطن العربي وتتوازي مع مطالبات للعرب بتقديم المزيد من التنازلات تحت عنوان "الواقعية السياسية" والتي ساهمت مثيلاتها من قبل في تعاظم تطرف السياستين الأمريكية والإسرائيلية والتي لم تؤدي إلا إلي فرض حالة من الإحباط واليأس وفقدان الأمل وانعدام التوازن، وهو ما مكنهم من استهداف العرب، منتقداً النهج العربي الذي اكتفي بدور المتفرج علي الأحداث والمتقوقع في خانة المجاملات والتصريحات. ولفت أحمد إلي أن تطور الأحداث منذ مؤتمر مدريد للسلام إلي اليوم يكشف أبعاد وأهداف السياسة الإسرائيلية التي ترمي إلي تحقيق المكاسب علي حساب الحقوق العربية من خلال مناورات ومماطلات وتأويلات عرقلت مسيرة السلام، ثم أجهزت علي العملية بأسرها مشيراً إلي استمرار إسرائيل في احتلالها للأراضي العربية وحربها وعدوانها المستمرين علي الشعب الفلسطينيي.