تبدأ غدا في مدينة سرت الليبية الاجتماعات التمهيدية علي مستوي كبار المسئولين للقمة العربية العادية التي تستضيفها الجماهيرية العربية الليبية يومي السبت والاحد القادمين، يعقد مجلس الجامعة العربية علي مستوي المندوبين الدائمين اجتماعات دورتهم العادية لمناقشة واستعراض الموضوعات المرشحة للعرض علي مجلس الجامعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية والذي يعقد الاربعاء والخميس القادمين، وهذه هي المرة الثانية التي يعقد فيها مجلس الجامعة العربية علي مستوي المندوبين الدائمين خارج العواصم العربية بعد اجتماعه الشهر الماضي في مدينة الفاشر بدارفور السودانية. ومن المنتظر أن يبحث المجلس علي مستوي المندوبين الدائمين نحو أربعين موضوعا مدرجة علي جدول الاعمال بالاضافة الي ما يستجد من مقترحات ورؤي من الدول الاعضاء، وخاصة ما استجد بعد الانعقاد العادي لمجلس الجامعة العربية أوائل مارس الجاري. وصرح مصدر مسئول بالامانة العامة للجامعة العربية بأن جدول الاعمال حافل بالقضايا العربية سواء البنود الدائمة علي المجلس مثل القضية الفلسطينية بشكل عام، وقضايا العراق والصومال ولبنان واستمرار احتلال اسرائيل للجولان السورية، واحتلال ايران لجزر الامارات العربية الثلاث طنب الكبري وطنب الصغري وأبو موسي، والوضع في السودان. اما القضايا العربية السياسية التي طرأت علي الوضع العربي الراهن سوف تحظي بالاولوية في المناقشات مثل الوضع المتفاقم في القدس واستمرار الاستفزازات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، والتعنت في الاستمرار في بناء المستوطنات فوق الاراضي الفلسطينية المحتلة بعد اجبار سكانها الاصليين علي مغادرة بيوتهم واراضيهم، واستمرار الحصار الجائر للشعب الفلسطيني، والموقف بعد المهلة التي حددتها لجنة المبادرة العربية علي المستوي الوزاري لدخول الفلسطينيين في مفاوضات غير مباشرة مع الحكومة الاسرائيلية، والرفض الاسرائيلي لوقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وعلمت الاخبار ان للامين العام عمرو موسي رؤية سوف يطرحها خلال الاجتماعات الوزارية بهذا الشأن إذ يري انه لا يمكن أن يكون لإسرائيل مقعد علي مائدة النقاش حول حاضر المنطقة أو حول مستقبلها وأمنها دون أن تقبل أولاً بقيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدسالشرقية علي حدود عام 7691 وأن يكون قبولها بذلك رسمياً وواضحاً وقانونياً ومعتمداً من الأممالمتحدة، و أن تقوم الدولة فعلا، أو دون أن تنسحب إسرائيل من الجولان العربي السوري ومن ما تَبقَّي من أراضٍ لبنانية محتلة، أو دون أن يجري تفاوض جدي يُنتِج حلا منصفا لموضوع اللاجئين علي أساس حقي العودة والتعويض. وفي كل الأحوال فإن حل الصراع العربي الإسرائيلي يقوم في عُرفِنا علي قبولها بالمبادرة العربية في نصها وروحها المتوازِنة والخلاقة. ويستعرض المجلس المواقف الامريكية والاوربية وموقف اللجنة الرباعية الدولية من الاستمرار الاسرائيلي في العدوان ورفض أي جهود للسلام، خاصة بعد زيارة مفوضة الاتحاد الاوربي للمنطقة واللقاءات التي أجرتها مع أحمد أبو الغيط وزير الخارجية وعمرو موسي الامين العام للجامعة العربية، وزياراتها لأراضي السلطة الفلسطينية وقطاع غزة واسرائيل. كما يستعرض المجلس الجهود العربية والدولية لاعمار وتنمية إقليم دار فور والمشروعات العربية التي نفذت باموال عربية في الاقليم وزيارة الامين العام للاقليم وعقد مجلس الجامعة العربية في مدينة الفاشر، واتفاقات المصالحة بين الاطراف والفصائل المختلفة في دار فور والتي شهدتها مدينة الدوحة القطرية مؤخرا، والوضع في جنوب السودان والموقف الحالي هناك من الاستفتاء الذي سيجري علي انفصال الجنوب العام القادم، والجهود العربية والسودانية لجعل خيار الوحدة السودانية جاذبا. وعلمت الاخبار أن العلاقات العربية الايرانية سوف تطرح للبحث والمناقشة علي جدول الاعمال، وان الامين العام له رؤية بهذا الشأن وهي أن الموقف يتطلب أولاً حواراً عربياً إيرانياً عاجلاً تُطرحَ علي مائدته مجمل المشاكل التي تسبب الاضطراب والالتباس في العلاقة العربية الإيرانية، وأن تكون الصراحة والشمول الأساس الذي يقوم عليه هذا الحوار، والذي لا يجب أن يطول ولكن يجب أن نُعجِّل به، وسوف تسهم مسيرة هذا الحوار و نتائجه، والجو الذي سوف يخلقه، كما نأمل في الدفع نحو علاقة عربية إيرانية ايجابية تسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة، وفي الاتفاق علي مسار للأمن الإقليمي وفي العمل علي التوصل إلي سلام عادل.